إعلان

قتلوا الحجيج واقتلعوا باب الكعبة وسرقوا الحجر الأسود ليبنوا كعبتهم.. شاهد كعبة القرامطة

08:39 م الخميس 02 أغسطس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هاني ضوه:

التاريخ الإسلامي كما هو ملئ بالأحداث التي تدعو إلى السرور والفخر، فإن هناك أحداثًا مأساوية كانت تدعو إلى الحسرة في حينها وحتى يومنا هذا، ومن تلك الأحداث ما حدث في سنة 317 هجريًا في موسم الحج على يد الفرقة الضالة المسماة بالقرامطة الذين استباحوا الكعبة المشرفة وقتلوا الحجيج وسرقوا الحجر الأسود، والأدهى من هذا أنهم قاموا ببناء "كعبة" لهم ونقلوا لها الحجر الأسود ودعوا الناس للحج إليها.

لكن كيف حدثت هذه الفاجعة؟ هذا ما يرصده مصراوي وترويه لنا كتب التاريخ والمؤرخين الذين دوّنوا تلك الحادثة وذكروا ما فيها من جرائم:

في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة من عام 317 هجريًا وهو يوم التروية، قام أبو طاهر القرمطي بالهجوم على الحرم المكي الشريف وارتكب فيه الفضائع، حيث ذبح الحجيج فقتل ما يزيد على 30 ألفاً ورمى جثث بعضهم في بئر زمزم فردمه، ودفن البعض الآخر في المسجد الحرام دون كفن أو صلاة.

ليس ذلك فحسب، بل خلع باب الكعبة المشرفة وقد كان مصفحًا بالذهب، وجرّد الكعبة من كسوتها وقسمها بين أتباعه، وأمر أحد أتباعه أن يصعد فوق الكعبة ليقتلع الميزاب ولكنه سقط فمات، فيئس من الميزاب، فاقتلع الحجر الأسود من الكعبة الشريفة، وصعد على عتبة الكعبة وجلس جلسة المستهزئ وأخذ يصيح: «أنا بالله وبالله أنا .. يخلق الخلق وأفنيهم أنا».

وبدأ الفاجر وأتباعه في نهب ما في داخل الكعبة المشرفة فأخذ جميع ما فيها من محاريب فضة وآثار، ومما أخذه "الدرة اليتيمة" والتي تزن أربعة عشر مثقالاً، وسميت بذلك لأنه ليس هناك درة فريدة مثلها تحاكيها، فهي درة حائزة على جميع الصفات المطلوبة، وأخذ قرن كبش نبي الله سيدنا إسماعيل عليه السلام وعصا نبي الله سيدنا موسى مرصعين بالذهب والجواهر، وطبقاً ومكبة من ذهب، وسبعة عشر قنديلاً من فضة وثلاثة محاريب من فضة على طول قامة رجل.

أنهى أبو طاهر القرمطي- لعنه الله- فجوره في الكعبة المشرفة بعد أن فعل ما فعل بالكعبة، وحمل جميع ما نهب من كنوز ونوادر على 50 جملاً وذلك في يوم السبت 13/12/317هـ وحمل الحجر الأسود والميزاب وأتى بهما إلى القطيف.

وهناك في القطيف في منطقة تسمى "الجش" بنى بيتاً دائرياً فسماه "الكعبة"، ووضع الحجر الأسود الذي سرقه فيه وقال اصرفوا الحج إليه، وأجبر أتباعه وأهل مملكته على الحج والطواف لديه، وخصص موضعًا سماه "المشعر" و"عرفات" و"منى".

وكان البناء الذي بناه القرامطة وسموه بالكعبة في القطيف وموجودة آثاره حتى الآن وشكله دائري له بابان، والآن رُدم أحدهما بالحجارة، والآخر مفتوح يُمكن منه الدخول، وبجانبه شاخص لعله لمضاهاة مقام سيدنا إبراهيم، وقد ردمت الرمال قسماً من البناء، وكان محاطاً بمستنقعات آسنة من ثلاثة جوانب.

ولعلك تتعجب أن كل تلك الجرائم والفجور تمت في مكة المكرمة على يد القرامطة لعنهم الله خلال 11 يومًا قضوها في مكة.

وبقيت كعبة القرامطة في قرية الجش بالطائف لمدة 22 عامًا والحجر الأسود موضوعاً عليها وسمي المكان بالكعبة، والعين بعين الكعبة، واحتفظت العين بهذا الاسم حتى يومنا هذا، فيما لا يزال بناء كعبة القرامطة موجودًا وإن كانت عوامل الطبيعة والسنين قد أثرت فيه كثيرا فسقطت منها أجزاء تمثل 50 في المائة من بناء كعبة القرامطة المزعومة.

ومن سوء الخاتمة لزعيم القرامطة أنه لما عاد إلى بلاده ابتلي بالجدري أو ما كان يسمى حينها بـ"الأكلة"، فأصبح لحمه يتناثر بالدود وتقطعت أوصاله، حتى مات.

مصادر:

كتاب "تجارب الأمم" – مسكويه.

كتاب "شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام" – الفاسي.

كتاب "التنبيه والإشراف" – المسعودي.

كتاب "تثبيت دلائل النبوة" – القاضي عبدالجبار الهمداني.

كتاب "سير أعلام النبلاء" – الإمام الذهبي.

كتاب " الجامع في أخبار القرامطة" - ثابت بن سنان بن قرة الصابر.

اقرأ أيضاً:

-بالصور.. هكذا تطور مشهد رمي الجمرات خلال 130 عاماً

-بالصور: دروب الحج المصرية.. شاهدة على ألف عام من المسير إلى البيت الحرام

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان