هل تعلم ما هو الفرق بين الرحمن والرحيم ؟

03:41 م الثلاثاء 24 يناير 2017

هل تعلم ما هو الفرق بين الرحمن والرحيم ؟

كتبت – سارة عبد الخالق:

(بسم الله الرحمن الرحيم).. نرددها كثيرا قبل البدء في قراءة سورة ما من القرآن الكريم، أو قبل بداية أي عمل، وعادة يقترن اسم الله – عز وجل – بالرحمن الرحيم .

إعلان

وتوجد سورة من سور القرآن الكريم تسمى باسم (الرحمن)، وورد اسم الله الرحمن واسمه تعالى الرحيم في أكثر من موضع في القرآن الكريم.

يقول الله تعالى في سورة فصلت (آية: 2): { تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ}، وفي سورة يس (آية: 58): {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ}، وفي سورة الحجر (آية: 49): {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.

وجاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم - : (كتب ربكم على نفسه بيده قبل أن يخلق الخلق: رحمتي سبقت غضبي) – صحيح ابن ماجه.

وقد جاء في تفسير السعدي لآية (156) من سورة الأعراف: {....... وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ....}، {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} من العالم العلوي والسفلي، البر والفاجر، المؤمن والكافر، فلا مخلوق إلا وقد وصلت إليه رحمة اللّه، وغمره فضله وإحسانه.

كما جاء في نفس التفسير أيضا لآية (49) من سورة الحجر:  {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.. {نَبِّئْ عِبَادِي} أي: أخبرهم خبرا جازما مؤيدا بالأدلة، { أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} فإنهم إذا عرفوا كمال رحمته، ومغفرته سَعَوا في الأسباب الموصلة لهم إلى رحمته وأقلعوا عن الذنوب وتابوا منها، لينالوا مغفرته.

والآن سوف نتعرف سويا على الفرق بين (الرحمن) و (الرحيم) ؟

- قال ابن كثير – رحمه الله - في تفسيره: قال أبو علي الفارسي (الرحمن): اسم عام في جميع أنواع الرحمة، يختص به الله تعالى، و(الرحيم) إنما هو من جهة المؤمنين، قال تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً }.. [الأحزاب: 43]، فخصهم باسمه الرحيم

 فيدل ذلك على أن (الرحمن) أشد مبالغة في الرحمة، لعمومها في الدارين لجميع خلقه، و(الرحيم):  خاص بالمؤمنين، لكن جاء في الدعاء المأثور: رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، واسمه تعالى: (الرحمن) خاص به، لم يسم به غيره، كما قال تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}.. [الاسراء: 110]، وقال تعالى  {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِك مِنْ رُسُلنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُون الرَّحْمَن آلِهَة يُعْبَدُونَ}.. [الزخرف: 45].

- وقال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -  : ( الرحمن) : هو ذو الرحمة الواسعة ؛ لأن فَعْلان في اللغة العربية تدل على السعة والامتلاء ، كما يقال : رجل غضبان ، إذا امتلأ غضبا .

(الرحيم) : اسم يدل على الفعل؛ لأنه فعيل بمعنى فاعل ، فهو دال على الفعل ، فيجتمع من (الرحمن الرحيم) أن رحمة الله واسعة ، وتؤخذ من (الرحمن) ، وأنها واصلة إلى الخلق ، وتؤخذ من (الرحيم) ، وهذا ما رمى إليه بعضهم بقوله : (الرحمن) رحمة عامة ، و (الرحيم) رحمة خاصة بالمؤمنين.

إعلان