3 أعمال لابد منها افتتاحا للعام الجديد

بقلم &ndash; هاني ضوَّه :مع بدء كل عام جديد، نغلق صفحة عام مضى بكل ما فيه من حلو ومر، من طاعة ومعصية، ولكن قبل أن نغلق هذه الصفحة القديمة ونبدأ صفحة جديدة علينا أولًا أن نقوم بوقفة مع النفس لنراجع ما مضى ونستعد لعام جديد ملئ بالطاعة والقرب من الله عز وجل.بدء العام الجديد بالتوبة"كل ابن آدم خطاء .. وخير الخطائين التوابون" .. هكذا أخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكم من ذنوب ارتكبناها في العام الذي مضى أبعدتنا عن الله عز وجل، وجعلت قلوبنا قاسية؟وقد كان الحبيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم أكثر من 70 مرة، وهو الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فما بالكم بنا نحن ؟!، ويخاطبنا الله سبحانه وتعالى فيقول: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).وما من نبي إلا دعا قومه إلى التوبة كما قص القرآن علينا ذلك في مواضع متعددة، لأن التوبة تعني الرجوع إلى الله.لذا علينا قبل أن نطوي صفحة العام الماضي أن نتوب عما اقترفناه من ذنوب وخطايا ونعزم النية على عدم العودة مرة أخرى إليها، حتى نتطهر منها، ونبيض صفحة عام انقضى، فإن نسينا نحن ذنوبنا فإن الله لا ينسى .. فلنبادر بالتوبة عما مضى.نية صالحة في العام الجديدعلينا مع بدء العام الجديد أن نصحح نيتنا لله سبحانه وتعالى بأن ننوي ترك المعاصي والمنكرات والبعد عن الله، وننوي أن نجتهد في الطاعات ونفع الناس وخدمتهم، وكذلك ننوى أن يخلص كل منا في عمله ووظيفته لينفع البلاد والعباد ويشارك في بناء وطنه.وأن سنوي الإنسان كذلك البعد عن الأخلاق الذميمة والعادات المنكرة التي توجد في شخصيتهن ويستبدلها بالأخلاق والعادات الحسنة التي تنعكس عليه وعلى مجتمعه.فالنية الصالحة الخالصة لله عز وجل إذا ما غرست في قلب المؤمن كانت دافعًا له لفعل الخير ونفع الناس والبعد عن كل خلق سئ، فإذا سقاها بماء الأعمال الصالحة نبتت وازدهرت وأثمرت، فانتفع هو بثمرها، وانتفع من حوله بها.تنظيم الوقت واغتنام الصالحاتكم من أيام وساعات تضيع في حياة الإنسان دون أن يقدم فيها لآخرته أو يقوم فيها بعمل نافع مشروع من أعمال الدنيا؟ .. لذا علينا مع بدء العام الجديد أن ننظم أوقاتنا لأن الوقت هو من أغلى الأشياء التي يمكلها الإنسان، ولكن في نفس الوقت لا يدري الإنسان ما هو رصيده من ذلك الوقت، فقد ينتهي بالموت دون أن يدري أو يشعر بقرب ذلك.وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أننا محاسبون على الوقت فقال: " لن تزول قدما ابن آدم حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به".وحتى الفراغ .. قال صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ" فهو نعمة يجب أن تستغل الاستغلال الصحيح المشروع.فعلى الإنسان أن ينظم وقته ويملأه بالخير والنفع لنفسه وللناس من حوله، لا أن يضيعه في اللعب واللهو ويظل طوال وقته أسير للشهوات والغفلات، وكذلك عليه أن يرتب أولوياته حتى لا يقضى وقته فيما لا طائل من وراءه.