إعلان

جمعة يوضح كيف تطبق هذه الآية في حياتنا.. {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}

06:56 م الأربعاء 06 مارس 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

مصراوي:

تلقى الدكتور علي جمعة - مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف - سؤالا ورد إليه من أحد متابعي برنامج "والله أعلم" المذاع على فضائية "CBC" يقول: "{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} كيف نطبق هذا المبدأ في كل مناحي الحياة ؟".

قال جمعة: لقد خلق الله عز وجل هذا الكون وأقامه على عدة مبادئ ومن أهم هذه المبادئ "التوازن" وكل ما يدعو إلى اختلال هذا التوازن منعه الله وحرمه حتى تظهر الصورة واضحة بينة لكل من ينظر إليها، ولتحقيق التوازن واعتداله في هذا الكون يجب الحرص على العمل المقبول وتحقيق كل شروطه حتى يؤتي ثماره.

وتابع جمعة بإعطاء مثال من الحديث الشريف أن الأكل الهدف منه العيش والاستمرار وليس الهدف منه التخمة والإسراف ولإهدار المال على الطعام، روى الترمذي في سننه من حديث المقدام بن معدي كرب - رضى الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (ما ملأ آدمي وعاء شرًّا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه)، وقال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.. [الأعراف:31].

واستشهد جمعة بذكر مثال آخر وهو الآن ظاهرة منتشرة في مجتمعاتنا وهو العقوق سواء الآباء للأبناء أو الأبناء للآباء والتي تظهر جلية في العديد من المجتمعات ما دعا الكثير للعزوف عن الزواج أو الإنجاب لتجنب مثل هذه المشاكل واستبدال هذه الطبيعة الكونية والتي خلقنا من أجلها بتربية الحيوانات الأليفة من كلابٍ وقططٍ وما شابه ذلك لما لهذا الحيوان من تقديم الولاء والطاعة لذويهم، وهذه صورة من صور عدم التوازن والعدالة التي خلقنا من أجلها.
وأوضح جمعة أن تكليف أي شخص أو مجموعة أو حتى المجتمع بأسره بمهام لا يطيق العمل بها هنا سيختل التوازن وتضيع العدالة ويضيع الهدف من الدنيا والتي خلقنا الله من أجلها والتي قال فيها المولى عز وجل {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.. [الذاريات:56]، لذلك على الجميع تحرىي الالتزام بالتوازن الكوني والعدالة الإلهية بالسير على قرآنه الكريم والسنُة النبوية المطهرة حتى تستمر الحياة ونستمر نحن معها.

فيديو قد يعجبك: