إعلان

حرائق تشتعل من تلقاء نفسها ورؤوس أغنام مذبوحة.. هل فعلها الجن؟.. تعرف على رأي الشرع

07:09 م الأربعاء 08 سبتمبر 2021

تعبيرية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

بداخل قرية سين القبلية بمركز بدر بمحافظة البحيرة، عانى الأهالي من حدوث ظواهر غريبة عزوها إلى الجن بأحد المنازل، إذ قالوا إن الحرائق بدأت هناك منذ ثلاثة أشهر وخلال الأيام الأخيرة أصبحت تحدث بشكل يومي، فتشتعل من تلقاء نفسها دون سبب معلوم، وتكرر كذلك عثور صاحب المنزل على طيور ورؤوس أغنام مذبوحة بطريقة غريبة رغم إغلاق الحظائر بشكل محكم، ما دعا البعض إلى تفسير الظاهرة بأفعال الجن... فهل يمكن للجن بالفعل أن يقوم بمثل هذه الأعمال ويكون لهم بالفعل تأثير في الواقع؟

علقت دكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، قائلة إن تفسير الظواهر التي تحدث في حياة الإنسان قضية قديمة متجددة، وكانوا في الماضي يعوزوها للجن أو إلى مخلوقات غير مرئية يقومون بفعل هذه الظواهر، وأضافت نصير أنه على الرغم من أننا في مرحلة انتشر فيها العلم والتكنولوجيا عدنا إلى تفسيرات العصر القديم الذين كانوا يفسرون الظواهر غير المعروف مصدرها بهذه الأمور غير المرئية.

وعما إن كان في الشريعة الإسلامية ما يفسر مثل هذه الظواهر، أو يثبت قدرة الجن على فعلها، قالت نصير إن الدين لم يتدخل في هذه الظواهر، مؤكدة أن هناك بالتأكيد شيئا أدى لهذا العمل، فقد يكون جارًا متربصًا بهم أو احد أهل المنزل يريد أن يشغل أهل البيت، "لكن مفيش حاجة اسمها عفاريت ولا جن ولا غيره...دي طريقة تفكير عندما نريد أن نبرر لظاهرة لا نستطيع لها تفسير"

وفي حادثة مشابهة علق الشيخ صبري عبادة وكيل وزارة الأوقاف، في مداخلة هاتفية سابقة له مع برنامج "90 دقيقة"، على إمكانية تأثير الجن بشكل مادي على الأشياء، أن السحر لا يمكن أن يؤدي إلى عمل مادي، ولا يستطيع الجن أن يحرك أي شيء من مكانه أو يصيبه بالمرض، مؤكدًا أن تأثير الجن على الإنسان لا يتعدى إلا تغيير الحالة المزاجية له لا أكثر.

السحر حقيقة أم خيال؟

اختلف العلماء حول حقيقة السحر، هل هو حقيقي أم لا، فيقول الشيخ عبد القادر حمزة في رده على إحدى الفتاوى في الثمانينيات إنهم انقسموا لذلك إلى فريقين:

أ- فذهب جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة إلى أن السحر له حقيقة وتأثير.

ب- وذهب المعتزلة وبعض أهل السنة إلى أن السحر ليس له حقيقة في الواقع، وإنما هو خداع وتمويه وتضليل، وأنه باب من أبواب الشعوذة، وهو عندهم على أنواع:

1- التخييل والخداع.

2- الكهانة والعرافة.

3- النميمة والوشاية والإفساد.

4- الاحتيال.

لكن رجح حمزة رأي الجمهور، إذ أنهم استدلوا على أن السحر له حقيقة وتأثير بعدة أدلة منها: أ- قوله تعالى: "سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ".

ب- قوله تعالى: "فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِه".

ج- قوله تعالى: "وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ".

د- وقوله تعالى: "وَمِن شَرِّ النَّفَّٰاثَاتِ فِي الْعُقَدِ".

وقال حمزة في فتواه: " إن السحر له حقيقة وله تأثير على النفس، فإن إلقاء البغضاء بين الزوجين والتفريق بين المرء وأهله الذي أثبته القرآن الكريم ليس إلا أثرًا من آثار السحر، ولو لم يكن للسحر تأثير لما أمر القرآن بالتعوذ من شر النفاثات في العقد"، لكنه يؤكد أن أثره وضرره لا يصل إلا بإذن الله، فهو متوقف على مشيئة الله سبحانه وتعالى.

لكن يخالفه في ذلك الإمام الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إذ أكد في أكثر من مرة أن السحر لا يؤثر في حقيقة الأشياء بل هو تخييل للناس، قائلًا أن السحر ليس من خوارق العادات وإنما هو تخييل يرجع إلى خفة في اليد، ففي إحدى حلقات برنامجه "الإمام الطيب" ذكر أن الساحر يؤثر في أعين الناس فيجعلها ترى أشياء لا حقيقة لها في واقع الأمر، وفي ذلك يكمن الفارق بينه وبين المعجزة، فالأخيرة تؤثر في حقيقة الأشياء وذواتها، أما السحر فهو مجرد تخييل يتعامل مع العين لا مع الأشياء، كما أنه علم يمكن أن يتعلم ويعارض بمثله، مؤكدًا أنه لا يقلب حقيقة الأشياء ولا يغيرها ولا يؤثر فيها.

فيديو قد يعجبك: