إعلان

بالفيديو| علي جمعة: الحدود في الشريعة لمعرفة عظم الذنب لا للانتقام من مرتكبها

08:55 م الثلاثاء 26 يناير 2021

الدكتور علي جمعة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

"كنت ارتكب ذنبًا كبيرًا وتبت إلى الله فهل تكفي التوبة أم هناك كفارة؟" هكذا سئل الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء والمفتي السابق، في أحد مجالسه العلمية، ليجيب مؤكدًا أن التوبة من كل الذنوب تكفي، بل ان الله سبحانه وتعالى يفرح بعبده التائب فرحًا شديدًا.

"فتوبوا إلى الله واتركوا المعاصي مهما تكاثرت وابدأوا صفحة جديدة مع الله" هكذا نصح جمعة من يقع في الذنوب، حتى الفواحش، ضاربًا مثالًا بقصة ماعز مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتاه وكان قد ارتكب الفاحشة فجاء يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل ويطلب منه ان يقيم عليه الحد، جادله الرسول واراد ان يصرفه سترًا عليه وحتى لا يستهين الناس من بعده بامر اقامة الحدود، وأكد جمعة أن تلك الحدود قد وضعت أصلا لبيان تلك المصائب التي وضعت لها، فهي كبائر وفواحش تفسد النفس والمجتمع والناس، ولكن هي ليست انتقامًا من مرتكبها وليست قسوة أو عنف، بل هي من أجل أن يعلم من لم يرتكبها أن هذه المصائب والقاذورات هي من الكبائر عند الله.

وضرب جمعة مثلا برواية قصة ماعز قائلًا إن النبي صلى الله عليه وسلم قد اشاح بوجهه عن ماعز كأن لم يسمع، واشتغل بشيء عن يساره، فاتاه ماعز من يساره وهكذا أربعة مرات، ثم اراد ان يجعل له فسحة فاتى بقومه وسألهم أمجنون هو؟ فقالوا اعقلنا واحكمنا يا رسول الله، يقول جمعة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يريد أن يجد له مخرجًا،فلما صمم اقام عليه الحد ولم يسأله من الطرف الآخر، "فالأصل هو الستر وليس التفاخر بأنه تقي نقي، بل من يفعل ذلك هو فضاح، فمن ستر مؤمنًا في الدنيا ستره الله يوم القيامة" يؤكد جمعة.

فلما أقاموا عليه الحد وبدأ دمه يسيل، قال ماعز انا لم افعل هذا، يروي جمعة، فأكملوا عليه فهرب، وآتوا به ورجموه، فرجع عمر وكان ممن كان حوله وحكى لرسول الله فقال له النبي: أفلا تكتموه، لأنه قد رجع في اقراره، ومن هنا، يقول جمعة، اخذ العلماء جواز رجوع المعترف في اقراره عندما يمس الحد، "ومعنى هذا ان الله لا يريد دماءًا،بل يريد تعظيم الذنب وبعد الناس عنه" ولذلك يشير جمعة إلى أن المسملون ظلوا سنينًا طويلة لم تقم فيها تلك الحدود، لشدة شروطها.

وأكد جمعة أن من ارتكب شيئَا من ذلك ثم تاب، فلتحسن توبته بكثرة الصلوات والذكر والامتناع عن المعاصي وأن يتصدق بشيء لأن الصدقة تطفيء الخطيئة، ويكثر من الوضوء ونفع الناس وذكر الله وليس عليه كفارة محددة.

فيديو قد يعجبك: