إعلان

"لا تيأسوا من رحمته".. علي جمعة: لا بد أن نستحيي من الله ونعود إليه سريعًا

12:09 م الثلاثاء 11 فبراير 2020

"لا تيأسوا من رحمته".. علي جمعة: لا بد أن نستحيي م

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كـتب - عـلي شـبل:

دعا الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إلى أن نستحيي من الله- تعالى- وأن نعود إليه سريعًا، وأن نستغل فضل الله ورحمته علينا بالعودة، والاستغفار، وطلب الغفران، فلا يأس من رحمة الله تعالى أبدا.

وأكد أن الله- سبحانه وتعالى- يغفر الذنب، وهو رحمة ليس بعدها رحمة، وجمال ما بعده جمال، متسائلا: ما الذي ينبغي علينا أمام هذه الرحمة؟ وما الذي ينبغي علينا أمام هذا الفضل؟

واستشهد جمعة، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، بالحديث القدسي عَنِ النَّبِىِّ ﷺ فِيمَا يَرْوِى عَنْ رَبِّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- أَنَّهُ قَالَ:«يَا بْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِى وَرَجَوْتَنِى فَإِنِّى سَأَغْفِرُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ؛ وَلَوْ لَقِيتَنِى بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا لَلَقِيتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً، وَلَو عَمِلْتَ مِنَ الْخَطَايَا حَتَّى تَبْلُغَ عَنَانَ السَّمَاءِ مَا لَمْ تُشْرِكْ بِى شَيْئاً، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِى لَغَفَرْتُ لَكَ ثُمَّ لاَ أُبَالِى».

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن هذا حديث يُبَيِّن أن الله سبحانه وتعالى غَفَّار، مهما كثرت الذنوب، ومهما عظم شأنها، فإننا لا نيأس من روح الله، ولا من فضل الله، ولا من رحمة الله، ولا يمكن أن نغلق الباب على أنفسنا، ولا على الخلق مع الله سبحانه وتعالى.

بعض مَنْ يَمُنُّ الله سبحانه وتعالى عليه بشيء من الطاعة، يقول: كيف نسمح للناس أن تذنب، وأن تتوب إلى الله؟

ليس نحن الذين سمحنا، رب العالمين هو الذي خلق الخلق، وهو الذي وسعهم، وهو الذي رحمهم، يقول رسول الله ﷺ: «كل ابن آدم خَطَّاء...» وكلمة: (خَطَّاء) صيغة مبالغة من الخطأ، والخطأ: يتم عن غير قصد، والخطيئة: تتم عن قصد للإثم.

فـ"كل ابن آدم خَطَّاء" كثير الخطأ، يتكرر منه الخطأ.

«وخير الخطائين التَّوَّابون» التَّوَّاب: تَوَّاب يعنى: كثير التوبة.

إذن، فالله- سبحانه وتعالى- ينادي ابن آدم، ويقول له لو جئتني بذنوب ملء الأرض، ثم تبت وغفرت، لغفرت لك.

وأضاف جمعة: فلنحسب عدد ذرات تراب الأرض، ولنحسب عدد لحظات حياة الإنسان، الإنسان كم يعيش في هذه الأرض؟ مائة سنة، ليكن ذلك. السنة بها ثلاثمائة وخمس وستون يوما، اليوم فيه أربع وعشرون ساعة، الساعة فيها ستون دقيقة، والدقيقة فيها ستون ثانية، اضرب كل هذا، وانظر كم ثانية في حياة الإنسان؟ هذا العدد الذي ستحصل عليه، ستراه أنه في متر مربع، أو مكعب من التراب، يزيد كثيرا جدًّا على هذا العدد، فما بالك بالكرة الأرضية، كم فيها من ذرات للتراب؟ لو جئت ربك، وأنت مرتكب لهذا العدد من الذنوب، ثم جئته تائبًا، لغفر لك، هل تستطيع أن تذنب، وأن تعصي ربك كل لحظة بشتى أنواع الذنوب؟! افعل هذا، إذا استطعت، ثم عد إلى الله؛ تائبًا نادمًا، فإن الله سبحانه وتعالى يغفر لك الذنوب ، هذا الحقيقة جمال ما بعده جمال، وسعة، وفتح لأبواب الرحمة، ورجاء في وجه الله سبحانه وتعالى، ليس بعده سعة، ولا بعده رحمة.

وتساءل فضيلة المفتي السابق: فما الذي ينبغي علينا أمام هذه الرحمة؟ وما الذي ينبغي علينا أمام هذا الفضل؟

يجب أن نستحيي من الله، وأن نعود إليه سريعًا، وأن نستغل فضل الله ورحمته علينا بالعودة، والاستغفار، وطلب الغفران من رب العالمين، فهو الغفار.

لا تيأس، وارْجُ وجه الله.

فيديو قد يعجبك: