إعلان

بعد نبش قبر طفل سوري في لبنان.. تعرف على رأي الشرع وهل يتأذى الميت من ذلك

06:35 م الثلاثاء 24 سبتمبر 2019

نبش قبر طفل سوري بلبنان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- آمال سامي:

لم تتوقف معاناة السوريين على الحياة فقط، فحتى الموت أصبح عسيرًا، ففي لبنان، نبش قبر طفل سوري لاجئ يبلغ من العمر أربعة أعوام في قرية عاصون بشمالي لبنان، وأعيدت جثته إلى عائلته لأن المقبرة مخصصة للبنانيين فقط. فما حكم الشرع في نبش القبور ونقل جثة الميت؟ وهل يتأذى الميت من ذلك؟

أتفق الفقهاء على حرمة نبش قبر الميت لغير ضرورة، حيث ورد في فتوى سابقة لدار الإفتاء أنه لا يجوز نقل الموتى من قبورهم إلا لرفع ضررٍ عن جثث الأموات أنفسهم لا يمكن رفعه إلا بنقلهم؛ كما لو تضررت قبورهم بالفيضان أو السيول، أو لكونهم قد دُفِنُوا في أرض مغصوبة، أو لمصلحة عامة لا يمكن تحقيقُها إلا بتحويل القبر؛ كما لو احتاج الأحياء لشقّ طريقٍ أو لتحويلِ مجرى نهرٍ لا يُستَغنى عن فعله وتعيَّن نقل الموتى لأجل ذلك، فنقل الموتى فيه إيذاء لهم، وإيذاؤهم أمواتا كإيذائهم أحياء؛ وذلك أخذا من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها الذي رواه عنها أبو داود وابن ماجه وأحمد وغيرُهم مرفوعًا: «كسرُ عَظمِ المَيتِ ككَسرِه حَيًّا»، ولا يجوز تقديم مصلحة الأحياء عليهم، ولا يتجاوَز في ذلك إلا عند التعارض مع مصلحة عامة للمجتمع؛ تقديما لمصلحة الجماعة على مصلحة الأفراد.

من جهة أخرى، قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن الميت لا يتأذى بذلك والذي يتأذى بذلك هم الأحياء، أما الميت فهو روح طليقة عند الله سبحانه وتعالى في الملأ الأعلى، مستدلًا في ذلك بقصة عبد الله بن الزبير وأمه أسماء، وذلك عبر فيديو نشر على صفحته الرسمية بالفيس بوك مؤخرًا، حيث جاء عبد الله بن الزبير لأمه أسماء خائفًا من أن يمثل به في قتاله مع الحجاج فقالت: يابني وما يضير الشاه سلخها بعد ذبحها؟ وفي هذا إشارة أن الروح عندما لحقت ببارئها لا يضر ما يفعلون بالجسد.

وأكد جمعة أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن نبش القبور إلا لحاجة، ونهى عن "المثلة" وهو التمثيل بالجثة في الحرب، وجعل من تكريم بني آدم أن يدفن، وذكر جمعة أن الرسول صلى الله عليه وسلم دفن المشركين وألقاهم في القليب ووقف عنده وقال: لقد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًا، فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا، فقيل: وهل يسمعونك يا رسول الله وقد أرموا، أي ماتوا، قال: إنهم لأسمع لي منكم، ومن هنا أخذ العلماء أن الروح لها اطلاع ولها سماع كما أقر بذلك رسول الله وبينه لنا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان