إعلان

علي جمعة يشرح الحكمة العطائية: الكون كله ظلمة و إنما أناره ظهور الحق فيه

03:00 ص الخميس 01 أغسطس 2019

الدكتور علي جمعة

(مصراوي):

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن دين الإسلام دين النور، وقد أطلق الله تعالى النور على نفسه في سورة حملت اسم «سورة النور» قال الله تعالى فيها: {اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ المِصْبَاحُ فِى زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِى اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [النور:35].

وأشار جمعة إلى أن مكتشف المصباح الكهربائي قد اهتدى إلى اكتشافه بعد تجارب عديدة بسبب هذا التشبيه البليغ، حيث لفت التشبيه القرآني لأهمية وجود الزجاج حول المصدر المشع لنشر الضوء.

وتابع فضيلة المفتي السابق، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: وفي هذا النور الرحماني يقول الإمام ابن عطاء الله السكندري في «الحكم العطائية»: «الكون كله ظلمة و إنما أناره ظهور الحق فيه» وهو يقصد أن الكون من حيث كونيته وظهور حسه كله ظلمة؛ لأنه حجاب لمن وقف مع ظاهره عن شهود ربه، ولأنه سحاب يغطى شمس المعاني لمن وقف مع ظاهر حس الأوانى.

وإليه أشار الششترى بقوله : "لا تنظر إلى الأوانى وخض بحر المعانى، لعلك تراني".

فصار الكون بهذا الاعتبار كله ظلمة؛ وإنما أناره تجلى الحق به وظهوره فيه، فمن نظر إلى ظاهر حسه رآه جسما ظلمانيا ومن نفذ إلى باطنه رآه نورا ملكوتيا.

فقول الشيخ : "الكون كله ظلمة" إنما هو في حق أهل الحجاب، لانطباع ظاهر الأكوان في مرآة قلوبهم ، وأما أهل العرفان فقد نفذت بصيرتهم إلى شهود الحق، فرأوا الكون نورا فائضا في بحر الجبروت فسار الكون عندهم كله نورا. وهو ما يشير لقول الشاعر:

و إذا لم تر الهلال فسلم ... لأناس رأوه بالأبصار.

فيديو قد يعجبك: