إعلان

المفتي السابق: التقوى هي برنامج عمل يُخرج الدنيا من قلبك حتى لو كانت في يدك‏

07:00 ص الأحد 31 مارس 2019

علي جمعة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(مصراوي):

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن التقوى هي نجاح وسلامة العبد المؤمن في حياته ومماتها، وفيها نجاح المجتمع وصونه من كل الشرور.

واستشهد فضيلته بما ورد عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله تعالي عنه يقول‏:‏ التقوى‏:‏ الخوف من الجليل -وهو أول ركن من أركان التقوى، ثم يأتي لنا بعناصر أخرى فيقول‏- والعمل بالتنزيل‏,‏ والاستعداد ليوم الرحيل‏,‏ والرضا بالقليل‏.‏

وأضاف جمعة: حيثما تستعمل للمكان والزمان‏,‏ يعني اتق الله في كل زمانك‏,‏ وفي أي مكان كنت فيه‏,‏ متبعا برنامج عمل كاملا لو طبقته تغيرت حياتك ورأيت الإسلام كله بين جنبيك‏,‏ فقد خرج الوهن من قلبك‏,‏ وخرجت الدنيا من قلبك حتى لو كانت في يدك‏.‏

وأتبع السيئة الحسنة تمحها برنامج آخر لعدم فعل المعصية بعد ذلك‏,‏ فكلما صدرت منك مخالفة‏:‏ ذهبت ففعلت خيرا‏,‏ فإنك لا تسرع في المخالفة بعد ذلك أبدا‏,‏ فمن نظر نظرة ورأى فيها معصية فليذهب ويتوضأ‏,‏ ومن ارتكب في حق أخيه غيبة أو نميمة فليدعو له‏,‏ ومن نسي الله فليذكره ويسبحه‏,‏ فلابد لك أن تحاسب نفسك قبل أن تحاسب‏,‏ وان تلتفت إلى نفسك وترى فيها جذع الشجرة وتتغاضى عن القذاة التي في عين أخيك‏.‏

وكتب فضيلته، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: ثم يتم رسول الله ﷺ ذلك التدريب السهل اليسير على ما عودنا ﷺ بالأخذ بيدنا إلى مواطن الخير ودوائر رضا الله بيسر وسهولة يخاطب بها العالمين إلى يوم الدين جاهلهم‏,‏ وعالمهم‏,‏ قويهم‏,‏ وضعيفهم‏,‏ رجالهم ونساءهم‏,‏ يتوج ذلك كله بما جاء ليتمم إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق البيهقي في سننه الكبرى فيقول‏:‏ (وخالق الناس بخلق حسن) ثم يفصل هذا الخلق في مواطن أخرى كثيرة فيقول‏:‏ (تبسمك في وجه أخيك صدقة) [ابن حبان] (إن الرفق لا كون في شيء إلا زانه‏,‏ ولا نزع من شيء إلا شانه) [مسلم]، (الراحمون يرحمهم الرحمن‏,‏ ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) [الترمذي‏]‏ ، (إن الله كتب الإحسان علي كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة‏,‏ وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته) [الترمذي‏].‏

كثير من أخلاق النبوة يفتحها رسول الله ﷺ أمامك واسعة‏,‏ قال رسول الله ﷺ : (أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز ما يعمل رجل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة) ومنيحة العنز: هي أن تعطي جارك عنزتك يحلبها يوما أو يومين ثم يردها بحالها إليك فلا تتكلف شيئا، فما بالك بأدنى تلك الخصال إن كانت هذه أعلاها، عمل قليل مع صدق في التوجه ويقين بالوعد والموعود يدخل المسلم جنة ربه بسلام.

هذه بحبوحة منحها الله لنا‏,‏ فتمتعوا ببحبوحة الله‏,‏ وكونوا علي تقوي من الله‏,‏ وليكن عملك بين الرجاء والخوف‏,‏ وليكن أمرك في الدنيا داعيا إلي الله ورسوله ومبلغا عنهما ، ولتكن مصلحا في هذه الأرض‏,‏ ولتتذكر قوله -سبحانه وتعالى-: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ).

فيديو قد يعجبك: