علماء وفقهاء رحلوا في 2019: أكبر معمّر أزهري والواعظ الضاحك ورائد اللحوم الحلال بنيوزيلندا (2)

06:11 م الثلاثاء 31 ديسمبر 2019

علماء وفقهاء رحلوا في 2019

كتبت – آمال سامي:

"إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتَّخذ الناس رؤوسًا جهالاً، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا". متفق عليه

شهد عام 2019 رحيل عدد كبير من علماء المسلمين وعلماء الأزهر الشريف بشكل خاص، في التقرير التالي يرصد مصراوي عددا من العلماء الذين فارقوا الحياة في هذا العام تاركين لنا ميراثهم العلمي وأثرهم الطيب.. تعرف عليهم في الصفحات التالية:

معوض عوض إبراهيم أكبر معمر أزهري

شهد عام 2019 رحيل أكبر معمر أزهري وشيخ الأزهريين العلامة الشيخ معوض عوض إبراهيم، فهو من مواليد عام 1912 وتجاوز عمره 109 عامًا، وهو صاحب أعلى سند مصري، حيث روى عن الشيخ علي سرور الزنكلوني بأسانيده، وقد ولد رحمه الله بقرية كفر الترعة بمركز شربين بمحافظة الدقهلية، وكان من أكبر المحدثين في العالم الإسلامي سنًا، وهو مؤلف وكاتب وخطيب، وشهد له العقاد بموهبته الأدبية الفذة، فنشر له قصيدة في مجلة السياسة الأسبوعية، وقد حكى الشيخ معوض أنه كتب قصيدة كاملة في العقاد ونالت شهرة واسعة..

يتمتع الشيخ معوض عوض إبراهيم بشعبية كبيرة بين الأزاهرة، وكان رحمه الله مشاركًا في حفل تسليم راية الإفتاء للمفتي الحالي الدكتور شوقي علام وقد أجاز الشيخ الحضور جميعًا بما أجازه به الشيخ علي سرور الزنكلوني قائلًا: "حتى تكونوا ألسنة داعية هادية إلى الله وكتابه وسنة مصطفاه، والله المسئول أن يسلك بي وبكم جميعًا سبيل الرشد". وكان الشيخ علي الزنكلوني عضو كبار العلماء بالأزهر الشريف وكان له دورًا بازرًا في ثورة 1919 حتى تم تحديد إقامته في بلده زنكلون بالشرقية بدلا من نفيه بالخارج.

وللشيخ العلامة معوض رحمه الله مؤلفات عديدة منها مشاهد الوجود وشواهد التوحيد، ونفحات القرآن، والتقوى والمتقون في القرآن الكريم، وفي الشعر له ديوان "من رحيق الإيمان" وله كذلك كتاب "دراسات في اللغة والأدب". وقد رحل عن عالمنا في 20 يونيو من هذا العام.

مظهر كراسنيكي.. رائد تطوير صناعة اللحوم الحلال في نيوزيلندا وتصديرها للعالم الإسلامي

هو أحد اللاجئين الألبان الذين دخلوا إلى نيوزيلندا عام 1951م هربًا من النظام الشيوعي بيوغوسلافيا عبر قارب نرويجي يحمل اللاجئين، شارك بعد ذلك بحوالي 14 عامًا تقريبًا في تأسيس أول جمعية مسلمة في نيوزيلاندا وعين كأول رئيس لها، أسس كراسنيكي أول مسجد في نيوزيلندا في بونسومبي في أوكلاند ، وفي عام 1999 قاد حملة الإغاثة التي قام بها مسلمو نيوزيلندا لإقليم كوسوفو.

وعين كراسنيكي رئيسًا لاتحاد الجمعيات الإسلامية النيوزيلندية (فاينز) منذ عام 1979 وظل في هذا المنصب حتى وفاته، وفي تلك الفترة بدأت مساعيه في إنشاء تجارة تصدير اللحوم الحلال، وذلك حسب تقرير نشرته نيوزيلاند هيرالد اليومية، وصفه المؤرخ المسلم النيوزيلندي عبد الله دروري بأنه "كاوماتوا -وهي تعني شيخ قبيلة عظيم-حقيقي من الجالية المسلمة النيوزيلندية" وألباني نيوزيلندي عظيم.

توفي كراسنيكي في الثامن من أغسطس هذا العام عن عمر يناهز 88 عامًا أثناء اقامته الأخيرة في استراليا.

فتحي أحمد صافي.. الواعظ الضاحك

هو عالم وفقيه سوري من مواليد دمشق عام 1954م، وكان إمام وخطيب جامع الحنابلة بدمشق، وتلقى العلم على يد عدد كبير من علماء عصره في سوريا، وأصبح بعد ذلك مدرسًا للعلوم الشرعية وشارك في افتتاح العديد من المعاهد الشرعية في سوريا، وقد اشتهر الشيخ فتحي بأسلوبه المميز الذي كان دائما مصحوبًا بالدعابات والقصص الفكاهية، وقبل وفاته بأيام ظهر في فيديو حيا فيه متابعيه ومحبيه وهو على فراش المرض وكان آخر ما قاله مشيرًا بسبابته إلى السماء: هو الشافي وتوفي عقبه بعدة أيام في الثاني من مايو من هذا العام.

تعرف على قصة هدايته وتحوله إلى الدعوة من هنا:

إعلان