إعلان

أستاذ فقه لـ مصراوي: المنتحر يظل على إسلامه.. وهذا حكم أداء العمرة والحج عنه

11:30 ص الثلاثاء 03 ديسمبر 2019

الدكتور أحمد خيري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد قادوس:

أكد الدكتور أحمد خيري، مدرس الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة القاهرة، أن الاسلام أعلى من شأن الحياة وقيمتها فنهى الناس عن التعرض لها والاعتداء عليها أو إزهاقها، سواء أكان هذا الاعتداء على نفسك أو غيرك، فليس الجسد ملكًا لصاحبه، بل هو وديعة عنده، يجب عليه أن يرعاه ويصونه ويحفظه.

وأوضح خيري، في تصريحات خاصة لـ مصراوي، إن من الظواهر الغريبة عن ديننا ومجتمعاتنا والتي كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الانتحار، وقد تعددت الدوافع لهذه الظاهرة الشنيعة، فمنها: الضغوط النفسية الناتجة عن: الفقر، والمرض، وتسلط الأعباء المادية وغير المادية، والإحساس بالعجز، وفقدان الأمل، أو فوات رغبة دنيوية، أو محنة نزلت به، وكذا المعاناة من الاضطرابات النفسية أو الأمراض العقلية.

وأكد أستاذ الفقه بالقاهرة أن الإسلام عالج الدوافع المؤدية إلى الانتحار، فدعا الناس إلى تقوية الوازع الديني، والثقة في النفس، والثبات عند الشدائد، وانتظار الثواب من الله تعالى على تحمل متاعب الحياة وصعابها، واستشعار أن ما يصيب الإنسان من مصائب الدهر فبقضاء الله وقدره، والتأكيد على أن الحياة لا تستمر على وتيرة واحدة، ففيها العسر واليسر، والشدَّة والفرج، والحرص على التربية الإيمانية الصحيحة، والسعي لقضاء حوائج الناس، والتخفيف عن آلام من ابتلي بالبلاء، وأخيرًا بيان عاقبة المنتحر، وما ينتظره من عذاب الله في الآخرة.

أما عن الحكم الشرعي للانتحار، فيقول خيري إن الانتحار من حيث الحكم الشرعي كبيرة، بل من أكبر الكبائر؛ لأن الله تعالى منحنا الحياة، ولم يسمح لنا أن نغادرها بهذه الطريقة، وقد قال الله جل وعلا متوعدًا من يفعل ذلك: "وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا، وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا".

وعن حكم المنتحر شرعًا وهل هو يكفر بفعلته، أوضح خيري لمصراوي أنه علي الرغم من هذا الوعيد الشديد في حق المنتحر، إلا أن انتحاره لا يُخرجه من الملة، فلا نحكم بكفره، بل يظل على إسلامه، فيُغسل، ويُكفن، ويُصلى عليه، ويُدفن في مقابر المسلمين. ويجوز لبعض الخاصة، كالعلماء أن يمتنعوا من الصلاة عليه والدعاء له-ظاهرًا-؛ زجراً لأمثاله من الإقدام على هذه الكبيرة.

وحول جواز الدعاء للمنتحر والقيام بالحج والعمرة عنه، بيّن خيري أنه يجوز أداء الحج عن الميت منتحرًا، كما يجوز الاعتمار عنه، وكذلك جميع الأعمال الصالحة تجوز عن المنتحر، كالدعاء له بالمغفرة والرحمة، والتصدق عنه.

فيديو قد يعجبك: