إعلان

السلطان شمس الدين التتمش.. ناصر المظلومين وأول من ضرب نقوداً عربية في الهند

04:44 م الأحد 21 أكتوبر 2018

كتبت - سارة عبد الخالق:

أولى اهتماما كبيرا بنصرة المظلومين، وخصص لهم طرقا مختلفة لنصرتهم ورد حقوقهم وإنصافهم سريعا.. كان مملوكا في الأصل ثم ارتقى ليصبح سلطانا، ووضع أسسا قوية لقيام ملك قائم على إعطاء كل ذي حق حقه وأصدر مرسوما بذلك، إنه: (شمس الدين التتمش أو شمس الدين التمش)، المؤسس الحقيقي لدولة المماليك بـالهند.

يرصد مصراوي في هذا التقرير قصة المملوك الذي أصبح سلطانا وأرسى طرقا مختلفة في نصرة المظلومين:

كان لهذا السلطان أسلوب مختلف في رد المظالم لأهلها ، فقد أمر السلطان شمس الدين التتمش بأن يلبس كل مظلوم أو من وقع عليه ظلما أو جار على حقه أحد في مملكته ملابس ملونة، نظرا لأن عادة أهل مملكته الهندية جميعهم كانوا يلبسون الملابس البيضاء، فقرر أن يميز هؤلاء المظلومين بملابس ذات ألوان مختلفة حتى يعرفهم عندما يخرج ليتفقد رعيته، فينظر في مظلمته ويعمل على حلها فورا، وكان يفعل ذلك أيضا إذا عقد مجلسه للحكم – وفقا لما ذكره الدكتور قاسم عبده قاسم في بحثه المنشور على موقع عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية .

ولم تكن هذه الطريقة الوحيدة التي استخدمها السلطان (شمس الدين التتمش) لرد مظلمة المظلومين، بل أراد أن يكون إنصافه لهم سريعا حتى أولئك الذين تجرى عليهم المظالم ليلا حتى لا ينتظروا للصباح - وفقا للمصدر السابق -، فكما يحكى ابن بطوطة أنه "أمر بوضع تمثالين من الرخام لأسدين على باب قصره، وتصل ما بين عنقيهما سلسلة كبيرة بها جرس يحركه المظلومون إذا ما جاءوا يطلبون العدل ليلاً، ووقتها يطلب السلطان صاحب المظلمة ويستمع إلى شكواه وينصفه في الحال".

ويذكر الرحالة ابن بطوطة أن "مدينة دهلي" التسمية القديمة لدلهي اليوم" افتتحت في عام 584 هـ، على يد الأمير (قطب الدين أيبك) الملقب "بسلار" أي مقدم الجيوش، - أول ملك يتخذ دهلي عاصمة لحكومة إسلامية - وأخذ (شمس الدين التتمش) عندما كان مملوكا لقطب الدين أيبك يتدرج في المناصب حتى صار أميرا وتزوج بنت السلطان قطب الدين، وكان من أوصافه – وفقا لما جاء في كتاب (تطور اللغة العربية في المجتمعات الباكستانية والهندية وأهميتها) للدكتور جلال الدين أحمد نوري- أنه كان يمد يده بالرعاية إلى رجال العلم والأدب، حتى إنه ظهر في عهده محدث كبير وفقيه لغوي هو : حسن الصغاني اللاهوري ".

كما اهتم بإنفاق أموال كثيرة في نسخ أعداد من القرآن الكريم لتكون في متناول أفراد شعبه - وفقا لما جاء على موقع منارة الإسلام -، بالإضافة إلى تأسيسه العديد من المدارس، واهتم بالعلماء والشعراء، وكان له دور فعال في الاهتمام بالفن المعماري حتى إنه أتم بناء مسجد (قطب الدين أيبك) في دلهي، والتي لاتزال منارته والتي تعرف باسم "قطب منار" قائمة حتى الآن والتي لم يتبق من طوابقها إلا خمسة طوابق بعد أن كانت مكونة من سبعة طوابق، كما شيد مسجدا آخر في "آجميز"، وتحولت عاصمة بلاده إلى واحدة من أهم مراكز العلوم والآداب المهمة وقتها.

ويعتبر شمس الدين التتمش أول من ضرب نقودا عربية خالصة في الهند، وفقا لما جاء في كتاب (قيام دولة المماليك الأولى في مصر والشام)

وكانت وفاة السلطان شمس الدين التتمش - والذي ظل في منصبه لمدة عشرين سنة - في عام 633 هـ، فاتحة للفوضى والاضطراب في البلاد، وقامت طائفة من البغاة الهنادكة التي تجرأت لاغتيال الإمبراطورة رضية السلطانة التي خلفت أباها الصالح في الحكم، وفقا لما جاء في كتاب (تاريخ الحركة المجددية - دراسة تاريخية تحليلية لحياة الإمام المجدد أحمد السرهندي) لمحمود أحمد غازي‎.

فيديو قد يعجبك: