بالصور: آثار قد لا تعرفها تنسب للنبي في مصر

01:38 م الثلاثاء 08 أغسطس 2017

آثار قد لا تعرفها تنسب للنبي في مصر

إعداد – هاني ضوَّه :

ما من مسلم إلا ويسعى لتتبع خطى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في القول والفعل والهيئة إذا ما استطاع لذلك سبيلًا، بل كان من حرص الصحابة الكرام رضوان الله عليه أنهم يتتبعون الأماكن التي كان يمشي فيها الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، وعندما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحلق رأسه سارع الصحابة على شعره، فأخذ خالد ابن الوليد شعرات من ناصية الحبيب ووضعها في هذه القلنسوة تبركًا بها، فلم يشهد قتالاً وهي معه إلا رزق النصر.

وقد كرم الله مصر بأن ضمت بعض من الآثار النبوية المشرفة التي صح نسبة بعضها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والبعض الآخر لم يثبت صحتها أو عدم صحتها، ولكن ذكرها بعض المؤرخين والرحالة في كتبهم.

حجرة الآثار النبوية في المسجد الحسيني

 

حجرة الآثار النبوية في مسجد الإمام الحسين من الأماكن التي ضمت بين جنباتها آثار نبوية مشرفة وثبت نسبتها إلى الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم، حيث تشرفت بوجود سيفه وقطعاً من قميصه المبارك، وعصاه التي أشار بها يوم فتح مكة إلى الأصنام فتهاوت، كذلك مروده ومكحلته وأربع شعرات شريفة من شعر رأسه الشريف صلوات الله عليه وسلامه وعلى آله. 

وقد مَنَّ الله على مصر بأن جعل فيها مجموعة فريدة من الآثار النبوية التي أجمع المؤرخون على أنها كانت عند بني إبراهيم بينبع، وقد تلقوها بالميراث عن آبائهم وأجدادهم الأولين في أجيال متعاقبة تمتد إلى زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

وظلت تلك الآثار لدي بني إبراهيم وفي عقبهم حتى اشتراها منهم الوزير المصري الصاحب تاج الدين ابن حنا، وكان ذلك في القرن السابع الهجري في عهد السلطان الظاهر بيبرس، وقام ببناء رباط لها على شاطئ النيل بمصر القديمة عرف "برباط الآثار" أو "أثر النبي"، وجعل له وقفاً وعين شيخاً للحفاظ عليهاوصيانتها.

وتؤكد الدكتورة سعاد ماهر -أستاذ التاريخ الاسلامي وأول عميد لكلية الآثار جامعة القاهرة- أنها درست ما جاء في المراجع التاريخية خاصة التي وصفت أنواع اللباس التي تركها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومتعلقاته سواء من ناحية الشكل والمادة الخام ومكان الصناعة، وأنها قامت بتحليل المواد الخام والخيوط في المعمل الكيميائي لمصلحة الآثار وثبت صحة نسبتها للنبي صلَّى الله عليه وآله وسلم.

مسجد أثر النبي

هناك في المسجد المسمى بـ "أثر النبي" يوجد لوح حجري عليه آثار لقدم يقال إنه قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن لا يوجد مصدر معتمد يؤكد صحة نسبتها لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وقد ذكر أحمد تيمور باشا في كتابه "الآثار النبوية" أن الصاحب تاج الدين محمد ابن الصاحب فخر الدين محمد ولد الصاحب بهاء الدين علي ابن حِنا (بكسر الحاء) بدأ في بنائه بجوار بستان المعشوق ومات قبل إكماله، وأوصى الفقيه عز الدين بن مسكين فعمّر فيه شيئاً يسيراً وأدركه الموت، وشرع الصاحب ناصر الدين محمد ولد الصاحب تاج الدين في تكملته، وقيل له "رباط الآثار" لأن فيه آثاراً تُنسب إلى الرسول.

أثر أصابع النبي في المسجد الأحمدي

المسجد الأحمدي في طنطا الذي يضم مقام سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه، يوجد هناك حجر عليه أثر لأصابع تنسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إلا أنه لم يصح نسبتها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يذكرها مصدر معتمد.

إلا أن على باشا مبارك المؤرخ المصري قال في "الخطط التوفيقة" عن هذا الأثر: "هو فى ركن من أركان القبة المقامة على ضريح السيد أحمد البدوى رضى الله عنه بطندتا المعروفةى عنه العامة بطنطا ولم أقف فيه إلا على ماذكره الشيخ عبد الصمد فى الجواهر السنية فى النسبة والكرمات الأحمدية من أنه حجر أسود مثبت فى ركن القبة تجاه وجه الداخل من الجهة اليمنى ومنه موضع غوص قدمين شاع بين الناس وذاع واستفاض وملأ البقاع والأسماع أنه أثر قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل من زار الأستاذ يتبرك به ولم يتعرض لذكر واضعه وتاريخ وضعه بهذا المكان".

آثر بمسجد قيتباي

مسجد قيتباي هو الآخر يضم أثرين الأول يقال إنه أثر لقدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم والآخر يقال إنه أثر لقدم نبي الله إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. 

وكلاهما لا يوجد ما يثبت صحت نسبتهما، ولكن ذكرها الأستاذ حسن عبدالوهاب مفتش الآثار العربية قديمًا في كتاب له باسم "تاريخ المساجد الأثرية" فقال: "يجاور قبر قبة قايتباي قبة صغيرة نحاسية مذهبة تحتها حجر أسود به أثر قدمين يقال إنهما للنبي صلى الله عليه وآله وسلم. كما يوجد بجوار القبر الآخر قبة أخرى خشبية على شكل مسلة بها حجر عليه أثر قدم يقال إنه قدم الخليل إبراهيم عليه السلام".

إعلان