بالصور .. أشهر الكعبات غير الكعبة المشرفة قبل الإسلام

إعداد – هاني ضوَّه :

الكعبة المشرفة هي بيت الله الحرام، وهو أول بيت وضع للناس بمكة المكرمة، وهي القبلة التي حج إليها الأنبياء والملائكة والناس منذ أقدم العهود، رفع قواعدها أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم مع ابنه سيدنا إسماعيل عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام، ومن حينها اعتبرها العرب وأهل مكة قبلتهم ونسكهم، وعظموها حتى أنهم لم يكونوا يستطيلون عليه في البناء، بل كانوا يبنون بيوتهم على الشكل الدائري تعظيمًا لرباعية الكعبة، لدرجة أن أحد العرب في مكة وكان اسمه حميد بن زهير كان أول من بنى بيتًا مربعًا في مكة، وحينها ثارت عليه قريش، وقالت في ذلك شعرًا يقول:

ربَّع حميد بن زهير بيتًا ** فإما حياة وإما موتًا

وفي تاريخ الجاهلية قبل الإسلام، لم تكن الكعبة المشرفة هي الكعبة الوحيدة الموجودة ويحج إليها الناس سواء في الجزيرة العربية أو خارجها، بل كما ذكرت كتب التاريخ كان هناك ما يقرب من 11 كعبة عرفها العرب قبل الإسلام غير الكعبة المشرفة في مكة، بل قال البعض أنها زادت عن العشرين كعبة.

كعبة "رئام" أو "ريام" :

ذكر المؤرخون أن أشهر كعبة للأصنام في اليمن كانت تسمى بيت "ريام" أو "رئام" التي كانت قبائل حمير في اليمن تعظمها وتحج إليها ويتقربون لها بالذبائح، يقول ابن إسحاق في السيرة "وكان لحمير وأهل اليمن بيت بصنعاء يُقال له رئام، كانوا يعظمونه" ويتقربون لله عنده بالذبائح، وكان يُطاف به كذلك، وهو قولٌ أكده ابن هشام في سيرته، ووهب بن منبه في كتابه "التيجان".

كعبة ذو الخلصة

ذو الخلصة هي كعبة كان بها صنم تعبده العرب وتحج إليه في الجاهلية، كما كانت الناس تقصده لاستطلاع الغيب عن طريق الأزلام أي ضرب القداح داخل كعبته كما كان يفعل عند الصنم هُبَل في كعبة مكّة.

وعند ظهور الإسلام تم هدم صنمها، ولاحقا سُوّيت آثار بنائها بالكامل بالأرض في عهد الملك عبد العزيز في بداية نشأة المملكة السعودية، ولا زالت تلك الصخور على ما هي عليه حتى الآن، تتناثر أشلاءً في مكان لا تتجاوز مساحته 300م تقريباً.

من القبائل التي كانت تحج وتعظم الخلصة قبائل دوس وبجيلة وخثعم وأزد السراة وبنو الحارث بن كعب وجرهم وزبيد والغوث بن مر بن أد وبنو هلال وكان لهذا المعبد بيت يسمى الكعبة اليمانية، وحرمه محاط بسور حجري دائري كان يستخدم في حراسة المعبد يُنسب تشييده إلى عمرو بن لحي.

كعبة "شداد الأيادي"

وهي كعبة كانت تعظمها قبائل "أياد" التي كانت تعيش في تهامة، وبنوها بين البصرة والكوفة بعدما اضطروا للهجرة بعد أن حاربتهم قبائل مضر وربيعهم ففروا إلى العراق، وكانوا يطوفون بتلك الكعبة ويعتبرونها بيت الله، واستمر ذلك إلى أن اعتنقوا المسيحية ثم الإسلام.

كعبة نجران

وهي من أقدم الكعبات التي بناها العرب في شبه الجزيرة العربية وكانوا يحجون إليها طوال أربعين عامًا قبل الإسلام، وقيل إنها كانت مصنوع من الجلد، شيدوها على قمة جبل "تصلال" الذي يبعد عن نجران إلى الشمال الشرقي بحوالي 35 كم، وشُيدها بني عبد المدان بن الديان الحارثي لتشبه الكعبة المشرفة في مكة.

كعبة زرادشت

بنيت في القرن الخامس أو الرابع قبل الميلاد في بلاد فارس –إيران حاليًا- عند سفح جرف مقدس، ولا يزال أثارها موجودة.

وتقول الروايات عن المجوس الذين كانوا يقدمون على الكعبة المشرفة في مكة قد بنوها على غرار الكعبة المشرفة، ويقال أنها كانت تستخدم كـ مركز شرفي لجنازات الملوك الاخمينيين التي تحيط قبورهم بها.

وهناك من يقول أن الزرادشتين (المجوس) يحتفضو بـ النار المقدسة التي كانوا يعتقدون أنها تكون مشتعله إلى الأبد.