أشهر الاعتداءات على الكعبة المشرفة عبر التاريخ

03:16 م الثلاثاء 01 نوفمبر 2016

أشهر الاعتداءات على الكعبة المشرفة عبر التاريخ

إعداد – هاني ضوَّه :

عبر التاريخ الطويل، تعرضت الكعبة المشرفة لمحاولات للاعتداء عليها وهدمها، حتى عد المؤرخين أكثر من أربعة اعتداءات على الكعبة المشرفة، أولها قبل البعثة المحمدية، ثم توالت في عصور مختلفة، وصولًا إلى محاولة المليشيات الحوثية لاستهداف مكة المكرمة بصاروخ تم اعتراضه من قبل قوات التحالف.

فتعالوا نستعرض أشهر محاولات من قاموا بالاعتداء على الكعبة المشرفة عبر التاريخ:

أزماع أبي كرب وابنه

كانت أقدم محاولة لهدم الكعبة بدأها أزماع تبع أسعد أبى كرب، وابنه حسان بن أبى كرب، ونقل حجارتها إلى اليمن، ليكون البيت اليمنى الجنوبى كعبة محجوبة للناس بدلاً من كعبة مكة الشمالية، وكان الدافع وراء هذا الفعل هو المصلحة الاقتصادية، فكانوا يريدون أن تنصرف التجارة إليهم، ولكن هذه المحاولات منيت بالفشل.

أبرهة الأشرم

في العام 570 ميلادية، حاول أبرهة الحبشي ملك الحبشة أن يهدم الكعبة المشرفة بعد أن فشل في أن يجذب الناس إلى كعبته التي بناها في اليمن، فأرسل جيشًا جرارًا تتقدمه الفيلة لكي يهدموا الكعبة وعندما وصل جيش ابرهة الأشرم الى مكة رفضت الفيلة ان تتقدم ولو خطوةً واحدةً وكان كبير الفيلة واكبرها يسمى محمود حيث رفض المثول لأوامر التقدم حول الكعبة واذا وجهوه نحو اليمن يمشي مسرعاً اما نحو الكعبة يقف بلا حراك، حتى أرسل الله سبحانه وتعالى طيوراً غطت السماء من كثرتها، وكل طائر يحمل حجراً من نار قذفوا به جيش أبرهة، وعن ذلك قال الله تعالى في كتابه الكريم: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ *أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ *وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ *تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ*فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ). 

وهلك جيش أبرهة الأشرم وسمي العام هذا بعام الفيل، وهو العام الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

يزيد بن معاوية

ذكر الإمام الطبري والسيوطي وغيرهما أنه في عام 64 هجريًا بعد أن قام يزيد بن معاوية عليه لعائنة الله- قاتل الإمام الحسين عليه السلام- بمحاصرة مكة المكرمة بعد أن فرغ جنوده من قتل أهل المدينة المنورة وتدمير بيوتهم ونهبها، وحارب عبدالله ابن الزبير الذي ثار على يزيد لقتله الإمام الحسين الذي أخذت له بيعة الخلافة، واستمر القتال ما يقرب من ثلاثة أشهر، حتى جاء يوم الثالث من شهر ربيع الأول سنة أربع وستين هجرية، قذف جيش يزيد الكعبة المشرفة بالمنجانيق ليحاولوا قتل ابن الزبير، وأضرمت النيران في ستائر البيت الحرام بعد أن تطاير بعض الشرر من النار إليها، وكان ذلك ، قبل أن يأتي نعي وفاة يزيد بن معاوية بتسعة وعشرين يومًا.

الحجاج وعبدالملك بن مروان

بعد أن تولى عبدالملك بن مروان خلافة المسلمين أراد أن يجمع المسلمين تحت إمرته، وعهد إلى الحجاج بن يوسف الثقفي بالسير إلى مكة للقضاء على عبدالله بن الزبير الذي كان يحارب الأمويين؛ فزحف إلى مكة في موسم الحج، ونصب المـجانيق، فتحصن ابن الزبير في المسجد الحرام، وأخذت أحجار المنجنيق تتساقط على الكعبة المشرفة فهدم منها واحترقت ستائرها وجوانبها.

حينها اضطر عبدالله ابن الزبير إلى الخروج من الحرم للدفاع عنه مع جماعة من أتباعه حتى قتل أتباعه جميعهم وانتهى الأمر بقتل عبدالله بن الزبير وصلبه، وبعد أن سيطر الحجاج على مكة أعاد ترميم الكعبة والبيت الحرام من جديد.

القرامطة

في العام 317 للهجرة، سار ملك البحرين "أبو طاهر سليمان" زعيم القرامطة إلى مكة المكرمة بجيش قوامه 700 فارسًا وجنديًا، وسفكوا دماء الحجيج في الحرم الشريف، وانتزعوا الحجر الأسود من مكانه وسرقوه، وقاموا بردم بئر زمزم بجثث القتلى، وأقاموا بالحرم ستة أيام، وعروا البيت الحرام وأخذوا بابه ‏وقسموا الكسوة بينهم، ولم يقف أحد بعرفة في تلك السنة لشدة الخوف‎.‎

وقام القرامطة ببناء بيت كبير في منطقة القطيف، ووضعوا فيه الحجر الأسود الذي سرقوه، وأمروا الناس بالحج إلى هناك إلا أنهم رفضوا فقتل القرامطة منهم نحو 30 ألفًا، وبقى الحجر ‏الأسود في حوزة القرامطة لمدة 23 عامًا، حتى رده إلى الكعبة واحد منهم يدعى "سنبر".‏

فتنة جهيمان

وفي العصر الحديث، وتحديدًا في غرة شهر المحرم عام 1400 هجريًا، دخل شخص يدعى جهيمان العتيبي- وكان يدعي أنه المهدي المنتظر- مع بعض أتباعه إلى الحرم المكي في صلاة الفجر، وهم يحملون نعوشًا ليهموا الناس أنهم أتوا لصلاة الجنازة، وكانت تلك النعوش محملة بالسلاح والذخائر والأطعمة.

وما أن انفضت صلاة الفجر حتى قام جهيمان وصهره أمام المصلين في المسجد الحرام ليعلنوا للناس نبأ ‏ظهور المهدي المنتظر وفراره من أعداء الله واعتصامه في المسجد الحرام مطالبين الناس بمبايعته، وظل متحصنًا بالمسجد الحرام متترسًا بالمصلين، وبعد أسبوعين من الحصار تم اقتحام الحرم والقبض على جهيمان وأتباعه، وتسبب الحادث في سفك الدماء ‏داخل باحة الحرم المكي، وأودت بحياة بعض رجال الأمن والكثير من المسلحين المتحصنين داخل الحرم‎.‎‏

إعلان