لماذا أمر رسول الله بتسوية الصفوف في صلاة الجماعة؟

06:58 م الأربعاء 22 نوفمبر 2017

لماذا أمر رسول الله بتسوية الصفوف في صلاة الجماعة؟

كتب - محمد قادوس:

من المعلوم شرعاً أن تسوية الصفوف واجب الإمام والمأموم على حد سواء فيجب على المأموم السمع والطاعة لإمامه عند توجيهه إلى تسوية الصفوف والتراص فيها، فيسعى المأموم جاهداً لإيجاد فرجة في الصف الذي أمامه ليحظى بأجر أكثر وأفضل مما لو تأخر، وينبغي على المأموم أن لا يضجر ولا يسخط من تسوية الصفوف والعناية بها بل يكون عوناً للإمام على ذلك لما فيه من التعاون على البر والتقوى، والتناهي عن الإثم والعدوان.

وأن تسوية الصفوف من تمام الصلاة، وقد أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة وبعبارات متنوعة، ومن خلال السطور التالية نتعرف على كيفيتها وحكمها والفاظ الصحيحة الدالة عليها.

ترتيب الصفوف في الصلاة:

أن أقل الجماعة اثنان، ويجب أن يكون ترتيب الصفوف في صلاة الجماعة يَكون على النحو الآتي:

- إذا كان المأمومُ رجلاً أو صبياً فإنَّه يقف عن يمين الإمام بِجانبه تماماً، فلا يتقدم عنه ولا يتأخَّر فإن كانوا ثلاثةً أو أكثر تقدم الإمام وَصَفَّ المأمومان أو المأمومون خلْفَه.

- إذا أمَّت المرأةُ المرأة، وقفت بِجانبها، فإن كنّ نسوة يعني أكثر من اثنين، وقفت وسطهن يعني لا تتقدم عنهم، بل يُحاذيهِم.

- إذا كان مع الإمام، رجل وامرأة، فإن الرجل يقف بحذاء الإمام وتقفَ المرأة خلفهما، فإن كان مع الإمام، رجلان وامرأة، فإن الرجلان يقفان خلف الإمام، وتقف المرأة خلفَ الرجلين؛ فإن كان مع الإمام امرأةٌ فقط، صلَّتْ خلفه، وفي هذه الصُّورة يُكرَه أن يؤم الرجلُ المرأة الأجنبية بِمُفردها؛ حتى لا تكون خلوه إلا أن تكون مِن مَحارمه، واعلم أن هذه الكراهة كراهةُ تَحْريم، كما نصَّ على ذلك الإمامُ النَّووي إذا وقف المأموم عن يَسار الإمام، أداره الإمامُ مِن خلفه، حتَّى يوقفه عن يمينه.

- إن وقف المأموم عن يَمين الإمام، ثم جاء آخر فوقَفَ عن يساره أخَّرَهما الإمامُ إلى ورائه.

- إذا كَبَّرَ اثنان خلف الإمام، ثُم خرج أحدُهما لِعُذر، تقدَّمَ الثاني حتَّى يقف بحذاء الإمام عن يمينه.

- إذا دخل رجل المسجد، فوجد رجلان يصليان معاً في جماعة وَكَانَا في وضع السجود، فإنه يسجد عن يمين المأموم، أو يسجد عن يسار الإمام، ثم عندما يقف الإمام فإن المأمومان يَرجعان ليصطفوا خلفة.

تسوية الصفوف:

الراجح في وجوب تسوية الصُّفوف جاء فى نصوص بعض الأحاديث النبوية الشريفة، عن النُعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (لَتُسَوُّنَّ بين صفوفكم، أو لَيُخالِفَنَّ الله بين وجوهكم) وفي بعض الروايات (بين قُلوبكم)، وقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أيضاً: (سَوُّوا صُفوفَكم؛ فإنَّ تسوية الصُّفوف من إقامة الصلاة وفي روايةٍ -: (مِن تَمام الصَّلاة).

فيجب على المصلين لتحقيق التسوية الصحيحة مُراعاة الأمور التالية:

- المُحاذاة بحيث لا يتقدَّم أحدٌ على أحد، وهذه المُحاذاة تكون بالمَناكب اي بالأكتاف وكذلك تكون بالكعب، وأما المحاذاة بأطراف أصابع الأرجل، فهو خطأ لأن أقدام الناس تختلف طولاً وقِصَرًا التَّراص بحيث لا يكون هناك فُروجات وخَلَلٌ بين الصُّفوف، فقد قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (أقيموا الصُّفوف، وحاذُوا بين المناكب، وسدُّوا الخلل، وَلِينُوا بأيدي إخوانكم، ولا تذَروا فرُجاتٍ للشيطان، ومَن وصَلَ صفًّا وصَلَه الله، ومن قطعَ صفًّا قطعه الله).

- تقارب الصفوف: وقد تقدَّم في حديث أنسٍ قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: ((رصُّوا صفوفكم، وقاربوا بينها)) يعني اجعلوا صفوفكم يقترب بعضها من بعض، بحيث تكون المسافة بين الصف والآخر بمقدار السجود قدر المستطاع.

- إتمام الصُّفوف: بحيث لا يبدأ أحد في صفٍّ حتَّى يتِمَّ الذي قبله؛ فقد قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (أتِمُّوا الصفَّ المقدَّم، ثم الذي يليه، فما كان مِن نقصٍ، فلْيَكن في الصفِّ المؤخَّر). وقد ورد الحثُّ على ذلك فى حديث جابر بن سَمُرَة رضي الله عنه أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (ألاَ تَصِفُّون كما تصِفُّ الملائكة عند ربِّها عزَّ وجلَّ؟)، قلنا وكيف تصِفُّ الملائكة عند ربِّها قال: (يتمُّون الصُّفوف المقدَّمة ويتَراصُّون في الصَّف).

ومن الألفاظ الواردة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لتسوية الصُّفوف: (سَوُّوا صفوفكم؛ فإنَّ تسوية الصفوف من إقامة الصلاة)، (أقيموا صُفوفكم) ثلاثً، (لا تختلفوا فتختَلِف قلوبُكم)، (أقيموا صفوفكم، وحاذوا بين المَناكب، وسُدُّوا الخلل، ولينوا بأيدي إخوانكم، ولا تذَرُوا فُرجاتٍ للشيطان، ومن وصَلَ صفًّا وصله الله، ومن قطع صفًّا قطعه الله)، (رُصُّوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق)، (أتِمُّوا الصف المقدَّم، ثم الذي يليه، فما كان من نقصٍ، فلْيَكن في الصف المؤخَّر).

إعلان