إعلان

#آيات_الحج.. تفسير قول الله تعالى {وأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّه}

11:20 ص الثلاثاء 23 يوليو 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف ـ (خاص مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، ويخص آيات الحج بمناسبة موسم بدء الاستعداد لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، وموعدنا اليوم مع تفسير قوله تعالى { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.. [البقره: 196]
قال الروبي في تفسير "وأتموا الحج والعمرة لله": إن العلماء قد اختلفوا في معنى الإتمام.

فيرى بعضهم أن المراد: إقامتهما وإيجادهما، فيكون المعنى: أقيموا الحج والعمرة لله: أي: أدُّوهما وائتوا بهما، وأصحاب هذا الرأي يرون أن العمرة واجبه كالحج.

وذهب جمهور المفسرين أن المراد (بإتمامهما): الإتيان بهما تامين بمناسكهما المشروعة، وأن على المسلم إذا شرع فيهما أو في أحدهما أن يتمه ويأتي به كاملًا، كما فعل النبي وأصحابه في عمرة القضاء.

فالأمر في الآية على هذا الرأى منصب على الإتمام لا على أصل الأداء.

ويرى أصحاب هذا الرأي أن العمرة ليس واجبة كالحج لعدم قيام الدليل على وجوبها، وليس في الآية ما يفيد الوجوب، بل فيها ما يفيد وجوب الإتمام إن شرع فيهما أو في أحدهما.

وتابع الروبي تفسير قوله تعالى " فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي" قائلاً:

أي: إن مُنعتم من الوصول إلى البيت الحرام لتكميل الحج أو العمرة، بمرض، أو عدو، أو جور سلطان ونحو ذلك من أنواع الحصر، الذي هو المنع.

إذا حدث لكم مانع من هذه الموانع فاذبحوا ما تيسر لكم من الهدي من دون مشقة أو تعب، وهو سُبع بدنة، أو سُبع بقرة، أو شاة يذبحها المحصر، ويحلق ويحل من إحرامه بسبب الحصر كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لما صدَّهم المشركون عام الحديبية، فإن لم يجد الهدي، فليصم بدله عشرة أيام كما في المتمتع ثم يحل.

ويستفاد من الآية: أن كل عسر يحدث للإنسان في العبادة يجد التسهيل واليسر.
وأوضح الداعية الاسلامي معنى قول الله تعالي: "ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله"

بأن حلق الرأس أو تقصيرها علامة على الانتهاء من الإحرام.

والحلق بالنسبة للرجال أفضل من التقصير، فقد أخرج الشيخان عن أبى هريرة أن رسول الله  قال: «اللهم اغفر للمحلقين. قالوا: يا رسول الله وللمقصرين. قال: اللهم اغفر للمحلقين. قالوا: يا رسول الله وللمقصرين. قال: وللمقصرين». أما بالنسبة للنساء فيكفى التقصير.

ويرى الأحناف أن محل الهدي هو البيت الحرام، فلا يجوز للمحصر أن يحلق ويتحلل إلا بعد أن يصل الهدى الذي يرسله إلى البيت الحرام ويذبح.

ويرى الجمهور أن محل الهدي للمحصر هو المكان الذي حدث فيه الإحصار.

فالمعنى: لا تتحللوا من إحرامكم بالحلق حتى تذبحوا الهدى في الموضع الذي أُحصرتم فيه، فإذا تم الذبح فاحلقوا وتحللوا.

وبين الروبي معنى هذه الآية: "فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك"؟

يعني: من كان منكم-أيها المحرمون-مريضًا بمرض يضطر معه إلى الحلق، أو كان به أذى من رأسه كجراحة وحشرات مؤذية، فإن الله أباح له أن يحلق رأسه، ولكن يكون عليه فدية من صيام ثلاثة أيام، أو صدقة على ستة مساكين، أو نسك وهي الذبيحة مما يجزئ في أضحية، فهو مخير، والنسك أفضل، ثم الصدقة، فالصيام.

ومثل هذا، كل ما كان في معنى ذلك، من تقليم الأظفار، أو تغطية الرأس، أو لبس المخيط، أو الطيب، فإنه يجوز عند الضرورة، مع وجوب الفدية المذكورة لأن القصد من الجميع، إزالة ما به يترفه.

وفي الآية بيان رفق الشريعة بالناس ومراعاة ظروفهم، والطوارئ التي قد يتعرضون لها.

واختتم تفسيره بالآية: "فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج"؟

أي: بأن قدرتم على الوصول إلى البيت الحرام بأمان من غير مانع عدو وغيره.

وقوله "فمن تمتع بالعمرة إلى الحج":

تفصيل ذلك: أن من نوى العمرة في أشهر الحج، ثم تحلل منها بعد الفراغ منها، يسمى متمتعًا؛ لأنه تمتع بالانتفاع بما هو محرَّم على المحرم - بعد ما تحلل من عمرته - كاللبس، والاغتسال، ومباشرة النساء، حتى صبح عرفة، فيغتسل ويلبس ملابس الإحرام، ويحرم للحج، ويؤدي مناسكه.

وذلك التمتع الذي يتمتع فيه المحرم بين النسكين، إنما هو للشخص الذي ليس أهله من المقيمين في مكة وما حولها، لأن المقيمين في مكة وما حولها يفردون ولا يجمعون، إذ العمرة في إمكانهم أن يؤدوها طول أيام السنة.

فيديو قد يعجبك: