إعلان

الإفتاء تجيز "الحضرة الصوفية": ما جاز أن يقوم به الإنسان وحده جاز القيام به جماعة

05:48 م الأربعاء 09 سبتمبر 2020

الحضرة الصوفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

في إحدى حلقات بثها المباشر، عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك، تلقت دار الإفتاء سؤالًا من شخص حول الحكم الشرعي للذكر والحضرة الصوفية وهل هي أفعال جائزة شرعًا؟

أجاب الشيخ محمد عبد السميع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلًا إن الله سبحانه وتعالى ندبنا إلى الذكر على كل حال، فقال تعالى: فاذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون، مشيرًا إلى أن آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي تدعونا للذكر، ومن ذلك ما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم حيث كانوا يقولون: كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد سبعين مرة استغفر الله العظيم وأتوب إليه، وفي رواية مائة مرة، "وكان ذلك على جهة الجهر"، يقول عبد السميع، مضيفًا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ندبنا إلى الذكر بأوسع عبارة وبالتالي فالذكر مستحب على كل حال، وأكد عبد السميع أنه لا مانع من مجالس الذكر التي تعقد في المساجد بشكل جماعي، "فما جاز أن يقوم به الإنسان وحده جاز أن يقوم به في جماعة".

وفي فتوى سابقة لدار الإفتاء المصرية، أوضحت عبر موقعها الرسمي ضوابط التصوف السني وكيف يكون موافقًا للشريعة، حيث ذكرت أن "تزكية النفوس" كانت من مهام النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: "لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" آل عمران: 164؛ وأضافت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بذلك على أكمل وجه حيث زكى نفوس أصحابه رضوان الله عليهم فبلغوا المقامات العلى، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ".

وأكدت الفتوى أن علم التزكية علم شرعي قائم على متابعة الكتاب والسنة، ومن مهمات الأنبياء وورثة النبيين من بعدهم، وهو يهدف إلى تزكية النفس والوصول بها إلى مقام الإحسان الذي جاء في حديث جبريل عليه السلام الذي سأل فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّمَ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّمَ: "الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا"، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ، قَالَ: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ"، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ، قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ".

وأضافت لجنة الفتوى أن العلم الذي يشرح مقام الإحسان هو علم التصوف،واشتهر في عصور التابعين وتابعيهم، فالتصوف هو السعي للوصول إلى درجة الإحسان، وعلامة هذه الدرجة أن تعبد الله كأنك تراه، ولا يمكن أن يتعارض الإحسان مع الإسلام، أو مع الإيمان، فالإحسان دائرة داخل دائرة الإيمان، والإيمان دائرة داخل دائرة الإسلام، وهذه الدوائر متداخلة، لا يمكن أن تتقاطع أو تتباعد أو تتعارض.

وأضافت الدار في فتواها على اتفاق الصوفية على أن التصوف لا يوجد إلا بالتزام الشرع، مؤكدة ان عباراتهم في ذلك صريحة لا تحتمل التأويل؛ فقد قال الإمام الجُنَيد -إمام الصوفية- رضي الله عنه: "الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر الرسول عليه الصلاة والسلام"، وقال: "من لم يحفظ القرآن، ولم يكتب الحديث، لا يقتدى به في هذا الأمر؛ لأن علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة".

فيديو قد يعجبك: