إعلان

هل ينتقص من المرأة أن الأنبياء كلهم رجال؟.. علي جمعة: هؤلاء النساء أوحي إليهن

02:08 م الجمعة 13 مارس 2020

هل ينتقص من المرأة أن الأنبياء كلهم رجال؟

كتبت – آمال سامي:

اجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، على تساؤل من إحدى متابعات برنامجه "والله أعلم" المذاع على قناة سي بي سي الفضائية، حول ما إذا كان استثناء المرأة من النبوة انتقاص لها أم لا، فكل الأنبياء ذكور، فأوضح جمعة اختلاف آراء العلماء حول هذا الأمر وتحدث عن قضية الاختلاف بين الرجل والمرأة والفرق بين المساواة والتساوي، حيث قال جمعة أن العلماء قد اختلفوا حول إذا كان في النساء أنبياء أم لا، وقد ثبت في القرآن الكريم أن الوحي نزل على المرأة حيث قال تعالى: "وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ ..."، والسيدة مريم جاءها ملك والله تعالى يقول: وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ"، والسيدة مريم والسيدة يوخندة أم موسى تلقيا الوحي، يقول جمعة، وثبت الله فؤاد أم موسى وكلمها، "وهذا يكفي لحدوث النبوة" حسبما قال جمعة موضحًا ما ذهب إليه بعض العلماء من أن المرأة كانت من الأنبياء، وكذلك السيدة حواء قد أوحي إليها أيضًا، لأن الله سبحانه وتعالى قال: "قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا..." وامرها مع آدم بالتكليف حيث قال: "وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ"، فهؤلاء النساء نص القرآن أنهن تلقين الوحي، ولكن أكد جمعة أن الجمهور يقول أن البعثة لم تكن إلا رجال، وذلك لقوله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".

ويضيف جمعة إننا بالفعل حين نتأمل في التوراة لا نجد أي خبر إلى وحي للمرأة على الرغم من أن أنبياء بني إسرائيل كانوا كثراً.

"لكن هذا لا يعني انتقاصًا من شأن المرأة" يؤكد جمعة موضحًا أن هناك ما يسمى الوظائف والخصائص والمراكز القانونية، فالرجال والنساء كل واحد منهما يسمى إنسانًا، "فاللغة العربية من وضع الله"، والرجل والمرأة كلاهما مكلفين ولهما حقوق وعليهما واجبات، لكنهما يختلفا في الخصائص، يوضح جمعة تلك الخصائص قائلًا أن أولهما أن الرجل ليس له رحم والمرأة لها رحم، وثانيها أن المرأة يخرج منها الحياة، فإذا خرج منها ولد من امرأة ولا يعرف أبوه ينسب إلي الأم، فمريم أطهر نساء العالمين نسب إليها ابنها، والله أمر الرجل بالسعي وعمارة البيت والمرأة في المنزل، ويترتب على اختلاف الوظائف والخصائص بين الرجل والمرأة المراكز القانونية، وهذه الأمور ليس فيها تحيز جنسي ولا عرقي ولا غيره.

فماذا عمن يرفضون ذلك؟ يقول جمعة إن هناك من يرفض تلك الخصائص الإلهية التي خلقه الله بها، وهؤلاء قال لهم الله: وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا...، ويشرح جمعة الآية قائلًا: أي ارض بما قسمه الله لك، واطلبوا من الله أن يوفقكم فيم خلقكم، "فإذا خلقتني أنثى فوفقني لما يرضيك، وإذا خلقتني ذكرًا فوفقني لما يرضيك".

وأوضح جمعة أن معنى ألا توجد نساء أنبياء أنه هناك وظائف للأنبياء تتناقض مع خصائص المرأة، وليس معنى ذلك انتقاص منها ابدًا، وحتى نفهم ذلك بعمق، يقول جمعة، يجب أن نتعرض لقضية أخرى وهو أن هناك فارقا بين التساوي والمساواة، فالتساوي يعني تساوي كمي، "المرأة زي الرجل والرجل زي المرأة تمامًا"، وهذا ما دعت إليه بعض الحركات في العالم، فأصبحت المرأة في بعض الدول تقوم بوظائف الرجال، وصاروا في هذا المنهج الذي بني على فكرة التساوي التام، يقول جمعة، لكن ما يدعو إليه الإسلام هو "المساواة" فالحقوق والواجبات واحدة وكلاهما مكلفين، وكلاهما سيحاسب ويدخل الجنة أو النار. فالمساواة هي الإنصاف، ولا تكلف المرأة خارج خصائصها، فوظائفها تكون متسقة مع خصائصها ومراكزها، وقال النبي ينبهنا في ذلك: "لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال"، يقول جمعة: هؤلاء من رفضوا المساواة وطالبوا بالتساوي.

فيديو قد يعجبك: