إعلان

ابتكار "أنابيب خرسانية" لحل أزمة السكن في هونج كونج

01:43 م الأربعاء 14 مارس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

-مصراوي

هناك العديد من السكان في هونج كونج- والبالغ عدد سكانها 7,4 مليون نسمة بشكل أكثر تحديدا- كلهم يعيشون في منطقة تبلغ مساحتها 106 كيلومتر مربع. وإلى جانب هذه الكثافة السكانية، ارتفعت الأسعار بسرعة هائلة، ما جعل الكثيرين منهم غير قادرين على تحمل الارتفاع المذهل في أسعار العقارات، بحسب ما ذكره موقع هيئة الإذاعة البريطانية bbc.

ولهذا السبب، يرغب مهندس معماري محلي في تحويل أنابيب مياه خرسانية عملاقة إلى شقق صغيرة، من خلال رصها فوق بعضها البعض في مساحات الأراضي الخالية. ويبدو ذلك كأنه موقع بناء من بعيد، لكنه قد يكون حلا مبتكرا لمشكلة السكن في هونج كونج.

لقد طرح البحث عن منازل بأسعار معقولة بالفعل بدائل أصغر، وأحيانا غريبة جدا. ويجرب بعض المعماريين إقامة شقق صغيرة للغاية تعرف باسم "منازل النانو".

وقد بيع أحد هذه المنازل مؤخرا، وهو أصغر من مكان لوقوف سيارة إذ تبلغ مساحته 121 قدم مربع، بمبلغ 242,805 مليون دولار أميركي، وهو مبلغ ضخم جدا بالنسبة للناس لإيجاد مكان يدعونه منزلا.

ويصف المعماري جيمس لو، ومقره هونغ كونغ، كيف أصبحت هونغ كونغ سيئة السمعة في أماكن الإقامة الصغيرة في مباني الشقق السكنية المقسمة إلى أجزاء، والمباني التجارية أيضا، التي تقسم إلى مساحات داخلية صغيرة.

ويقول لو إن هذه المنازل لا يدخلها ضوء الشمس، ولا تحظى بتهوية جيدة، وهي مقصورات صغيرة للغاية أُسست على نحو 50 قدما مربعا.

وتابع: "إنها طريقة لملاك الأرض لتقسيم المساحات إلى وحدات صغيرة، لأنه ليس بإمكان الناس الحصول على شقة عادية".

ولا ينتهي الأمر هناك. فقد بدأ الناس في العثور على أماكن إقامة، هي بالأساس مجرد أقفاص.

ولا يبقى أمام آلاف الأشخاص أي خيار سوى استئجار مساحة تبلغ 16 قدما مربعا، تبنى من مواد تجعل منها قفصا بالمعنى الحرفي.

ويقول لو: "سيكون للبيت، وهو قفص نموذجي، ثلاثة مستويات من الأسرّة ذات الطابقين. ومن أجل توفير الأمان والخصوصية، هناك شبكة مموجة تحيط بمنطقتك. وهي تشبه السجن إلى حد ما. إنه شكل من أشكال المعيشة الرهيبة قطعا.

ويتحتم على الناس أن يدفعوا مبالغ مالية كبيرة في الواقع للعيش بهذه الطريقة. إذ تكلف الشقة المقسمة بمساحة تتراوح بين 50 و100 قدم مربع ما بين 300 و600 جنيه استرليني (418 إلى 837 دولار أميركي). وفي الوقت ذاته، فإن وحدة القفص ليست أرخص بكثير، إذ تكلف حوالي 300 جنيه استرليني في الشهر، حسب قول جيمس لو.

لذلك، توصل لو إلى حل ممكن. ويحاول معماريون مثله ابتكار طرق للاستفادة من المساحة المتاحة (ولا يوجد الكثير منها).

وإحدى الأفكار التي يعمل عليها لو هي بناء بيوت يطلق عليها اسم "أوبود"، وهي بيوت صغيرة تبنى باستخدام أنابيب مياه خرسانية عملاقة يمكن تجميعها فيما بعد فوق بعضها البعض وتثبيتها في مساحات حضرية غير مستغلة. وهي طريقة سريعة لبناء برج من الشقق السكنية.

ويقول لو: "إنها (أنابيب) تستخدم عادة تحت الأرض لتصريف مياه الأمطار. ونحن نشتري هذه الأنابيب بأسعار زهيدة للغاية من المقاولين، لأن لديهم إنتاجا فائضا ومجانيا كل عام. وبدلا من هدرها، فإنهم يبيعونها لنا بأرخص الأسعار".

ويضيف: "ثم نحصل على المزيد من رأس المال، ويمكننا تجهيزها دون أثاث، مع وجود حمام، ومطبخ صغير، وسرير يمكن تحويله إلى أريكة. وعلى الفور يكون لديك منزل".

ولهذا النوع من البيوت طراز عصري صناعي مصمم خصيصا ليعدله سكانه في المستقبل.

ويقر لو بأن هذا ليس حلا طويل الأمد لأزمة السكن في هونغ كونغ. لكن هذا لم يكن أبدا هدفه.

ويقول: "لا أعتقد في أي لحظة أن هذا الأوبود هو الحل للمشكلة، لأن هناك الكثير من القضايا المتشابكة في هذه المشكلة برمتها. فلا يمكن للعمارة الفردية أن تحل كل شيء دفعة واحدة".

وكان هناك سبب آخر لابتكار الأوبود، وهو عدم فهم كيفية استغلال المساحة في هونغ كونغ. ويصر لو على أن اللوم في قلة الأراضي عادة ما يقع على ارتفاع أسعار العقارات، وهذا ليس سوى جزء من الصورة.

ويضيف لو: "هونغ كونغ مدينة ذات كثافة عالية. ومع ذلك، فإن القول إنه ليس لدينا ما يكفي من الأرض ليس صحيحا تماما".

ويتابع: "نحن ليس لدينا مساحات كبيرة من الأراضي لبناء عقارات سكنية ضخمة. نحن بحاجة أيضا إلى استعادة جزء من الأراضي من البحر. لكن إذا نظرت إلى مدينتنا كما هي اليوم، فإنك في الواقع ترى الكثير من الأراضي المتبقية. تحت الجسور، وفوق المباني، وبين المباني التي كثيرا ما تترك فارغة لسنوات وسنوات".

ويريد لو من المخططين الحضريين التفكير بشكل أعمق في كيفية تطوير المدينة، وكيف يمكن استخدام مشاريع إسكان مثل "الأوبود" في تزيين الشقوق والمساحات المتبقية في شوارع المدينة.

ومع ارتفاع كلفة المعيشة في هونغ كونغ، وهو ما لا يقابله ارتفاع مماثل في الأجور، يجب بذل المزيد من الجهد لتوفير الحلول. وحتى ذلك الحين، سيظل هناك من يجب أن يصعد إلى قفص في الليل، ليبيت فيه.

فيديو قد يعجبك: