ماوكلي فتى الأدغال الذي تحول إلى قصة حقيقية بطلتها الطفلة تيبي

كتب - علي أحمد:

من منا لم يستمتع في طفولته بالكارتون الشهير "ماوكلي"، أو فيلم "طرزان"، لتداعبه الأحلام بقضاء حياة مثيرة مليئة بالمغامرات بين الأدغال؟

هذه الحياة عاشتها بالفعل "تيبي".. وهي طفلة الأدغال التي قضت 10 سنوات من عمرها بين الحيوانات المفترسة، فمن هي تيبي؟

تيبي هي ابنة المصور الفرنسي آلان ديجري والمصورة سيلفي روبرت واللذين قضيا 10 أعوام وسط أدغال إفريقيا قاما خلالها بتوثيق تجربة رائعة أتاحت لـ "تيبي" عيش طفولة فريدة من نوعها تفاعلت من خلالها مع مختلف حيوانات الغابات الأليفة منها والمتوحشة.

مغامرات تيبي المذهلة وثقها كتاب "Tippi My Book Of Africa" الذي تضمن تجربة والديها في نامبيا عام 1996، حين كانت تيبي تبلغ من العمر 6 أعوام.

وبحسب صحيفة "ذا صن" البريطانية فإن والدي "تيبي" أطلقا عليها هذا الاسم تيمناً بالممثلة
"تيبي هيدرب" والتي أدت دوراً في فيلم "The Birds" للمخرج ألفريد هيتشكوك والتي يقال أنها أبقت أسوداً في منزلها كحيوانات أليفة.

وعن حياة "تيبي" قالت والدتها "كنا نعيش نحن الثلاثة في البرية مع الحيوانات دون كثير من البشر، وقد انسجمت تيبي مع عقلية الحيوانات، واعتقدت أن تلك الحيوانات من حجمها وأنهم أصدقاؤها؛ بل وحتى ألعابها، وكانت تستخدم خيالها للعيش في هذه الظروف المختلفة".

أما والدها آلان ديجري فقال إن الحيوانات كانت لطيفة جداً معها، وتحرص على ألا تؤذيها، خصوصاً "ليندا" النعامة، التي كانت تخاف من إيذاء الفتاة، لدرجة أن والدي "تيبي" نادراً ما حصلا على فرصة لتصويرهما معاً فليندا لا تتحرك على الإطلاق و"تيبي» تجلس عليها، خوفاً من أن تسقط الطفلة.

أما علاقتها مع الأفيال كانت تنظر في عينيهم وتتحدث معهم، ولم تكن الحيوانات فقط التي اتفقت مع "تيبي" بشكل جيد، فمع نشأتها بين قبائل السكان الأصليين في ناميبيا، احتضنوها وعلموها كل وسائل البقاء على قيد الحياة في البرية، فكانت قادرة على تكلم لغتهم، والصيد، وتعرف كيف تطعم نفسها من الجذور وثمار التوت.