إعلان

كيف تؤثر الروائح العالقة على استرجاع الذكريات؟

10:01 م الإثنين 08 أغسطس 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شيماء مرسي

معظم الأشخاص عندما يستنشقون رائحة معينة تذكرهم بتجربة مميزة قد مروا بها من قبل، بالإضافة إلى أن للروائح تأثير خاص على كيفية تذكرنا للأشياء، لكن أليس غريباً كيف يمكن لبعض الروائح حتى الروائح العادية أن تحيي فينا ذكريات معينة؟ هذا ما نوضحه لكم وفقا لموقع "scienceabc".

تأثير بروست:

في مطلع القرن العشرين، كتب الكاتب الفرنسي مارسيل بروست تحفته، سلسلة من 7 مجلدات بعنوان "In Search of Lost Time"، يدور الكتاب حول كيف نتذكر ماضينا، ويتذكر الراوي تفاصيل عن طفولته، بينما يفكر في معناها.

ويصف بروست أحد المشاهد المعينة في بداية الكتاب كيف أن طعم ورائحة "مادلين" وهي كعكة إسفنجية صغيرة مغموسة في الشاي تعيد ذكريات الطفولة المنسية منذ زمن طويل، ويعتبرهذا المشهد واحد من أكثر المشاهد شهرة في الكتاب.

وطريقة تصوير براوست لذكرياته من الماضي، وكيف ربطها بروائح معينة جعل علماء النفس والأحياء العصبية يبحثون في الأمر، وأطلقوا على هذا التأثير" تأثير براوست".

كيف يعمل تأثير بروست؟

عرّف كريتيان فان كامبين، الباحث العلمي في العلوم الاجتماعية، تأثير بروست بأنه "إحياء لا إرادي، ناتج عن حس حيوي وعاطفي لأحداث من الماضي".

إذ تخزن ذاكرتنا طويلة المدى الروائح التي نشمها كديوراما ذهنية ويتم تخزين التفاصيل المرتبطة بها مثل العواطف والأشخاص والمواقع والنباتات والحيوانات وما إلى ذلك.

ويبدو الأمر كما لو أن الدماغ يصنع ذاكرة لتلك التجربة باستخدام الرائحة كمفتاح، بالإضافة إلى إن شم هذه الروائح مرة أخرى سيؤدي إلى تذكر هذا الموقف بالذات، وتسمى هذه الظاهرة أيضًا "الذاكرة الشمية".

وقرر العلماء مواصلة التحقيق في هذه الظاهرة وصمموا دراسات لفهم تشريح الدماغ وكيفية معالجة المحفزات الحسية وتخزين الذاكرة، ومع كل دراسة، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن الروائح تلعب دورًا مهمًا في الذاكرة.

ومن أجل فهم أكثر وضوحًا لكيفية عمل أدمغتنا في تخزين الذاكرة، قاموا بدراسة مرض الزهايمر، ومن سمات المرض تدهور الحُصين لذا قرروا العلماء أن الحُصين عنصر حاسم لإدراك حاسة الشم والذاكرة.

كيفية استعياب الدماغ للروائح التي نستنشقها ؟

تدخل الجزيئات التي نستنشقها أنفنا، حيث تصطدم بالمستقبلات الشمية وتنقل هذه المستقبلات المعلومات إلى جزء من الدماغ يسمى البصلة الشمية، والتي تقع خلف الجبهة، وتقوم البصلة الشمية بفك تشفير هذه المعلومات وتحدد بالضبط ما نستنشقه ثم تنقل الخلايا العصبية هذه المعلومات إلى اللوزة الدماغية.

واللوزة هي منطقة في الدماغ تفسر المعلومات العاطفية، مثل التجارب السعيدة أو الحزينة أو المضحكة، ومن هناك ، تتحرك الإشارة إلى الأمام نحو الحُصين وهوهيكل على شكل فرس البحر يلعب دورًا في التعلم وتشكيل الذكريات.

وهذا هو السبب أن شم الشامبو الذي استخدمته والدتك عندما كنت طفلًا يجعلك تشعر بالحنين إلى طفولتك.

لذا فإن تعريض الأشخاص لبعض الروائح سيجعلهم يتذكرون الذكريات السعيدة، ويمكن استخدام هذا كنهج علاجي.

وهذا المزاج الجيد الذي نشعر به أثناء استرجاع ذكريات الماضي له آثار مفيدة إذ يعزز احترام الذات ويزيد من التفاؤل ويقوي العلاقة بين الماضي والحاضر كما أنه يثير مشاعر الترابط الاجتماعي.

ولكن كل هذا ذاتي للغاية ويعتمد على التجارب الفردية حيث يفسر الأفراد الروائح بشكل مختلف وتعتمد طريقة تفسيرهم لها على تعرضهم لروائح مختارة وتجارب مرتبطة بهم.

أغرب هوايات المشاهير.. مطاردة الزواحف وتجميع دمى باربي

7 حيل تخلصك من رائحة حقائب السفر الكريهة

حتى لا تنخدع.. 5 علامات في الرسائل النصية تكشف كذب المرسل

لماذا لا يستطيع بعض الأشخاص التوقف عن الكذب؟

لماذا يشعر الرجال بالملل سريعا عند التسوق مقارنة بالنساء؟

فيديو قد يعجبك: