الابتزاز العاطفي ما بين الأنانية وحب التملك.. كيف نتعامل معه؟

كثيرا ما نسمع عن وقائع ابتزاز عاطفي، من خلال استخدام أحدهم تهديدات بالعقاب لشخص آخر قريب منه في محاولة للسيطرة على سلوكه، وجعله رهينة عاطفية نتيجة لحب التملك والأنانية المفرطة، دون اهتمام برغبة الطرف الآخر في تطوير العلاقة من عدمه.
"أنت المسؤول عن انهيار عصبي".. هكذا وصف جان بودريار‏ هو فيلسوف فرنسي وعالم عالم اجتماع ثقافي، الابتزاز العاطفي، لكن كيف نتعامل معه؟

وتعليقا على ذلك، قال الدكتور محمد إبراهيم أخصائي الطب النفسي، إن الشخص الذي يمارس الابتزاز العاطفي، عادة ما يعاني من داء الأنانية وحب التملك، ويكون لديه معرفة بنقاط ضعف الطرف الآخر، وأعمق أسراره، وعندما يشعر بأنه لم يحصل على ما يريد من وراء العلاقة العاطفية، يستخدم معرفته بالضحية لتهديدها حتى يحقق النتيجة التي يريدها.

وبيّن "إبراهيم" خلال حديثه مع "مصراوي" أن الابتزاز العاطفي له أشكال كثيرة، منها استخدام العقاب والتهديد والوعيد، أو عقاب الذات ومحاولة إيهام الطرف الآخر بأنه سبب وقوع هذا العقاب، أو إبراز المعاناة التي تترب على عدم الاستجابة العاطفية أو المادية.
وأوضح أخصائي الطب النفسي، أنه يوجد أيضا الابتزاز بالإغراء عن طريق تقديم الوعود للطرف الآخر بأشياء رائعة ستحدث له عند تنفيذ ما يريده منه، لكنها لا تتحقق في العادة.

وكشف أن أول طريقة لمواجهة الابتزاز العاطفي هي الحفاظ على الهدوء والمماطلة، وإخبار المبتز بأنك بحاجة إلى بعض الوقت للتفكير في طلباته، قبل اتخاذ أي قرار.

وأشار محمد إبراهيم إلى أن الأشخاص المبتزين يسعون إلى تلبية احتياجاتهم دون الاكتراث لما يسببه ذلك من مشكلات للآخرين، لذا فإن إيضاح مدى تأثير ما يريدون على حياتك بالسلب، يدفعهم بالطبع إلى التفكير في تغيير سلوكهم.

واستطرد أخصائي الطب النفسي، أن المبتز يستخدم أساليب ملتوية لتحقيق أهدافه، لكن عند كشف تلك الأساليب، وتأكيد أنك تعرف جيدا ما يصبو إليه، لا يجل سبيل سوى العدول عن قرار الابتزاز.

ولفت إلى أن عرض مساعدة المبتز لحل مشكلاته التي يحاول تصديرها طوال الوقت بشكل تعاوني، ربما يجعله يعيد التفكير في تكرار محاولة الابتزاز.

وأكد أخصائي الطب النفسي، أنه في حالة وجود تلاعب مستمر وإساءات عاطفية من المبتز يجب التوقف فورا عن محادثة، واتخاذ موقف حاسم بإنهاء العلاقة، مشيرا إلى أنه إذا هدد بإيذاء نفسه ما لم تفعل ما يقوله ينبغي عدم إبداء أي استجابة.