أغرب عادات الزواج في مصر.."شلاتين" الضرب بالكرباج و"النوبة" الفرح أسبوع

كتب - هشام عواض:

حفل الزفاف من أهم المناسبات التي تمر على الناس، وللبعض عادات وتقاليد مرتبطة بهذه المناسبة، بداية من التحضيرات لحفل الزفاف وملابس العريس والعروسة والرقصات في الحفل وما بعد الحفلة.

وترتبط حفل الزفاف، في كل ثقافة ومكان بعادات وتقاليد معينة ومختلفة عن غيرها، حيث أن عادات وتقاليد الزواج في النوبة مختلفة عن حلايب وشلاتين عن سيوة عن ما هي موجودة في القاهرة، ونبرز أهم وأغرب العادات والتقاليد المختلفة لعدة مناطق في مصر.

حلايب وشلاتين

العادات والتقاليد فى مثلث حلايب وشلاتين الحدودية يختلف عن العادات والتقاليد في باقي مصر المحروسة فهناك العريس لابد أن يضرب بالكرباج لأصدقاءه كدليل على قوته، والعروس لابد وأن تظل بعيدة عن العريس شهر كامل ليشتاق إليها.

ويتم الزواج بين قبيلتي العبابدة والبشارية بصورة عادية وهناك اصهار كثيرة من القبيلتين لكن هناك اختلاف بين القبيلتين في الزواج من شخص غريب عن أفراد القبيلتين فمن المستحيل أن يزوج البشاري ابنته لغريب ليس من العبابدة أو البشاريين أما في بعض بطون العبابدة، والتي لعب دخول المدنية إلى حياة هذه القبائل دورًا كبيرًا في قبولهم للزواج من غرباء وهناك العديد من الأمثلة لكن بدرجة ليست بالكبيرة أيضاً.

ويتم الزواج يتم بين الأقارب من الدرجة الثانية وابناء العمومة في المقام الأول تبدأ مراسم الزواج بعد أن يتقدم العريس لخطبة عروسه ويتم تحديد المهر بناء على مكانة الفتاة وقبيلتها ويكون المهر بالإبل وعندما يتفق الطرفان على موعد الزفاف، تحجز العروس مدة شهر كامل قبل زفافها بداخل البيت وتظل طوال هذه الفترة مبعدة تمامًا عن كافة الأعمال سواء المنزلية أو الرعوية.

ويكون العروسين في الزفاف منفصلين فالعريس يكون بصحبة المعازيم الرجال ولابد أن يحمل في يده "كرباج " ليقبل عليه المعازيم ليضربهم العريس بالكرباج كمجاملة له فى فرحه اما العروس فتكون مع السيدات فى مكان منعزل عن الرجال ويكون الفرح لعدة أيام متواصلة ويصطحبها إلى منزلها أحد أفراد عائلتها والمعازيم من النساء وقديمًا كانت هناك العديد من العادات والتقاليد لنقل العروس الى منزلها حيث كان يستخدم "هودج" يحمله جمل إلى بيت العريس، وخلال الأيام الأولى للزواج يخرج العريس من البيت ممسكًا بالكرباج في يده علامة على أنه عريس جديد.

النوبة

كانت حفلات الزواج فى النوبة القديمة تقام خلال فصل الصيف وكانت الاحتفالات تتم فى الخلاء، أما سبب اختيار فصل الصيف فهو أن معظم الشباب الذين يعملون فى المدن لا يحصلون على ألا جازات الاعتيادية إلا فى فصل الصيف. وكانت احتفالات الزواج تستمر من خمسة عشر يومًا إلى شهر وحاليًا تستمر أسبوع، وتختلف بعض العادات وطقوس الزواج فى النوبة من منطقة إلى الأخرى.

يسمى اليوم الأول لبدء الإعداد لحفل الزفاف باسم "ادسيمار"، ويأتى هذا اليوم قبل خمسة عشر يومًا أو شهر قبل الزفاف، وكانت تقوم القرية والقرى المجاورة بالمعاونة في الإعداد والتجهيزات وترسل امرأة لإعلام المنطقة بموعد الاستعدادات للاحتفالات، فعندما تجتمع النساء والفتيات الصغيرات للعمل فى هذا اليوم يقدم إليهن المديد ( خليط من دقيق الذرة والسمن والعسل واللبن).

وتبادر أسرة العريس والعروس بتنظيم وترتيب احتفالات الزواج وتتحمل أسرة العريس كل الأعباء المالية فالعريس لا يشارك فى تفاصيل التجهيزات إلا أن العروس تشاهد طحن الدقيق الذى سوف يقدم طعامًا أثناء الاحتفالات وكذلك صناعة الشعرية وإعداد الخبز وطلاء حجرات العروسين.

وتعد النساء الخبز والشعرية ويأكلها النوبيون مع السمن واللبن فى المناسبات مثل الموالد والأعياد والزواج.

ويجتمع الناس فى منزل العريس لمدة خمس عشر ليلة ويرقصون من بعد الظهر وحتى منتصف الليل وكلما اقترب يوم الزفاف اتسم الرقص بالحيوية والنشاط.
وفي ليلة الكوفريه "الحنة" تتبادل أسرة العروسين الهدايا التى تسمى "النقوط " ويقدم النوبيون نقوط الزفاف للعروسين للأم العريس والعروس.

سيوة

تتميز سيوة بعادات وتقاليد خاصة في الزواج لا يزال السيويين، وفي بداية اليوم يزف النساء والفتيات العروس إلى العين التي تغتسل فيها وحدها، ولا تكف النساء عن الغناء طوال هذا الوقت، ثم يعدن بها إلى منزلها ويقمن بتزيينها وجعلها ترتدي زي العروس التقليدي الخاص بالواحة.

ولا يتوقفن عن الرقص والغناء طوال الليلة، حتى يأتي وكيل العروس، ليأخذها من بيت أهلها محمولةً على ظهر شقيقها، ولا تطأ قدماها الأرض حتى تصل إلى فراش زواجها.

ويذهب العريس مع الرجال إلى العين في المساء ليغتسل وحده أيضًا، ثم ينتقل إلى حفل الزفاف الخاص بالرجال والذي لا يتوقفون فيه أيضًا عن الرقص والغناء، وبعد أن يدرك وصول العروس إلى بيتها الجديد يذهب إلى هناك بصحبة الرجال الذين يشاكسونه بمحاولة منعه من دخول البيت حتى يثبت جدارته بالحصول على زوجته ببعض القوة، ليدخل المنزل ويجدها في انتظاره.
وهناك رقصة شهيرة لدى السيويين وهي "الزقالة" التي يؤدونها في مناسباتهم وفي الأفراح.