إعلان

ما مدى أهمية مقياس التأكسج النبضي؟

10:00 ص الأربعاء 02 فبراير 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

د ب أ-

عادة ما يلجأ المصابون بعدوى فيروس كورونا إلى استعمال مقياس التأكسج النبضي لمراقبة حالتهم الصحية باستمرار والتحقق من نسبة تشبع الأكسجين في الدم وقياس معدل نبضات القلب؛ نظرا لأن انخفاض نسبة تشبع الأكسجين في الدم يشير إلى حدوث التهاب رئوي غير ملحوظ.

ولكن هناك آراء مختلفة حول أهمية مقياس التأكسج النبضي؛ حيث انتقد ينس جايسلر، أخصائي أمراض الرئة الألماني، الاستعمال المنزلي لأجهزة قياس التأكسج النبضي، التي يمكن الحصول عليها من الصيدليات.

عوامل القياس الخاطيء

وأكد جايسلر أن هذه الأجهزة غير دقيقة في أغلب الأحيان وخاصة في المستويات المنخفضة لتشبع الأكسجين في الدم، بالإضافة إلى أن هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى خطأ عمليات القياس المنزلي مثل وضع الذراع أو حالة الأوعية الدموية.

وهناك عامل أهم من ذلك؛ ويتمثل في أن نسبة تشبع الأكسجين في الدم وحدها لا تعتبر من الأعراض الموثوقة للكشف المبكر عن التطورات الشديدة لعدوى كوفيد 19؛ حيث قد يؤدي التنفس السريع إلى زيادة نسبة تشبع الأكسجين في الدم، على الرغم من أن الرئة لم تعد تعمل كالمعتاد، ولذلك أوصى الطبيب الألماني بمراقبة معدل التنفس.

وبالنسبة للتساؤل حول أي مدى يمكن لمعدل التنفس أن يشير إلى التهاب رئوي محتمل أوضح جايسلر أن معدل التنفس الطبيعي يتراوح ما بين 12 و 16 مرة في الدقيقة. وأضاف قائلا: "المرضى، الذين يأتون إلى المستشفى في المرحلة المبكرة من الالتهاب الرئوي يكون معدل تنفسهم ما بين 22 و24 مرة في الدقيقة، ولا يعانون من ضيق في التنفس". ويمكن للأطباء تقييم الخطورة من خلال الاعتماد على الأشعة السينية للرئة وقياسات غازات الدم.

ومن جانبه انتقد الطبيب مارتن شيرير مراقبة نسبة تشبع الأكسجين في الدم بواسطة مقياس التأكسج النبضي في المنزل، وأضاف رئيس الجمعية الألمانية للطب العام وطب الأسرة قائلا: "لا توجد حدود واضحة أثناء عمليات القياس؛ فقد يشعر المرء بأمان زائف أو قد يعاني من الهلع والذعر بالرغم من أن الحالة الصحية على ما يرام".

وتتمثل أهمية مثل هذه الأجهزة في وظيفة قياس معدل نبضات القلب؛ نظرا لأن المرء لا يمكنه في كثير من الأحيان قياس معدل نبضات القلب بصورة صحيحة، علاوة على أن معدل النبض المرتفع قد يشير إلى أن المرء يعاني من المرض بدرجة أكبر مما يعتقد.

تطبيب عن بعد

ويرى الطبيب الألماني شيرير أن الأهمية القصوى لمقياس التأكسج النبضي قد تظهر أثناء الطب الإلكتروني أو ما يعرف باسم التطبيب عن بُعد؛ حيث يكون من المفيد أثناء الاستشارة الطبية عبر الفيديو نقل هذه البيانات إلى الطبيب المعالج، ولا يصح أبداً أن يجلس المرء بمفرده في المنزل ويصل إلى استنتاجاته.

وبدوره أضاف كلاوس رابيه، أخصائي أمراض الجهاز التنفسي الألماني، أنه قد يكون من المعقول مراقبة مسار نسبة تشبع الأكسجين في الدم في ظل ظروف محددة من أجل التعرف على مسار الخطر الوشيك. ويجب تعيين الحدود الدنيا لنسبة تشبع الأكسجين في الدم لكل مريض على حدة.

تقييم نسبة تشبع الأكسجين

وأوضح رابيه مثالا لكيفية تقييم نسبة تشبع الأكسجين في الدم؛ حيث إنه يرى بأن المريض، الذي تم قياس نسبة تشبع الأكسجين بالدم 93% في بداية الحجر الصحي، يتوجب عليه الاتصال بالطبيب المعالج في حالة تكرار الانخفاض بنسبة تبلغ 5%.

ويرى رابيه أن نسبة 90% لتشبع الأكسجين في الدم هي بمثابة الحد الأدنى للأشخاص، الذين لا يعانون من أية أمراض سابقة، أما بالنسبة لكبار السن والأشخاص، الذين يعانون من أمراض سابقة فإن الحد الأدنى يمكن أن يصل إلى 88%.

ومع ذلك فإن الشرط الأساسي لاستعمال مقياس التأكسج النبضي بشكل منزلي يتمثل في الاقتصار على الأجهزة المعتمدة فقط، علاوة على أنه يجب تدريب المرضى ومقدمي الرعاية الصحية على كيفية إجراء القياس بصورة سليمة.

فيديو قد يعجبك: