"لاقيت نفسي في بيت العروسة".. شباب يروون تجربتهم مع ضغط الأهل للزواج

03:00 م الجمعة 17 يناير 2020

شباب يروون تجربتهم مع ضغط الأهل للزواج

"لاقيت نفسي في بيت العروسة".. شباب يروون تجربتهم م

كتبت- لمياء يسري:

يعتقد البعض أن الأهالي تضغط فقط على بناتها للزواج، في حين تترك الابن حرًا في اختيار الوقت المناسب له للارتباط.

لكن الرجال يتعرضون أيضًا للكثير من الضغط، حتى أن البعض يلجأ للزواج تلبية لرغبات الأهل وعلى رأسهم الأم.

تحدث "مصراوي" إلى عدد من الشباب الذين تعرضوا لضغط الأهل لأجل الزواج، وأخبرونا كيف تعاموا معها بالضبط.

- أ.ن، مسؤول مبيعات، 30 عاما

يتذكر الشاب الثلاثيني ذكرى زواجه قبل 5 سنوات، بضحك واستعجاب: "مش عارف لو الوقت رجع بيا هعمل كدة تاني ولا".

قبل خمس سنوات رأت الأم أن ابنها الذي يقف على مشارف الخامس والعشرين من عمره، يجب أن تفرح به، ويوميًا تسأله "مش هنجوزك بقى"..

"كنت بقولها إني مش بتاع جواز، لكنها مفيش فايدة ومصصمة تجوزني".

استمرت الأم في محاولاتها لسؤال ابنها بشكل يومي، حتى شعر الابن بالملل من الإلحاح الشديد: "رديت عليها في يوم وقلت لها دوريلي على عروسة، وملحقتش أكمل الجملة كانت لمت الجيران عليا بالزغاريط".

مرت بضعة أيام ولم تتحدث الأم عن شيء جديد، لكنها كانت تخطط لتحضير مفاجأة لابنها: "كلمتني وأنا في الشغل وطلبت مني جاتوه نزور جوز خالتي اللي تعبان، صدقتها، ولكن اخدتها وبابا وصلنا لبيت غريب أنا معرفهوش، ومبقتش فاهم إيه اللي بيحصل".

كان هذا المنزل هو بيت العروس التي اختارتها الأم، "من المفاجأة متكلمتش، ولاقيت أمي بتتفق على كل حاجة حتى معاد الخطوبة".

يستكمل الابن: "هي العروسة عجبتني وأمي عرفت تختار واحدة بنت أصول، ولكن وقتها كنت بتفرج وبضحك كنت فاكرها بتهزر أو ده مقلب الحقيقة".

- بلال همام، صحفي، 29 عاما

تعرض بلال همام لضغط من والدته وأخواته البنات، بطريقة مختلفة نوعًا ما، هم يعلمون أنه لا يمكن اقناعه بسهولة، لذلك كانوا يبحثون له عن العروس بطريقة غير تقليدية.

"أهلي حاولوا الضغط والتأثير عليا، من غير ما يعرضوا عليا عرايس، بس كانوا متابعين الفيسبوك عندي كويس جدا، ودايمًا يسألوني هو مفيش جديد؟"، يقول "بلال".

أخوات بلال ووالدته لم يتركوا أي بنت تتحدث معه على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا وسألوه عنها، فربما تتخفى حبيبته بين هؤلاء.

"والدتي كانت خايفة العمر يجري بيا، كنت بقولهم دايمًا إني مش عاوز اتجوز أو مش حابب، وكتير كدبت عليهم وقلت لهم إن أي بنت من اللي بيسألوني عنها مرتبطة".

أعلن بلال عن ارتباطه بفتاة التي يحبها واختارها بنفسه دون أي ضغط، لكنه في السابق حاول التفكير للزواج بطريقة تقليدية والنزول إلى رغبة والدته: "لفترة بسيطة جدا فكرت في الجواز والاستقرار، أولا أنا كنت محتاج شريك حياة، وتاني حاجة والدتي تعبت وكنت خايف على صحتها".

يوضح همام: "أنا عندي أزمة كبيرة مع منظومة الجواز، وقررت إني مش هاخد الخطوة دي إلا لو لاقيت البنت اللي هيكون فيها شيء مقدرش أقاومه، وأحس إني حابب أقضي يومي معاها".

- أمير جويلي، 30 سنة، رسام 

"أبويا وأمي شايفين إني ابن عاق ليهم لأني مش راضي اتجوز أي عروسة هم بيختاروها ليا".. هكذا بدأ "أمير" حديثه إلى "مصراوي".

تزداد الضغوط على أمير من قبل والديه بسبب كونه الولد الذكر الوحيد لديهم، ويحاولون استمالته منذ أن أتم عامه الثاني والعشرون: "موضوع الجواز ده عمل فجوة كبيرة بيني وبينهم، وكلامهم بيضغط عليا نفسيًا كثير لأنهم دايما بيقولوا عاوزين يشوفوا أحفادهم قبل ما يموتوا".

ودائمًا ما يعرض الوالدين بنات كثيرة على الابن واستمالته بشكل متكرر للزواج، ولكنه قرر أن يذهب معهم في كل مرة لبيت العروس: "آخر ما زهقت، قررت أروح أقابل البنات، بس بوصلهم إني إنسان متسلط وسيء جدًا، وبالتالي هم اللي بيرفضوني".

تزداد المشاكل بين الطرفين مع الوقت، إلى الحد الذي جعل الأب يصف ابنه بأنه "بيتدلع" لرفضه البنات رغم جمالهن وخُلقهن.

- أحمد العربي، مهندس، 30 عاما

حسم المهندس أحمد العربي، مسألة الزواج مع عائلته، بجملة واحدة "أنا مش عاوز أتكلم في الموضوع ده تاني".

اعتاد "العربي" على حرية الرأي داخل المنزل مع عائلته، وكذلك في اتخاذ القرار، إلا أن والدته تضغط عليه بشكل آخر: "بيقولوا أنهم مش هيتكلموا في الموضوع ده علشان يحترموا رغبتي، لكن فعليًا، أنا كل ما أطلب من ماما تعملي حاجة في البيت، فتقولي اتجوز ومراتك تعمل لك اللي تحبه".

وتنهي والدة أحمد الحديث بطريقة بسيطة: "أنتوا أحرار أنكم متتجوزوش، لكن كل واحد يشيل نفسه، أنا تعبت".

لـ"العربي"، فكرة مختلفة عن مسألة ضغط الأهل على الابن، إذ يعتقد أن هذا الضغط لا يسبب لهم أزمة كبيرة، لأن الشباب لا ترفض الزواج بعينه، لكن هناك أسباب تعطلهم.

"كل الشباب عاوزة تتجوز، لكن كل واحد عنده سبب في تأخيره عن الخطوة دي، إما بيدور على مواصفات معينة أو فلوس وهكذا، لكن مفيش حد رافض يتجوز لمجرد الرفض"، وينظر أحمد العربي لمسألة ضغط الأهل وتأثيرها على الشباب، أنها "تهريج".

- عبد الرحمن الطيب، 32 سنة، مصمم برمجيات

يتعرض عبد الرحمن، إلى ضغط من ناحيتين، العائلة والأصدقاء، فالجميع يسعى إلى تزويجه خاصة بعد وفاة والدته.

وتستخدم العائلة العاطفة من أجل الضغط عليه وإجباره على الزواج: "خالتي وعماتي دايما يقولوا اتجوز علشان تفرح أمك في تربتها".

وعلى الرغم من أنه يرى في هذا الضغط "شيء مزعج"، إلا أنه لم يحاول الشاب الثلاثيني أن يستجيب لفكرة الزواج بدون حب، "مهما كانو يعزو عليا لكن أنا اللي هتدبس أو هيتنكد عليا مش هم".

إعلان