"أم أيمن".. الوقوف في وجه القبيلة

وقفت أم أيمن أمام قبيلتها، منعتهم من الثأر وتمسكت بالصلح واكتفت بتقديم القاتل "الكفن".

(أم أيمن) في العقد السابع من العمر، تزوجت قبل 26 سنة، محمد- ينتمي لقبيلة بدوية ويقيم بإحدى قرى جنوب محافظة بورسعيد، وذلك بعد وفاة زوجته الأولى وإنجابه "عيد"، الذي تزوج (أم هاشم).

بعد سنتين من زواج الابن عيد، عرفت المشاكل طريق الأسرة، وفشلت كل محاولات الصلح بين الزوجين. ومع استمرار الخلافات، انفصلا وترك عيد المسكن لطليقته وطفلهما، واستأجر سكناً آخر.

بعد مرور شهر على انفصالهما، اقتحمت أم هاشم وشقيقها، مسكن طليقها عصر الأحد (13 يناير 2019 )، واستوليا على أثاث المنزل، فأبلغ أحد الأهالي، والد طليقها "إلحق أم هاشم بتسرق عزال ابنك".

أسرع الأخير لمنعهم فصدمه شقيق أم هاشم بالسيارة المحملة بالمسروقات "دهسه بالعربية" ولقي الأب مصرعه في الحال.

بمجرد علمهم بالحادث، تجمع أفراد قبيلة المجني عليه، مدججين بالأسلحة، حطموا الصوان المخصص لاستقبال المعزين، وطردوا جميع المتواجدين بالمنطقة "معندناش عزاء، عندنا دم".

مع حلول الليل انصرف الجميع من أمام المسكن، إلى منازلهم على أن يعودوا في الصباح لبحث كيفية الأخذ بالثأر.

بينما أبناء المجني عليه الأربعة، يخططون ويعدون العدة للانتقام من القاتل، لجأت والدتهم "أم أيمن" إلى الله تتضرع أن يرفع المحنة ويكشف الغمة "يارب دلني على اللي يرضيك، يارب متحرمنيش من عيالي"، حتى هداها تفكيرها إلى الاستعانة بخالها لمساعدتها في إقناع أبنائها بضرورة التحلي بالصبر والبعد عن العصبية والثأر من القاتل.

ظلت الأم على مدار شهر كامل، تحاول إقناع أبنائها بالتحلي بالصبر والبعد عن التعصب "التار والدم ملوش إلا الغم، يمكن لما تسامحوا ربنا يعوض عليكم ويسامح أبوكم".

عندما أقنعت أبناءها برأيها، خرجت "أم أيمن" لمواجهة أبناء القبيلة، معلنة رفضها أخذ الثأر.

كانت تدرك الصعوبات التي تواجهها، والمخاطر التي تتعرض لها، وخاصة من قبيلة زوجها، لكن ذلك لم يمنعها من رفض الثأر والوقف أمام الجميع.

ثار كبار القبيلة وغضبوا من قرار السيدة: "انتي هتخربي العقيدة بتاعتنا–انتي ملكيش رأي"، لكنها تمسكت بذلك وقبلت تقديم الكفن.

"حافظت عليهم، نمت مرتاحة ومبسوطة أنا وعيالي".. تصف أم أيمن شعورها بعد إنهاء الخصومة وتقديم أسرة القاتل الكفن.

custom-preview

أماني.. داعية "صعيد بلا ثأر"

مصرية.. العفو في حضرة "الطيب"