وباءٌ في القَاهرة

مارس 2020


هُنا القاهرة، بَيْد أنَّها غير التي كانت. الظلامُ يسودُ مدينة الأضواء، الهدوءُ يشملُ عاصمة الصخب، الخوفُ يجثمُ على الصدور، ولا حديثَ لأهلها إلا عن الوباء الذي زار البلاد فغيَّر ملامحها، يُطلُّ عليهم من الشاشات واللافتات والبيانات المصحوبة بأرقام إصابات ووفيات، باتت تعرف باسم «عدَّاد كورونا المستجد».

على أرض القاهرةِ المزدحمة بنحو عشرة ملايين مواطن، سُجِّلت أول حالةٍ لمصاب بـ«كورونا» في مصر، ثم توالت الإصابات والوفيات، لتتَّخذ الدولة إجراءاتٍ للحدِّ من انتشار مرض «كوفيد-19»، وعلى إثرها تتزايد المحظورات، فصارت مدينةُ الألفِ مئذنةٍ بلا صلاة، والكنائسُ بلا طقوس، والطرقاتُ في الليل بلا مواصلات، لا مارَّة أو متنزهون أو سائحون، الميادينُ الساهرة باتت تنام مبكراً، والمواطنون مُجبَرون على البقاء في بيوتهم، بعدما أصبح العالمُ «منزلاً صغيراً».

الخوفُ يهزمُ القاهرةَ في معركةٍ طويلة الأمد، مزاح شعبها «ابن النكتة» لم يعد يصلح للتسلية، فالتهديد في الحياة والاقتصاد والمعيشة، حتى أصبح السلامُ مُحرماً، والعناقُ مُجرماً، والتواصل والعمل أفضل ما يكونان عن بعد. يتَّبعُ أهلها الإجراءات الوقائية حيناً، وتُلازمهم الأقنعة الطبِّية وعبوَّات الكحول، وييأسونَ فيضربون بها عرض الحائط، وهم ما بين قبضةٍ للدولة تقوى حيناً وتتراخى حيناً آخر.

في هذا الملف نرصد كيف غيَّر «كورونا» وجه عاصمةِ مصر، أكثر المحافظات تأثراً بالجائحة، بنسبة 30.3% من إجمالي الإصابات. وكيف أثَّرت القرارات التي اتَّخذتها الدولة على معيشة أهلها، منذ الإعلان عن أول إصابةٍ بالفيروس على أرضها، منتصف فبراير الماضي، وحتى الوصول إلى أكثر من 105 آلاف إصابة، منتصف أكتوبر الجاري، في فترة باتت أقصى أحلام الناس فيها حياة كالحياة، حين تُطوى صفحة ذلك الفيروس تماماً، ويحكوا عنه لأجيالٍ قادمة بصيغة الماضي، واقعاً في خبر كان، بعد أن تَنزع القاهرةُ قِناع الوباء عن وجهها.

لقراءة الملف بترتيب الأحداث اضغط هنا
أو اختر من بين 10 قصص بالضغط على العنوان

أُمومة المشاعرِ لا الجَسد

لا سَائح في المَدينة

سبُّورة في غُرفة النَّوم

ألا صَلُّوا في بُيوتكم

القاهرة.. صخبٌ مَسلوب

أيْن تذهبُ هذا المَساء!

تَقاربٌ اضْطِراري

نداءٌ أَخير

ليلةُ عَمل أَخيرة

تِجارةٌ في قبضةِ الوباء

ملف مصور
كتابة وتصوير: عبدالله عويس
انفوجرافيــك: أحمد يــاســين
تنفيذ وتصميم: محمد عزت
إشراف عام: علاء الغطريفي