بقيت موسْوسة

symp

قبل سبتمبر 2018، كانت حوادث التحرش التي تسمع عنها زينب خميس مجرد قصص بعيدة الحدوث، لا سيما وأن الفتاة "السكندرية" ترتدي النقاب، أو هكذا حدثتها نفسها، حتى تحرش بها أحد شباب الشارع الذي تقطنه: "جه من ضهري ومد إيده عليّا. كل اللي جه في بالي ساعتها إني أعمل له محضر وأحبسه. وحبسته فعلا".

حين قبضت الشرطة على الشاب المتهم: "كان معاه مخدرات فبقى لابس في قضيتين"، غير أن محاميه استطاع إخراجه من قضية المخدرات، ولم ينجح مع التحرش: "كان لازم أتنازل وأهله هددوني وضغطوا عليا كتير بس مرضتش، والولد هرب ولحد دلوقتي مرجعش، رغم إنه أخد حكم غيابي بسنة سجن".

ظنّت الفتاة أن الأيام قادرة على مساعدتها، لكنها حتى الآن تحاول التجاوز. عقب انتهاء الواقعة ولأشهرٍ كانت لا تخرج إلا وتحمل رذاذ الفلفل في حقيبتها: "وخليت صحباتي البنات يشيلوه هما كمان"، ورغم توقفها عن حمله فإن صفاتها الشخصية تغيرت كثيرًا: "الأول كنت بسكت عن التحرش لو كان لفظي، دلوقتي مبقيتش أعرف.. في مرة حد عاكسني جبت طوبة من الأرض وكسرت له إزاز العربية".

تدرس زينب بكلية الآداب جامعة الإسكندرية: "بس بخرج للضرورة.. فيه محاضرات بفوّتها عشان منزلش"، تتجنب الفتاة ركوب المواصلات قدر المستطاع: "بضطر أمشي ساعة ونص عشان مفياش حيل اتخانق مع حد في الميكروباص". بات الأمر أقرب للوسواس: "مببقاش عارفة فعلاً هو ده عمل لي حاجة ولا أنا بيتهيأ لي؟". شبح أصبح يطارد زينب، يعتريها القلق كلما لمست قدماها أرض الشارع، تستعين بأخيها الأصغر في أغلب تحركاتها، لا ترتاح للجلوس وحيدة حتى مع أقاربها الذكور.

زينب خميس

2018 الإسكندرية

%13 من 20 ألف سيدة تعرضن لتحرش جنسي في: "الشارع، المواصلات العامة، الأماكن التعليمية، ومؤسسات العمل". مسح الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وهيئة الأمم المتحدة عام 2015.

خلال الفترة من 5 يونيو 2014 إلى 30 سبتمبر 2015

2259

شخصًا تم القبض عليه بتهمة التحرش

80%

بسبب التحرش اللفظي

20%

بسبب التحرش الجسدي

27

شخصًا تمت إحالتهم للمحاكمة

المصدر: دفتر أحوال. مركز بحثي للأرشفة والتوثيق

القصة التالية
➱(بقيت عنيفة)