تأسس النادي الأولمبي المصري على يد علي مخلص الباجوري، كان يعمل موظفًا في مصلحة الجمارك، وخلال تواجده ضمن بعثة تعليمية إلى إنجلترا، شاهد الأندية الإنجليزية، وتأثر بالأخص بلعبة كرة القدم.
وبعد عودته إلى مصر، تبلورت لديه فكرة تأسيس نادٍ رياضي مشابه لما رآه في إنجلترا، وبالفعل، قام بتأسيس نادي النجمة الحمراء عام 1905 الأولمبي حاليًا.
ورغم أن نادي السكة الحديد سبق نادي النجمة الحمراء في التأسيس، إلا أن الأخير كان يتبع الإنجليز، كون هيئة السكة الحديد كانت تحت سيطرة إنجلترا في ذلك الوقت.
كان أول مقر للنجمة الحمراء يرجع إلى منطقة رأس التين، تحديدًا في موقع مستشفى القوات البحرية الحالي، هناك كان أول ملعب للنادي، حيث كان اللاعبون يتدربون ويستخدمون خزان مياه كبيرًا للاستحمام بعد التمرين، وبعد ذلك يعودون إلى منازلهم.
فيما كان مقر الإدارة في شارع صفية زغلول، بمكان يدعي “البلياردو بالاس”، حيث كان يعقد مجلس الإدارة جميع اجتماعاته ويأخذ فيه كافة القرارات.
وبعد تأسيسه، تم اختيار حسين سامي، مدير مصلحة الجمارك في ذلك الوقت، ليكون أول رئيس للنادي.
وحمل النادي الأولمبي في بداية تأسيسه اسم “نادي النجمة الحمراء” (Red Star) حتى عام 1915، نظرًا لارتباط مؤسسي النادي "حسين سامى ومخلص الباجواري" بمصلحة الجمارك التي كانت تحت إدارة الجيش الإنجليزي في ذلك الوقت، أُطلق عليه فيما بعد اسم “نادي موظفي الحكومة”.
إلى أن جاء عام 1924، خلال الدورة الأولمبية والتى استضافتها في ذلك الوقت باريس، نال أداء لاعبي نادي موظفي الحكومة في رياضات مثل رفع الأثقال والمصارعة، إعجاب الأمير عباس حليم، وهو أحد أفراد العائلة الملكية.
وخلال الدورة الأولمبية عام 1924، ظهر لاعب كرة قدم بارز يُدعى أحمد سالم وكان يعمل ضابطًا في الشرطة، وتمت تسمية كأس الأولمبي باسمه فيما بعد، وذلك قبل انتقاله إلي صفوف نادي الزمالك.
وبعد انتهاء دورة باريس 1924، عقدت الجمعية العمومية بنادي موظفي الحكومة فى 1926، ليتم تعيين عباس حليم رئيساً، حينها تم تغييرالمسمى إلى الحالي وهو “النادي الأولمبي المصري بالإسكندرية” نسبةً إلى الأبطال المتألقين في الأولمبياد.

ورغم انتماء الأمير عباس حليم للعائلة الملكية، فكان معروفًا بدعمه للعمال وقضاياهم، حتى أنه كان يُلقب بـ”نصير العمال”، لذلك كان يُنفى عدة مرات من قبل الملك فؤاد، إذ تولى رئاسة النادي عدة مرات، وآخرها كان في عام 1947.
وخلال دورة الألعاب الأولمبية بأمستردام عام 1928، حصل المصارع إبراهيم مصطفى على الميدالية الذهبية الأولى للأولمبي، كما حقق أنور مصباح إنجازاً في رفع الأثقال، وأحرز كل من فايض ووصيف إبراهيم المركز الثاني، وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، توقفت الأولمبياد لمدة 12 سنة.
بعد ذلك، تولى حسين باشا صبري، وهو "خال" الملك فاروق رئاسة النادي، وكان أيضاً يشغل منصب محافظ الإسكندرية في ذلك الوقت 1930حتى 1936.

مساجين يشيدون الملعب
خلال فترة رئاسة حسين صبري، قرر بناء مقر دائم للنادي، حيث تم اختيار منطقة تُعرف بـ”تلال الحضرة"، ولكونه أحد أفراد العائلة الملكية، طالب المساجين بتسوية الأرض التي بُني عليها بعد ذلك ملعب النادي الأولمبي في عام 1930.
هذه الأرض كانت نتيجة لجهود المساجين الذين أُجبروا على تسوية الأرض كجزء من عملية إنشاء الملعب.
وبعد تسوية مقر النادي أمر حسين صبري ببناء ملعب كرة القدم كأول منشأة في هذا المقر، وبعد ذلك تم بناء ملعب تنس والذي يتواجد به في الوقت الحالي حمامات السباحة.
نجح حسين باشا صبري في ضم نجوم من نادي الاتحاد وأندية أخرى في الإسكندرية؛ مثل جمال البرنس وحميدو شارلي، كما ضم حافظ كاسب وأبو السعود كاسب من نادي السكة الحديد.
ونتيجة للصفقات القوية التي تعاقد معها النادي خلال هذه الفترة، تمكن الأولمبي من الفوز بكأس مصر موسمين متتاليين عامي 1933 و1934.
في عام 1933، تغلب الفريق على النادي الأهلي بنتيجة 3-1 في المباراة التي أقيمت على ملعب مختار التتش، وفي عام 1934 فاز الأولمبي على نادي المختلط (الزمالك حاليًا) بهدف سجله اللاعب فتيحة وردة.
ولم يهتم حسين باشا صبري بتطوير فريق كرة القدم فقط، بل نجح أيضًا فى تطويرالألعاب الأخرى؛ مثل المصارعة، الملاكمة، ورفع الأثقال.
في دورات 1936 و1948، حقق العديد من أبطال النادي نتائج مبهرة في رفع الأثقال؛ حيث حصد إبراهيم شمس الميدالية الذهبية في أولمبياد برلين 1936، كما حصد وصيف إبراهيم على المركز الثالث.
خلال هذه الدورة، التقى شمس بالزعيم الألماني أدولف هتلر خلال تسليم الميداليات ونائبه إدوارد هيس، والذي سأله عن مكان سكنه، فأجابه شمس بأنه من كامب شيزار بالإسكندرية، وأعرب هتلرعن إعجابه بالنادي الأولمبي وأبطاله، وفقاً لعادل هيبة عضو مجلس الإدارة السابق.
في دورة لندن 1948 أثناء فترة رئاسة اللواء عبدالمنصف محمود(1947- 1953)، حقق إبراهيم شمس ميدالية ذهبية، بينما حصل محمود فايض على ميدالية ذهبية أخرى في وزنه.
وتولى حسين صبري رئاسة النادي بعد عبدالمنصف (1953-1963)، وتوج خلال ولايته الملاكم عبدالمنعم الجندي بالميدالية البرونزية في دورة روما 1960 بـوزن الذبابة "وهي جزء من مجموعة أوزان في الملاكمة، تشمل الوزن الثقيل، المتوسط، الريشة، والذبابة".

من 1961 حتى 2003، لم يحقق النادي الأولمبي أي ميدالية حتى عام 2004، عندما حاز كرم جابر الميدالية الذهبية في المصارعة، ثم حصد بعدها الميدالية الفضية فى دورة بكين 2008.
عندما تولى طارق ليوني إدارة النادي، نظم العديد من الفعاليات، من بينها حفلة كبيرة في الملعب، حيث أحضر الفنانة جواهروبالتحديد بعد ذهبية كرم جابر.
من بين الأبطال البارزين في تاريخ النادي، كان هناك طلعت الدهشان، بطل إفريقيا ومصر في رياضة الملاكمة، بجانب حسين صديق، ملاكم وزن الوسط، الذي كان يعمل ضابطًا في البحرية.
وفي رياضة الجمباز، برزت نادية الخولي، بطلة إفريقيا وزوجة الكابتن حليمو، حارس مرمى النادي الأولمبي، أيضًا كانت هناك آمال الحناوي، بطلة إفريقيا في الجمباز، من أبناء النادي.
كما شهد النادي بروز عدد من الأبطال في رياضة تنس الطاولة؛ مثل منال عنايت ومايسة صادق، أخت الإعلامي علاء صادق.
في ألعاب القوى، كان النادى يمثل مصر بمجموعة مميزة وعلى رأسهم حسن محروس ومحمد أبو المجد، الذين حققوا العديد من الإنجازات، كما شارك النادي في 19 لعبة رياضية أخرى.
في الدورة الأولمبية الأخيرة في باريس، شارك عدد من أبطال النادي في رياضة رفع الأثقال، ولكن لم يحقق أحد منهم نتائج متميزة.

دوري 66 واللاعبون
حقق الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأولمبي خلال موسم 1965-1966، لقب الدوي المصري الممتاز، بعد تصدره جدول ترتيب المسابقة المحلية برصيد 30 نقطة بفارق 4 نقاط عن نادي الزمالك وصيف البطولة.
وكان الدوري خلال هذا الموسم، يتكون من 12 فريقا، يتم احتساب نقطتين عند الفوز في أي مباراة والتعادل بنقطة واحدة.
فاز الأولمبي خلال هذا الموسم في 13 مواجهة، وتعادل في 4 مباريات وتلقي الهزيمة في مثلهم.
كانت آخر مباراة فى الدور الأول للأولمبي ضد الزمالك على ملعبه في القاهرة.
الزمالك حينها كان يضم لاعبين كبارًا وفريقًا قويًا؛ الكابتن حمادة إمام، علي محسن، أحمد مصطفى، سمير محمد علي، محمود أبو رجيلة، أحمد رفعت، وعمر النور.
الزمالك تقدم في المباراة بهدف، ولكن الجناح الأيمن للأولمبي وقتها فاروق السيد، الذي يعتبر من أفضل اللاعبين في تاريخ مصر، تجاوز دفاعات الفارس الأبيض بمهارة فائقة، مرّر الكرة إلى عز الدين يعقوب الذي سجل هدف التعادل.
وشهدت هذه المباراة واقعة غربية، حينما رمى أحد المشجعين من مقصورة الجماهير حجارة تجاه فاروق السيد "كانوا عايزين يضربوا"، ولكنها أصابت رأس محمود أبو رجيلة ظهير الزمالك "فتحت قرنه"، وبدأ "الدم يشر" ليخرج من الملعب، وفقا لعادل هيبة أحد أقدم مشجعي النادي.
ويروي عادل هيبة:" في الشوط الثاني سجلنا هدفين آخرين بواسطة البحر جاسور وعز الدين يعقوب، وانتهت المباراة بفوزنا 3-1، وكان ذلك أهم انتصار في مشوارنا نحو اللقب الأول".
وخلال الموسم ذاته، لعب الأولمبي مباراة ضد الأهلي على ملعبه يوم الأحد، وكان الملعب وقتها ممتلئًا بجماهير القلعة الحمراء، في الدقائق الأولى من المباراة انفرد عز الدين يعقوب بحارس الأحمر عصام عبدالمنعم، (شغل بعد ذلك منصب رئيس اتحاد الكرة المصري).
تصدى عصام للكرة، لكن فاروق السيد تابعها وسجل الهدف الأول للفريق السكندري، لتشتعل مدرجات جماهير الأولمبي ويطلق الحكم صافرته لكي يجلس الجميع في أماكنهم، ولكن بعد دقائق نجح طه إسماعيل فى تعديل النتيجة للأهلي.
في الشوط الثاني، سجل بدوي عبد الفتاح وعز الدين يعقوب هدفين للأولمبي، لتنتهي المباراة بفوزه 3-2، ويتذكر هيبة "نجحنا فى الصمود، رغم امتلاك الأحمر مجموعة مميزة؛ منهم، السايس، محمدين، علوى مطر، وإبراهيم حسين، ولكن جميعهم توقفت مسيرتهم الكروية بعد موسمين فقط".

وحكى هيبه ذكريات هذه المباراة "كنا خارجين من الملعب من البوابة المطلة على قصر النيل، وكانت هناك مجموعة من لاعبي الأولمبي، نصفهم في طريقهم لمعسكر المنتخب حيث اتجهوا إلى مقر اتحاد الكرة المجاور للنادي الأهلي، والنصف الآخر خرجوا معي، وكنت أسير بينهم ومعي الكابتن بدوي عبد الفتاح، الذي كان يحمل حذاءه في يده".
وتابع: "وأثناء مرورنا وسط الجماهير من بوابة النادي الأهلي، قابلنا مشجعاً كبيراً في السن يدعى عم عبد الله، وكان مشهورًا ببيع الكشري، وبينما كان يغادر الملعب قال ضاحكًا: كويس إننا اتعادلنا 2-2، ولكن فجأة رد عليه أحد المشجعين قائلاً: لا يا عم عبد الله، الأهلي خسر 3-2، وفور سماعه الخبر أُغمى عليه، واضطر الناس لحمله إلى المستشفى".
وواصل: "قبل نهاية الموسم، كان يتبقى للأولمبي ثلاث مباريات، الزمالك كان متقدماً في جدول الترتيب، وكان علينا مواجهة كل من الترسانة والمصري".
وقبل مواجهتي الحسم بالدوري، واجه الأولمبي الأهلي في الكأس، وتمكن فؤاد أبو غيدا، لاعب الأحمر من تسجيل هدف برأسه لتنتهي المباراة بهزيمة الأولمبي وتوديعه البطولة، بالإضافة إلى ذلك، تعرض الفريق لخسارة أخرى في المباراة عندما أصيب المهاجم بدوي عبدالفتاح بكسر في قدمه، واضطر إلى وضع جبيرة، ليشارك اللاعب البحر جاسور بديلاً له.
وفي المباراة الأولي الحاسمة أمام الترسانة والتي أقيمت على ملعبهم، في الشوط الأول، سجل عز الدين يعقوب لاعب الأولمبي هدفًا، لكن حسن الشاذلي مهاجم الشواكيش، هداف الدوري حينها، رد بهدفين.
الجماهير، وبالأخص مشجعو الزمالك، كانوا يتواجدون ضمن مدرجات الترسانة من أجل تشجيع الشواكشيش لكي يخرجوا الأولمبي من سباق الدوري، مع مرور الدقائق الأخيرة من المباراة، وفي لحظة غير متوقعة، استغل بدوي عبدالفتاح كرة مرتدة وسددها نحو المرمى، ليعادل النتيجة 2-2.

ومن ذكرياته عن المباراة يروي هيبة: "كان الكابتن علي زيوار يذيع المباراة على الراديو من داخل الملعب، وكنت جالسًا بجواره وفي الثلاثين ثانية الأخيرة من اللقاء، سدد الكابتن سعيد قطب كرة لم تصب المرمي بشكل صحيح، فوصلت إلى بدوي عبدالفتاح، الذي كان ضابطًا في البحرية وسدد الكرة بقدمه اليسرى، بينما حارس الترسانة، أحمد بهاء الدين، كان يتراجع إلى الخلف حتى دخلت الكرة في الشباك من ورائه، وفي تلك اللحظة، خرج صوتي عبر الراديو قائلاً: اللهم صلِّ على النبي، اللهم انصر الإسلام والمسلمين، فى ذلك الوقت وضع علي زيوار يده على فمي وقال لي: "هو انتو بتلعوا مع يهود ولا إيه"، وكنا بالفعل على وشك الخسارة.”
بعد هذه المباراة، واجه الأولمبي المصري البورسعيدي على ملعبهم، كان الفريق يضم "منير جرجيس الليوي، محمد بدوي، وشاهين" وفي بورسعيد كان انتماء معظمهم واضحًا لنادي الزمالك، امتلأت المدرجات عن آخرها، يقول هيبة :" لكننا استمرينا في التشجيع والمساندة بحماس حتى جاءت كرة من منتصف الملعب، وسجل عز الدين يعقوب هدفًا رائعًا من تسديدة من مسافة 60 ياردة فى مرمي سيد عبدالله حارس المصري والفراعنة في ذلك الوقت".
وفي الشوط الثاني، سجل يعقوب الهدف الثاني، لتنتهي المباراة بفوز الأولمبي بنتيجة 2-0، وبعد هذه المباراة أصبح الفريق على بُعد مباراة واحدة من التتويج بالدوري.
في المباراة النهائية ضد الزمالك في الإسكندرية، كان الأولمبي يمتلك 28 نقطة والزمالك 26.
حضر اللقاء النهائي شخصيات مهمة مثل المشير حسن عامر رئيس الزمالك، نجيب باشا الحرقني وسليمان عزت رئيس الأولمبي، ونجح في أن يملأ المدرجات بـ"عساكر من البحرية".
تبادل الكابتن يكن وقطب التحية وإطلاق حمام السلام، في بداية المباراة، انفرد حمادة إمام بالحارس وتخطاه، وكان قريباً من تسجيل هدف مؤكد، إلا أنه سدد الكرة بقدمه اليسرى لترتطم بالعارضة، استمرت النتيجة كما هي حتى الشوط الثاني، وقبل نهاية المباراة بدقيقة واحدة، سجل عز الدين يعقوب هدف الفوز من رأسية، ليتوج الأولمبي بالدوري بفارق 4 نقاط عن الزمالك.
حفلة التتويج بالدوري
بعد التتويج بالدوري الأول فى تاريخ الأولمبي، أقيمت احتفالات كبيرة، ونظم في ذلك الوقت سليمان عزت رئيس النادي حفلًا ضخماً في الملعب، أحياه عبد الحليم حافظ، وغنّى "على حسب وداد، حبيبها".
كما حضر العديد من الفنانين "أحمد غانم وأمين الهنيدي"، حيث وصل عددهم إلى أكثر من 20، بعد ذلك استضاف النادي الملاكم العالمي محمد علي كلاي، ولعب ثلاث مباريات استعراضية على ملعب النادي، برفقة سيد النحاس وطلعت دهشان.
خلال هذه المباريات، قدم دهشان بعض حركات كلاي الشهيرة كما كان يفعل أثناء مباراته ضد لستون.
كان محمد علي كلاي يتمتع بروح مرحة، وزار النادي أيضًا العديد من الشخصيات البارزة مثل جواو هافيلانج، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وعثمان أحمد عثمان.
نجوم الأولمبي من التأسيس إلى جيل الكأس
في عام 1934، كانت هناك مجموعة من اللاعبين الذين شاركوا في كأس العالم، ومن بينهم تواجد عدد من لاعبي النادي الأولمبي.
في ذلك العام، لعبت مصر مباراة ضد المجر، وفازت بنتيجة 3-0 قبل أن تتعرض للهزيمة في المباراة التالية، من بين اللاعبين الذين تم اختيارهم لتمثيل المنتخب الوطني في تلك الفترة كان هناك خمسة من النادي الأولمبي: حسن رجب، حميدو شارلي، جمال البرنس، حافظ كاسب.
ثلاثة فقط منهم شاركوا في مباراة المجر، وعلى مر الزمن كان النادي الأولمبي دائمًا ما يساهم بلاعبين مميزين.
عندما بدأ الدوري في عام 1948، ضم النادي الأولمبي لاعبين على أعلى مستوى؛ مثل الجويني، والجناح الأيمن مصطفى موسى "كان ضابط طيران"، والجناح الأيسر عمر خطاب، والذي نال شهرة كبيرة بعدما أصبح طبيب المنتخب الوطني لمدة 20 عاماً تقريبًا.

أبرز لاعبي الخمسينيات والستينيات
وعندما ننظر إلى المنتخب الوطني في جيل الستينيات والسبعينيات، نجد اسم عمر خطاب من ضمن أسماء اللاعبين المتألقين.
كما ضم الأولمبي أمير رشدي من بورسعيد، وكان ضابطاً في القوات البحرية، اشتهر بمهارته في تسجيل الأهداف من تسديدات مزدوجة "double kick"، وسجل العديد من الأهداف في مرمى كبار الحراس أمثال عبد الجليل حارس مرمى الأهلي، وألدو حارس مرمى الزمالك الذي لقبه الكتاب الرياضيين بـ”الزمخشري” نظرًا لإتقانه الكبير في كرة القدم "بيلعب بالنحوي".
كما شهدت تلك الفترة وجود لاعبين آخرين مثل رفاعي سرور، الجناح الأيسر، والذي شارك مع الفراعنة في دورة الألعاب الأولمبية بروما، والكابتن إسماعيل اليمني، والجناح الأيمن السيد مرجان ولقبه بـ"السيد تشارلي" لأنه كان يركض في الملعب بطريقة مشابهة للممثل الكوميدي تشارلي تشابلن.
نجوم السبعينيات
مع دخول السبعينيات، تألق محمود بكر، لاعب خط الوسط، وشارك أيضاً مع منتخب مصر.
بجانب الكابتن مسعود داوود، الظهير الأيمن لمنتخب مصر في بطولة إفريقيا عام 1975، من أعمدة الفريق في تلك الفترة.
وانضم إلى هذه المجموعة المميزة أيضاً، الجناح الأيمن فاروق السيد قادماً من نادي الترام مقابل 7 لاعبين، وكان لاعبًا ماهرًا لدرجة أن المدرب الأجنبي بوبا طلب من رئيس النادي وقتها التعاقد معه بشكل خاص.
في تلك الفترة أيضًا، تعاقدنا مع طاهر الشيخ قبل انتقاله إلى الأهلي، ومحمد الكأس " جيل نبيل الدقاق"، كما برز لاعبون آخرون مثل محمد صالح، طارق عبد الرحيم، وحسن الهوي، والجناح الأيسر المعروف باسم "الطرفاوي" ولعب مع المنتخب في كأس العرب في بغداد عام 1972، وهو في سن 16 عامًا.
ومن بين لاعبي منتخب مصر في كأس العرب، ثلاثة آخرون من النادي الأولمبي: "ياما عرابي، شحته، الشاذلي".
جيل أحمد الكأس وتأثيره الكبير
بعد ذلك، جاء جيل أحمد الكأس الذي أثبت أنه "لاعب فز" بفضل مهاراته الكبيرة في الملعب، كان استثنائيًا ويمتلك قدرات هجومية هائلة، واستطاع تسجيل أكثر من 100 هدف في الدوري المصري، لينضم إلى نخبة اللاعبين الذين تجاوزوا هذا الرقم مثل الخطيب والشاذلي.
ويظل أحمد الكأس رمزًا من رموز النادي الأولمبي، ولا يزال يحظى بتقدير الجميع داخل وخارج الملعب، فهو لاعب ذو أخلاق عالية.

ظاهرة اللاعبين العسكريين
في الخمسينيات، كان هناك العديد من اللاعبين ضمن الفرق العسكرية، خاصة نادي حرس الحدود.
من بين هؤلاء اللاعبين أمير رشدي، عوض عبد الرحمن، وأمين الجط، مسعود داوود وسيد شارلي، عبدالقادر قورة، وكان الجيش يضم هؤلاء اللاعبين لتمثيل مصر في صفوف المنتخب العسكري، مثل الضظوي لاعب الأهلي، والجوهري لاعب الزمالك ، وحمدي عبد الفتاح لاعب الترسانة كان ضابطاً في قوات حرس السواحل وقائداً لفريق الترسانة.
وبعد تولي سليمان عزت رئاسة النادي تم دمج البحرية مع الأولمبي في عام 1964، لينضم العديد من لاعبي البحرية إلى الفريق؛ مثل محمود بدوي، بدوي عبدالفتاح، السكران، وشريف، الجناح الأيسر.
كما أن سليمان عزت، عندما تولى مسؤولية نادي الأولمبي، كلف عدداً من نجوم الفريق بالعمل في البحرية، مثل البوري، وفاروق السيد، وعز الدين يعقوب، وذلك لكي يحصلوا على رواتب ويشاركوا أيضاً في تمثيل المنتخب العسكري.

الديربي الإسكندراني: الأولمبي والاتحاد
كان الديربي الأبرز في مدينة الإسكندرية هو المباراة التي تجمع بين الأولمبي والاتحاد السكندري.
وعلى الرغم من التغيرات التي طرأت مع ظهور أندية جديدة، إلا أن هذا الديربي ظل مميزًا ويشبه في قيمته التنافس بين الأهلي والزمالك في القاهرة.
وقال هيبة:"خلال تحليل الكابتن محمد عمر لإحدى المباريات عبر التلفزيون، وأتذكر جيدًا أنني تحدثت إليه وشكرته حين ذكر أن ديربي الإسكندرية اليوم بين الاتحاد وسموحة، ليرد قائلاً: "أعتذر، ديربي الإسكندرية التقليدي هو دائمًا بين الاتحاد والأولمبي، مثلما هو الحال بين الأهلي والزمالك".
المباريات قبل النكسة..
قبل عشرة أيام من النكسة، كانت مصر تستعد لمباراة مع منتخب أوغندا في 4 يونيو 1967، ضمن التصفيات الإفريقية لكأس الأمم في مدينة كمبالا، في تلك الفترة، انضم معظم لاعبي النادي الأولمبي إلى صفوف الفراعنة، وكان من أبرزهم محمود بكر، وشحتة، وفاروق السيد، وعز الدين يعقوب.
المباراة أقيمت في أوغندا يوم الأحد، ساهم محمد عبد اللطيف في نقل أحداثها عبر الراديو، وفي اللحظات الأخيرة، تم تنفيذ ضربة ركنية، نجح خلالها محمود بكر "كان عريسًا جديدًا وقتها" في تسجيل هدف برأسه، ليحقق المنتخب المصري الفوز.
وفي صباح الاثنين، خرجت الصحف بمانشيتات تحت عنوان "انتصرنا"، مما أشاع فرحة عارمة بين الناس، ولكن عند الساعة الحادية عشرة من ذلك اليوم، اندلعت حرب 1967، المعروفة بحرب الأيام الستة، وانهزمت مصر فيها، ورغم الخسارة العسكرية، استمر بعض الناس في الاعتقاد أن ما سمعوه كان انتصارًا في الحرب.
النكسة وتأثيرها على النادي
أثرت نكسة 1967 بشكل كبير على حياة معظم لاعبي مصر، وكان لها دور أيضاً في القضاء على جيل كامل من النجوم، وهناك العديد من اللاعبين الذين تأثرت حياتهم سلبًا بسبب توقف نشاط كرة القدم، إذ كانت مصدررزقهم الوحيد وكانوا يحصلون على 10 جنيهات مقابل مشاركتهم في أي مباراة.
على سبيل المثال، كان هناك لاعب شهير خلال فترة الستينيات هو محمد بدوي، كان يتواجد بشكل دائم في قائمة المنتخب المصري، ولم يكن يمكن الاستغناء عنه مع الفراعنة.
وحكي هيبة موقفاً: "في أحد أيام ما بعد النكسة، كانت بورسعيد تعيش ظروفاً صعبة؛ المدينة شبه مهجورة، والجميع يحاول التكيف مع الواقع الجديد بعد أحداث 1967، خلال مهمة عمل لي هناك، كانت فرصة مميزة لألتقي بواحد من أشهر لاعبي كرة القدم في تلك الفترة؛ محمد بدوي".
وأضاف: "رأيت بدوي جالسًا على أحد المقاهي، يظهر على وجهه الألم والحسرة، لقد كان لاعباً موهوباً للغاية، يمتلك مهارات استثنائية، ولكن مثل كثيرين غيره، كانت حياته الرياضية قد تأثرت بشكل كبير بعد النكسة".
وتابع: "النكسة أثرت على مواصلة مسيرته بالشكل الذي يستحقه وليس هو فقط بل بحق جيل كامل من اللاعبين، وجدوا أنفسهم في مواجهة واقع مرير، حيث توقفت مسيرتهم الرياضية ودفعتهم الحياة للبحث عن وظائف أخرى وترك كرة القدم".
وأكمل: "وسط هذه الظروف ظهر المهندس عثمان أحمد عثمان كمنقذ للعديد من هؤلاء اللاعبين، وبفضله ورغبته في دعم اللاعبين المتضررين، قرر أن يستعين بهم في شركته الخاصة "المقاولون العرب" شمل ذلك أسماء لامعة من اللاعبين مثل الضظوي ومحمد بدوي، فبدأوا بالعمل مع العديد من النجوم وقتها مما ساعدهم على إنقاذ مسيرتهم".
وأتم: "أذكر أن عثمان باشا جاء إلى النادي الأولمبي في يوم، ليؤكد على دعمه وتضامنه مع هؤلاء الرياضيين، وكان له فضل كبير على الرياضة المصرية".
النكسة كانت أكثرمن مجرد حدث سياسي أو عسكري؛ فقد كانت صدمة هائلة للمجتمع المصري بأكمله، لا شك أنها أثرت على الناس بشكل كبير، كنا نعيش في حالة من السعادة والفرح في عهد الرئيس جمال عبد الناصر.
ترك هذا الحدث جرحاً عميقاً في قلوب المصريين، ولم يسلم الرياضيون من ذلك، كان هناك لاعب كرة سلة دولي اسمه سامي شلباية، لاعب نادي الزمالك ومنتخب مصر، تأثر بشدة من وقع النكسة لدرجة أنه أُصيب بمرض بسبب حزنه الشديد للأحداث وقتها وتوفي بعد ذلك بفترة قصيرة.

أول مباراة بعد النكسة…
وبعد توقف النشاط الكروي لفترة بسبب النكسة، عادت الكرة مجددًا في عام 1967، مع تولي الرئيس أنور السادات للحكم، وضم وقتها النادي الأولمبي لاعبين جددًا إلى صفوفه، وكان من بينهم محمد بكر، وطاهر الشيخ، الذي انضم لاحقًا إلى النادي الأهلي.
قدم الأولمبي خلال هذه الفترة أداءً جيدًا ووصل للمركز الثاني في الدوري بعد الفوز على غزل المحلة بنتيجة 3-1.
وشهدت تلك الفترة مباراة شهيرة بين الأهلي والزمالك، حيث احتسب الحكم الكابتن الديب ركلة جزاء للزمالك، وسجلها إبراهيم الدسوقي، وتسببت هذه الركلة في حدوث فوضى عندما اعترض مروان، حارس مرمى الأهلي الفلسطيني، على القرار، مما أدى إلى توقف المباراة مؤقتًا.
في عام 1972، عادت الكرة إلى النشاط، لكن سرعان ما توقفت مجددًا بسبب اندلاع حرب أكتوبر 1973.
وبعد الحرب، تمكن النادي الأولمبي من تكوين فريق قوي يضم مجموعة من اللاعبين المميزين؛ مثل محمد الكأس، نبيل الدقاق، علي النجار، وحليمو، وطارق عبد الرحيم، إلى جانب لاعبي جيل 1966 مثل فاروق السيد، شحتة، محمود بكر، عز الدين يعقوب، وبدوي عبد الفتاح.
وبفضل جهودهم، حقق النادي المركز الثالث في الدوري، ثم المركز الرابع في الموسم التالي، ليصبح الأولمبي نموذجًا ناجحاً للفريق القوي في الدوري المصري.
عاد الدوري في عام 1971، وكانت لدى الأولمبي مباراة أمام النادي المصري البورسعيدي في الإسكندرية، و فاز 2-0.
في ذلك الوقت، حضر المباراة عبد التواب هديب، محافظ الإسكندرية، وهو كان ضابط مدفعية في بورسعيد خلال حرب 1973، وبعد انتهاء اللقاء قام بمصافحة اللاعبين من ناديي الأولمبي والمصري.
المباريات مع القطبين
أشهر المباريات للأولمبي أمام القطبين، ارتبطت بتاريخ مشاركاته في بطولة الكأس، والذي يعود إلى عام 1933، عندما كان حسين باشا صبري، رئيس النادي في ذلك الوقت.
في ذلك العام، ضم النادي الأولمبي لاعبين مميزين، وتمكن من تحقيق لقب الكأس بعد الفوز على الأهلي في القاهرة بنتيجة 3-1، وسجل الأهداف وقتها كل من حميدو شارلي، جمال البرنس، وحسن رجب.
وفي العام التالي 1934، نجح الفريق في الفوز على نادي المختلط (الزمالك حالياً) بهدف نظيف أحرزه اللاعب "فتيحة وردة"، هاتان هما المرتان الوحيدتان اللتان توج فيهما النادي بلقب الكأس ولكن قبل ذلك، حقق المركزين الثاني والثالث في عشرينيات القرن الماضي.

وحكى هيبة: "من المباريات التي لا أنساها أيضاً، هي نهائي الكأس أمام الزمالك في موسم 1959-1960، الذي أقيم على ملعب الأهلي، كانت تُبث تلفزيونياً، لكننا خسرنا بسبب تحيز الحكم".
وأضاف: "الطريف أن الحكم كان مصطفى كمال منصور، مدير المنتخب الوطني لكرة القدم في ذلك الوقت، وكان يلعب ضمن صفوفه لاعبون بارزون مثل صالح سليم، محمود الجوهري، وحمادة إمام، وفي فترة الصيف، كانوا يأتون إلى استاد الإسكندرية، المعروف بملعب (البلدية)، للتدريب قبل السفر".
وتابع: "كنا نذهب إلى الملعب ونقوم بتشجيع الفريق وأحياناً نعبر عن استيائنا تجاه مصطفى كمال بسبب دوره في خسارتنا، لأننا كنا نعتقد أن الهزيمة جاءت بـ(فعل فاعل)، كانت تلك المباراة واحدة من المباريات التي لا تُنسى".
وواصل: "أذكر أيضاً مباراة أخرى عندما كنت صغيراً في الخمسينيات، حين حققناً فوزاً على الأهلي بنتيجة 1-0".

مباراة تاريخية بين الأولمبي والأهلي
في آخر مباراة بالدوري بين الأولمبي والأهلي، وكانت في موسم 1958 أو 1959، كان الأحمر قد فاز بجميع مبارياته ولم يخسر أي مباراة.
أقيم وقتها اللقاء على ملعب استاد الإسكندرية "ملعب البلدية سابقاً"، وكان أحمد عبود باشا رئيس القلعة الحمراء في ذلك الوقت، يجلس في المقصورة مرتدياً وردة حمراء في بدلته احتفالاً بأن فريقه لم يخسر طوال الموسم.
خلال المباراة، سجل الأهلي هدفاً، ثم أحرز الكابتن سعيد قطب هدف التعادل في شباك عبدالجليل حارس الأحمر.
في نهاية المباراة، كانت الكرة بحوزة طارق سليم، الظهير الأيسر، حيث حاول تمريرها بسرعة لإحراز هدف، لكن الحكم احتسب ضربة جزاء غريبة لصالح الأهلي، لتنتهى بنتيجة 2-1.
الشخصيات التاريخية
منذ تأسيس النادي الأولمبي وترك العديد من الشخصيات التاريخية والفنية ذكري خاصة لها داخل جدرانه، فمنذ اليوم الأول قدم محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر العربية خطاباً بخط يده وصلاة شكر.
ومن الناحية الفنية، كان سيف وانلي صديقاً مقرباً لحسين صبري، رئيس النادي الأولمبي والذي استمر في منصبه لمدة عشر سنوات، من عام 1953 إلى 1963، وكانا يقضيان وقتهما في مطعم "إيليت" في منطقة محطة الرمل.
ومن شدة حب سيف وانلي للنادي، قام برسم لوحات خاصة وقدمها كهدية للأولمبي، لاحقاً، قامت مكتبة الإسكندرية بأخذها لتجديدها وتنظيفها، ثم أعادتها مرة أخرى لنا.
كما أن الفنانة إنجي أفلاطون قدمت هي الأخرى بعض اللوحات كهدية للنادي، لتصبح جزءاً من تاريخ النادي الفني والثقافي.