(الإسكندرية – مارس 2024) حين انتصف الليل، خرجت أصوات مُبهمة من داخل مدافن الروم الأرثوذوكس بمنطقة الشاطبي!.. هَمْهَمات وصوت أقدام، امتزجت بصوت الأمطار، التي كانت تهطل بقوة في تلك الليلة وتقطع سكونها.. ثم انطلقت ظلال سريعة تركض خلف بعضها، وهي تحمل شيئًا ما.
ما إن طلع النهار، حتى ازدحم المكان بالناس، وكان حارسه يصرخ: "سرقوا باب لا يمكن يتكرر!"، بينما زاد همس الواقفين: "ولّا يكون العفاريت؟!".. ثم وصل مينا زكي (الباحث) وسط هذا الصخب، الذي يعلن اختفاء باب مقبرة عائلة باسيلي باشا!.. تسمّر مكانه، يطبق يديه فوق رأسه. وبدا له أن كل ما يدور حوله جنوني.. فقد جاء هنا ليحل لغزًا واحدًا، ومضى ومعه لغزان!
(الولايات المتحدة) بعدها بأيام قليلة، ترَجْرَجت أبواب قديمة داخل حاوية ضخمة. قطعت طريقها من الميناء إلى متجر بيع مقتنيات قديمة (Picker Joe's) بمدينة سافانا الأمريكية. وكان في انتظارها "جيمس" (صاحب المتجر). فتح الحاوية. فتسلل الضوء إلى داخلها وأذهله 300 باب، التقاها وجهًا لوجه بعد أن عرفها فقط من خلال الصور. فأخرج هاتفه والتقط سريعًا صورة معها، لتسجل هذه اللحظة، وكتب: "استكشف بوابات التاريخ مع أحدث شحناتنا من أبواب من القرن التاسع عشر، مباشرة من مصر!.. رحلتك إلى الماضي تبدأ من هنا!".
ولا يعرف "جيمس" من ماضي تلك الأبواب سوى أنها مصر. لا يعرف مكانها وهذا سرها الأول، ولا يعرف أصحابها وهذا سرها الثاني..
لكن كيف غادرت الأبواب مكانها وتركت أصحابها ووصلت إليه؟ وهل رحل باب مقبرة باسيلي أيضًا أم مازال في مدينته؟.. استناداً إلى عدة شهادات، والكثير من البحث والبيانات، نتتبع رحلة أبواب مصرية قديمة سلكت مسارًا غريبًا وغير متوقع.
ادفع الباب