حينما تحولت الكارثة لمعمل مفتوح

كان عُمره 8 أعوام فقط حين ضجّ العالم بتفاصيل مُرعبة عن انفجار تشرنوبل. انبهر "مايك وود" بما حدث وقتها، كان افتتانه بالطبيعة سببًا كافيًا ليدرسها ويُصبح مُدرسا بجامعة "سالفورد" البريطانية، لكن منطقة "تشرنوبل" ظل لها مكانة خاصة في قلبه، يتطلع لزيارتها، فبجانب ولعه الإنساني بها "تجذب أي مهتمٍ بالطبيعة والحياة البرية؛ ليرى مدى تأثير الإشعاع على الحياة هُناك".

عام 2013، سنحت فرصة العُمر للعالم البريطاني "حصلنا على تمويل لمشروع بحثي داخل منطقة تشرنوبل لدراسة الحياة البرية هناك والطبيعة"، كان الأمر جنونيا، شعر أنه عاد للثامنة مرة أخرى وصحبه والده في رحلة لـ"تشرنوبل".

"شجرة" هو اسم المشروع الذي يشارك فيه "وود" مع عُلماء من عدة دول، على رأسهم، "سيرجي جاتشاك"، العالم في مركز "تشرنوبل" للأبحاث بأوكرانيا. يهدف المشروع البحثي لتقدير المخاطر الإشعاعية على الحياة البرية والكائنات الموجودة هُناك، سواء الحيوانات، أو النباتات، يحدث ذلك بطرق متفاوتة، أهمها فحص التربة بشكل مستمر ومعرفة مدى تأثرها بما حدث، ودراسة الأجيال الأحدث من الكائنات الحية هُناك.

باتت منطقة مفاعل "تشرنوبل" معملًا مفتوحًا لوود وزملائه في المشروع: "حالفني الحظ بالذهاب هناك بشكل مستمر منذ 6 سنوات"، كل مرة يزور فيها المكان يتأمله كأنها المرة الأولى "مليء بالتنوع والحياة "، تلك الطمأنينة لم تمنع انقباض قلبه "حينما تذكرت أن مدينة "بريبيات" كانت تعج بالأصوات واختفى كل ذلك فجأة".

وجود العالم الأربعيني داخل "تشرنوبل"، لم يكن ذا فائدة علمية فقط، استطاع مراقبة التغيرات السياحية التي طرأت على المنطقة "أعداد الموجودين في المنطقة تزايد بشكل ملحوظ خلال الأعوام القليلة الماضية، أحب "وود" ذلك "كلما عرف الناس أكثر عن الكارثة كلما كان أفضل.. السياحة التوعوية أمر عظيم شريطة ألا يخرق الناس القوانين"، فبعض السائحين يُتلفون النباتات أو غيرها "ذلك يُصعب العمل علينا كعلماء ويفسد البيئة".


إعلان