إعلان

متى يرى أصحاب السيارات الرخيصة أنظمة القيادة الذاتية بسياراتهم؟

03:15 م الإثنين 20 فبراير 2023

القيادة الآلية - أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

برلين - (د ب أ):

بفضل التقنيات المتطورة والأنظمة الحديثة في السيارات الفارهة، أصبح بإمكان قائد السيارة الاستمتاع بالقراءة أو مشاهدة مقاطع الفيديو أثناء حركة المرور، التي يكثر فيها التوقف وإعادة بدء السير، ولم تعد هذه المزايا قاصرة على الراكب الأمامي أو الركاب على المقاعد الخلفية.

ووفقا لتصنيف جمعية مهندسي السيارات الدولية SAE International فإن هذه الوظيفة أصبحت متاحة في الموديل الحالي من سيارة مرسيدس من الفئة S، والتي تسير بنظام "القيادة الآلية العالي" في المستوى 3، وهو ما يعني أن قائد السيارة يمكنه تسليم دفة قيادة السيارة إلى الأنظمة الإلكترونية، مع إمكانية الإمساك بزمام القيادة مرة أخرى لفترة قصيرة عندما يطلب نظام القيادة الآلية ذلك.

وتوفر شركة بي إم دبليو في سيارتها الجديدة من الفئة السابعة نظام القيادة الآلية من المستوى 2+؛ حيث تتولى السيارة عملية القيادة بنفسها، ولكن يجب على قائد السيارة في تلك الأثناء مراقبة حركة المرور من حول السيارة.

وتعتبر هذه الموديلات من السيارات الرائدة تقنيا فيما يتعلق بأنظمة القيادة الآلية، وهنا يتبادر إلى الذهن تساؤل حول ما إذا كان سيتم طرح أنظمة القيادة الآلية في السيارات العادية قريبا؟

عشر سنوات

وأوضح البروفيسور ماركوس لينكامب، من الجامعة التقنية في ميونخ (TUM)، أن الأمر قد يستغرق عشر سنوات إلى أن يتم تطوير أنظمة مساعدة القيادة من المستوى 3.

وأضاف أن المستشعرات والكاميرات وحدها تكلف من 3.000 إلى 4.000 يورو، كما أن تكلفة نظام القيادة الآلي في التكدسات المرورية يبلغ 6.000 يورو ضمن التجهيزات الإضافية.

وبالتالي فإنه من الوجهة الاقتصادية البحتة فإن أنظمة القيادة الآلية لن تتناسب مع السيارات المدمجة والصغيرة خلال السنوات القليلة المقبلة.

n_me11

انفراجة قريبة؟

ولا يتوقع أندرياس ريجلينج، رئيس مركز اختبارات أنظمة السلامة الفعالة بمركز السيارات ADAC، حدوث انفراجة في سيارات المستوى 3 قريبا.

وأضاف قائلا: "سيتم النظر إلى أنظمة القيادة الآلية باعتبارها القاعدة العامة وليست مجرد استثناء فقط عندما تعمل بصورة بأمان تام عند قيادة السيارة بسرعة 130 كلم/س".

وعلى الرغم من أنه قد تم السماح من الناحية النظرية بقيادة السيارات من المستوى 3 إلى سرعة 130 كلم/س منذ بداية العام الجاري، إلا أن الشركات المنتجة ليس لديها تصريح بالسرعات الأعلى، ويبلغ الحد الأقصى لسرعة السيارات المزودة بأنظمة القيادة الآلية 60 كلم/س.

ويرى أندرياس ريجلينج أن هذه الأنظمة تعتبر تحديا كبيرا في سيارات المستوى 2+؛ حيث ينشأ خطر اعتماد قائد السيارة على أنظمة مساعدة القيادة بدرجة كبيرة، على الرغم من أنه مسؤول بشكل كامل عن سلامة القيادة في كل الأوقات، علاوة على عدم وجود ميزة حقيقية؛ نظرا لأن قائد السيارة يتعين عليه متابعة الطريق باستمرار.

ويرى يان بيكر، خبير القيادة الآلية بجامعة ستانفورد، والذي قام بتطوير برنامج تشغيل للسيارات ذات أنظمة القيادة الآلية بالتعاون مع شركته Apex.AI، أن مساعدة القيادة في التكدسات المرورية توفر ميزة مريحة للسائق، وبالتالي لن يحتاج إليه قائد السيارة بشكل ضروري.

ولذلك لم تنص السلطات المختصة على استعماله بشكل عام، على العكس من أنظمة سلامة القيادة الأخرى مثل نظام المكابح المانع للانغلاق ABS وبرنامج تعزيز الاتزان الإلكتروني ESP، وبالتالي فلن يساهم ذلك في الانتشار السريع لأنظمة القيادة الآلية.

ونظرا للجوانب التقنية المعقدة فإن التجهيز اللاحق بنظام القيادة الآلية يعتبر من الخيارات النظرية فقط. وأوضح البروفيسور ماركوس لينكامب: "يتطلب ذلك تكاليف باهظة ومجهودات كبيرة". وعلى الرغم من أن التجهيز اللاحق ممكن من الناحية التقنية، إلا أنه لا يمكن القيام بذلك عمليا؛ نظرا لأنه يجب تعديل "الأنظمة المتعلقة بالسلامة" الخاصة بالتوجيه والمكابح وأجهزة التحكم.

ومن الواضح أن أنظمة القيادة الآلية لن توفر مزايا كبيرة لسيارات الركاب الخاصة، وأضاف البروفيسور ماركوس لينكامب قائلا: "تعتبر أنظمة القيادة الآلية أكثر اقتصادية مع السيارات الروبوتية أو الحافلات العامة أو الشاحنات" أو المركبات التجارية، التي يتم تشغيلها لساعات طويلة على مدار اليوم.

ويرى البروفيسور ماركوس لينكامب أن هناك مشكلة أساسية تتمثل في التفسير المختلف لقواعد المرور من جانب كل من الإنسان والسيارات المزودة بأنظمة القيادة الآلية.

وأضاف البروفيسور الألماني قائلا: "غالبا ما تنحرف الطبيعة البشرية عن قواعد المرور، ولكن السيارات، التي يتم التحكم فيها بواسطة الكمبيوتر تعمل بشكل أكثر دقة، وهو ما قد يوفر ميزة في حركة المرور التي يكثر في التوقف وإعادة بدء السير؛ حيث يقوم النظام المعتمد على الكمبيوتر بغلق الفجوات بشكل أسرع، وهو ما يساعد في مواجهة التكدسات المرورية".

تقنية الاتصالات Car-to-X

وتعد تقنية الاتصالات Car-to-X بتوفير المزيد من التناغم والانسجام؛ حيث يمكن مشاركة البيانات الخاصة بحركة المرور وحالة الطرقات بين السيارات وأنظمة المرور مثل إشارات المرور، وبالتالي يستجيب قائدو السيارات والأنظمة تبعا لهذه البيانات.

ولكن سوف يستغرق الأمر سنوات عديدة إلى أن تعمل الأنظمة بسلاسة وتتوافر البنية التحتية المناسبة، وأضاف البروفيسور ماركوس لينكامب قائلا: "لم تلتزم شركات السيارات بأي معيار لأنظمة القيادة الآلية حتى الآن، ولم يتضح بعد ما إذا كانت الاتصالات ستتم عبر شبكة W-Lan أو تقنية الجيل الخامس للاتصالات الهاتفية الجوالة 5G".

فيديو قد يعجبك: