كيف يمنح جهد الأطفال الطاقة لعمل سيارتك الكهربائية وغيرها؟

كتب - أيمن صبري:

في عام 2018، نشرت شبكة CNN الأمريكية تحقيقًا استقصائيًا مصورًا عن مصادر وطرق استخراج الكوبالت في دولة الكونغو، وهو معدن يستخدم بكثافة في تصنيع بطاريات الليثيوم للسيارات الكهربائية.

كشف التحقيق أن الكوبالت يخرج من باطن الأرض محمولًا على أعناق أطفال تتراوح أعمارهم بين التاسعة والرابعة عشرة، إذ يغوصون في حفر عمقها يزيد عن 20 مترًا لاستخراج الأجولة المليئة بالكوبالت الخام.

وبالرغم من أن دولة الكونغو بحسب الشبكة الأمريكية، تصدر شهادات منشأ تنفي استخدام جهد الأطفال في تعدين الكوبالت، إلا أن استقصائي cnn أوضح أن أطفالًا ضالعون في هذا العمل الشاق الذي تتآكل معه براءتهم يوميًا.

وأفاد معدوا التحقيق أن شركات أمثال تسلا ومرسيدس بنز وفيات كرايسلر وشركات أخرى أكدت أنها لديها سياسة عدم تسامح مع استخدام عمالة الأطفال، لكنها تعترف بعدم قدرتها على التأكد من أن كل المواد المستخدمة في الصناعة خالية من استخدام الأطفال.

شركة CDM هوايو الصينية أحد الموردين الرئيسين للكوبالت لدى كبريات شركات السيارات العالمية، أكدت بدورها أنها لا تتسامح في استغلال الأطفال للحصول على المعدن.

تحقيق CNN الذي كشف عن استخدام الأطفال بشكل غير مباشر في توفير حياة رغدة لأثرياء العالم، عاد إلى السطح رغم مرور أكثر من 4 أعوام على نشره، بعد أن نشرت وكالة رويترز للأنباء تحقيقًا قبل أسابيع عن تشغيل شركات تابعة لهيونداي الكورية أطفالًا داخل مصانعها.

تقرير رويترز الذي يراه البعض امتدادًا لسلسلة تكشف استخدام الأطفال في صناعة السيارات، استند إلى شهود موظفين حاليين وسابقين بشركة "Smart Alabama LLC" التابعة لهيونداي موتورز وآباء ثلاثة أطفال كانوا يعملون داخل المصنع، إذ أفادوا جميعًا أن الشركة متورطة في تشغيل الأطفال.

وبحسب الوكالة البريطانية فإن قرابة 50 طفلًا عملوا في نوبات عمل طويلة وقاسية وبشكل غير قانوني داخل مصانع الشركة التابعة لهيونداي في ريف لوفرين ألاباما، وأن أغلبهم من المهاجرين الذين لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة.

وتعمل شركة "Smart Alabama LLC" في تصنيع الأجزاء المستخدمة في مصنع هيونداي الكبير في مونتجمري الأمريكية، وهو المصنع الذي يجمع داخل أروقته سيارات إلنترا وسانتا في وتوكسون وسانتا كروز.

وردًا على ما ورد بتحقيق رويترز، قالت الشركة الكورية الجنوبية، في بيان نشر قبل أيام، إنها لا تتسامح مع ممارسات التوظيف غير القانونية في أي كيان تابع لها، مؤكدة على أن هناك سياسات وإجراءات مطبقة تتطلب الامتثال لجميع القوانين المحلية والولائية والفيدرالية.

وأكدت هيونداي موتورز، أكبر شركة لصناعة السيارات في كوريا الجنوبية، أنها تحقق في انتهاكات عمالة الأطفال في سلسلة التوريد الأمريكية وتخطط "لقطع العلاقات" مع موردي شركة هيونداي في ألاباما التي تبين أنها تعتمد على عمال دون السن القانونية.

كما فتحت وزارة العمل في ولاية ألاباما تحقيقًا بالتنسيق مع الوكالات الفيدرالية، وأطلقت السلطات بعد ذلك تحقيقًا في عمالة الأطفال في مصنع آخر للموردين الإقليميين لشركة Hyundai ، وهو SL Alabama الذي تديره كوريا، ووجدت أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم 13 عامًا.