إعلان

قيمة عبد الوهاب وميزة أم كلثوم.. آراء عباس العقاد في الفن والفنانين بعصره

09:01 ص الإثنين 28 يونيو 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- عبد الفتاح العجمي

تحل علينا اليوم ذكرى ميلاد الكاتب والأديب والشاعر والفيلسوف الكبير الراحل عباس محمود العقاد، إذ أنه من مواليد 28 يونيو 1889 بأقصى الجنوب حيث محافظة أسوان.

"العقاد" الذي مثَّل حالةً فريدةً في الأدب العربي الحديث؛ اكتفى بحصوله على الشهادة الابتدائية، غير أنه عكف على القراءة وثقَّف بنفسه، وضمت مكتبته أكثر من ثلاثين ألف كتاب، وعمل بالعديد من الوظائف الحكومية، قبل أن يتجه للعمل الصحفي، وكتب بأشهر الصحف والمجلات آنذاك.

ووهب عباس العقاد حياته للأدب فلم يتزوج، وأسس مدرسة الديوان مع عبد القادر المازني وعبد الرحمن شكري، ودعا إلى تجديد الخيال والصورة الشعرية والتزام الوحدة العضوية في البناء الشعري، وانضم لحزب الوفد ودافع ببسالة عن سعد زغلول، وتعددت كتبه حتى تعدَّت المائة، ومن أشهرها "العبقريات"، وله قصة وحيدة هي "سارة".

وكشف "العقاد" عن رأيه في الغناء والتمثيل في حوار نادر له من منزله عبر شاشة التليفزيون المصري الوليد آنذاك (1960)؛ وحينما سألته الإعلامية أماني ناشد: "إيه رأيك في الأغاني الفترة دي؟"؛ قال: "والله في أغاني كتير كويسة، ولكن قبل الأغاني استطاع التليفزيون أن يُشهر عدد من الممثلين الناشئين، وصلوا إلى طبقة الممثلين المحترفين منذ زمن طويل".

أضاف: "دور التليفزيون في إبراز الممثلين أهم وأسبق من دوره في إظهار المغنيين، وإن كان كثير من المغنيين الذين أسمعهم في التليفزيون يستحقون أن يسمعوا في حدود أصواتهم، حيث منهم الكثير لا يستطيع الاستغناء عن الميكروفون، وبعضهم أصحاب حنجرة قوية وأصوات تامة الأداء ويستطيعون الغناء بدون الميكروفون".

وردا على سؤال: "إيه الفرق بين الغناء حاليا والغناء من 50 سنة؟"؛ تابع الأديب الكبير: "الغناء الحديث تطور من حيث أنه أصبح تعبيرا صادقا عن نفسية المغني، المغني الآن يقول في أغنيته شيء يحصل له أو يحصل لمن يُمثله بغنائه، إنما الغناء قبل 100 سنة كان يكاد يكون نماذج غنائية، نوع من الكلام يتكرر في كل أغنية ولكن بأشكال وألوان مختلفة، الغناء العصري تشخص وأخذ شيئا من شخصية المغني، وفيه تقدم من هذه الجهة".

وعن قيمة الموسيقار محمد عبد الوهاب؛ قال: "عبد الوهاب وسع السلم الموسيقي العربي حتى أصبح يتناول الأغاني التي كنا لا نألفها في الزمن الماضي وكانت غريبة عن الأذن الشرقية، استطاع أن يسوق هذه الأغاني ويقرب ما بين بعض الأنغام الأوروبية وكثير من الأنغام الشرقية".

وعن رأيه في سيدة الغناء أم كلثوم؛ قال: "أم كلثوم فضيلتها الكبرى في صوتها، صوتها أعطى للفن قيمة جديدة، فيه نفسه ميزة تزيد المعنى والتأثير في النفس، صوتها مستقل عن الملحن والمؤدي والآلات، هو نفسه معبر، وهذه ميزتها الكبرى".

وعن رأيه في عرض الأفلام الأجنبية على شاشة التليفزيون المصري؛ قال العقاد: "أحسن تبطلوها، ملهاش قيمة عندهم، ترجع إلى أيام الكاوبوي أحيانا، وأحيانا تطرق إلى الحوادث والمفاجآت والصدامات والضرب واللكم، وهي أمور تعجب الأطفال، المسرحيات العربية أرقى من الأعمال الأجنبية".

وتوفي عباس العقاد في 13 مارس 1964، تاركا خلفه ميراثا أدبيا ضخما.

فيديو قد يعجبك: