إعلان

"علاقة مرت بـ3 مراحل.. وثقة وحب ومناقشة قضايا المرأة".. أفلام بركات وفاتن حمامة

10:00 م الأربعاء 10 يونيو 2020

كتب- ضياء مصطفى:

تحل غدًا الذكرى الـ106 لميلاد المخرج هنري بركات أو "بركات"، أحد أهم مخرجي السينما المصرية، إذ ولد في 11 يونيو 1914.

وبدأ بركات مخرجا مساعدا في أواخر الثلاثينيات وبداية الأربعينيات، قبل أن ينطلق بفيلمه الأول "الشريد" عام 1942.

كما ساهم في تأليف قرابة 50 عملا، كما عملا مونتيرا في بداية حياته الفنية، وأنتج وأشرف على إنتاج قرابة 15 عملا أيضا.


ومن العلامات المميزة في حياة بركات، الأفلام التي جمعته بالفنانة فاتن حمامة، وظهر معها في دور المحامي في فيلم "لا عزاء للسيدات"، وهو الفيلم الوحيد الذي ظهر به ممثلا.

وجمع بركات وفاتن حمامة 12 فيلما، من بينها: "الباب المفتوح، دعاء الكروان، لا عزاء للسيدات، الحرام، لحن الخلود"، وغيرها.

وعن العلاقة القوية بينهما والتعاون في أكثر من فيلم يقول بركات: "بعد فيلم لحن الخلود أصبحت دون تعمد كلما قرأت رواية لفيلم، أجد نفسي أفكر بفاتن حمامة، لأنني أستطيع أن أحصل منها على نتائج مؤثرة، وأشعر وأنا أعمل معها بأني سعيد".

العلاقة بين هنري بركات وفاتن حمامة، مرت بـ3 مراحل، الأولى مع فيلم الهانم عام 1947، وشاركت فيه بدور صغير، ثم فيلم العقاب عام 1948، وكانت نجومية فاتن قد ازدادت، وأيضا وطد الفيلم العلاقة بينهما.

أما المرحلة الثالثة كانت مع فيلم لحن الخلود، الذي جمعها بفريد الأطرش، وتقول فاتن عنه: "بركات ماكنش سعيد بمشاهد الغناء، كان حابب المشاهد الدرامية، عشان بيعرف يخرجها جيدا، لحن الخلود أول فيلم درامي غنائي ونجح بشكل كبير، الأغاني بتاع فريد كانت طويلة، وكان بركات بيحاول يقللها، وفريد كان يرفض، وأنا كنت بسلط بركات، عشان كنت بضايق، لما مطرب أو مطربة يغني، بأكون واقفة مش عارفة اعمل ايه، وبركات برقته كان بيعرف يوصل للي هو عاوزه".

https://www.youtube.com/watch?v=kyQiq_y_aAk


ويشرح بركات في كتاب تكريمه بمهرجان القاهرة في التسعينيات عن دور فاتن حمامة: "أداء فاتن حمامة بفيلم لحن الخلود، كان دورا من نوع سندريللا، لكن ليست كل أدوار سندريللا قادرة على الوصول للجمهور، لكنها أوصلت الفيلم بطريقة مميزة".

توالى التعاون بينهما وقدما علامات، أغلبها ناقش قضايا المرأة بشكل مختلف، مثل: "الباب المفتوح، لا عزاء للسيدات، الحرام، أفواه وأرانب، دعاء الكروان".

فيلم الحرام، أحد العلامات التي جمعت بين هنري بركات وفاتن حمامة، ويقول المخرج هاني لاشين: "الفيلم أحد نتاجات الثنائية، فاتن كانت بتثق في بركات جدا، وهو كان بيتسريح معها"

أما الفنانة الكبيرة سميحة أيوب: "هو كان مخرج بيحبها ويخاف عليها، وفاتن كانت تثق في المخرج اللي يخاف على فنها، كان بينهم خيط غير مرئي من الثقة والحب والخوف على فن بعض، وظهر ده في فيلم الحرام".

ويقول بركات، في كتاب مهرجان القاهرة السينمائي: "فيلم الحرام طلعت روحي في الشغل، إنما كنت سعيدا، أروح البيت بالتراب على جسمي إنما أبقى سعيدا، وفاتن نفس الشيء اتفرجت عليه من يومين اتخضيت من حركة المجاميع عملتها إزاي معرفش".

ويضيف بركات: "حين عرض الفيلم في مهرجان مونبليه، استقبله الجمهور بتصفيق شديد وزفة، الأمر الذي دفع حمامة لتسند رأسها على كتفي وتبكي من شدة التأثر".

والباب المفتوح أيضا أحد العلامات، ويقول بركات عنه: "المشهد الذي ظهرت فيه حمامة بين الأب والأستاذ الجامعي لتبدو كما لو كانت محاصرة بينهما، قد تم تصميمه مسبقا بالذهن، ولم يأتِ تلقائيا بالإحساس، لكن تأثيره وصل للمشاهد.

ويقول: "هذا الفيلم منح فاتن حمامة فرصة واسعة للتعبير عن معاني القهر التي تواجه المرأة في علاقتها بالرجل، وذلك من خلال علاقتها بالأب المتسلط المتمسك بالتقاليد القديمة أو الحبيب الذي يعشق فيها الجسد أو الاستاذ الذي يطلب يدها لأنه يرى فيها الطاعة".


أما فيلم دعاء الكروان، وهو أحد نجاحات فاتن حمامة وهنري بركات، بدأ بأزمة، حينما اعترض طه حسين على أداء فاتن حمامة لدور آمنة وسخر منها، وكادت تغادر الفيلم، لولا إقناع المنتج والمخرج هنري بركات لها، وبعد عرض الفيلم، أشاد بها الأديب طه حسين.


ورحل هاني بركات عن عالمنا يوم 27 مايو عام 1997، عن عمر يناهز 83 عاما.

فيديو قد يعجبك: