إعلان

اقترب من "أم العواجز" ولهذا السبب اعتذر للمصريين.. محطات في حياة صاحب "قنديل أم هاشم"

08:00 ص الثلاثاء 10 ديسمبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - ياسمين الشرقاوي:

حلت أمس الاثنين ذكرى وفاة الأديب الكبير يحيى حقي، الذي يعُد أحد أهم الأدباء في القرن العشرين، سواء في مصر أو الوطن العربي، وساهمت رواياته وإبداعاته في نهضة الثقافة العربية.

ولد حقي في الـ 7 من يناير عام 1905، بالسيدة زينب لأسرة من أصول تركية، حصل على شهادة البكالوريا عام 1921، وإلتحق بمدرسة الحقوق وتخرج فيها عام 1925.

بدأ عمله الوظيفي بنيابة الخليفة، ثم التحق بالعمل الدبلوماسي حتى عام 1953، وترأس تحرير مجلة "المجلة".

قدم الكثير من الأعمال الأدبية ومنها من تحول إلى أفلام سينمائية ودراما تليفزيونية، فعرفه الجمهور العادي، ومن أشهر أعماله التي تحولت إلى أعمال فنية، رواية "قنديل أم هاشم" التى تحولت إلي فيلم سينمائي عام 1968 ورواية "البوسطجي"، تحولت لفيلم في نفس العام، بينما تحولت رواية "امرأة ورجل"، لفيلم عام 1971، و"مصيدة الحب والزواج".

وبالرغم من نجاح كل أعماله، إلا أن "قنديل أم هاشم"، نالت نصيب الأسد، في الشهرة والضجة، وأصبحت قضية رأي عام، ففي يوم 4 نوفمبر من عام 1968، تم عرض فيلم "قنديل أم هاشم" المأخوذ عن روايته التي تحمل الاسم ذاته.

تدور أحداث الفيلم حول البطل إسماعيل الطالب الذي يعيش في حي السيدة زينب مع أمه وأبيه، ثم يسافر لاستكمال دراسة الطب في ألمانيا الشرقية، وهناك يحتك بالحضارة الأوروبية وتعرف على فتاة ألمانية، ثم عاد لموطنه وعمل طبيبًا للعيون، وفتح عيادة في نفس الحي بالسيدة زينب، واكتشف أن سبب زيادة مدة المرض عند مرضاه هو استخدامهم قطرات من زيت قنديل المسجد، وعندما يكتشف أيضًا أن خطيبته تعالج بنفس الأسلوب يحطم قنديل المسجد، وينفض عنه مرضاه وأهله لاعتقادهم أنه يهاجم ويتحدى معتقداتهم الدينية.

الفيلم من بطولة شكري سرحان، وسميرة أحمد، وعبدالوارث عسر، وأمينة رزق، وصلاح منصور، وماجدة الخطيب، وعزت العلايلي، ومحمد توفيق، سيناريو وحوار صبري موسى، ومن ﺇﺧﺮاﺝ كمال عطية.

قصة فيلم "قنديل أم هاشم"، المبنية على الرواية، أثارت جدلاً واسعًا حينذاك، فقد رأى البعض أن الرواية تعكس عدائية الأديب تجاه المصريين الذين لا يحمل لهم أي ود أو حب.

وبعد 23 عامًا على عرض الفيلم، وتحديدًا قبل وفاته بعام، في حوار إذاعي مع المذيع عادل النادي عام 1991، تحدث حقي عن "قنديل أم هاشم"، وأكد أنه اقترب من "أم العواجز"، بسبب نشأته بحي السيدة، وأنه لا يعتبر العمل مبني على روايته ولا يعتبره قصة، بل صرخة شخصية شعر بها بعدما سافر إلى أوروبا.

وأضاف: "إنني الآن عندما أعيد قراءة مقاطع مما كتبته في قنديل أم هاشم أقول إنني كنت قليل الأدب وكنت بذيئًا لأنني شتمت الشعب المصري شتائم فظيعة جدًا‏،‏ وأنا شديد الخجل بسبب ذلك‏،‏ فعندما أقول عن الشعب إن بوله فيه دم وديدان أي أنه مصاب بالبلهارسيا والانكلستوما أو أقول عن الناس إنهم يسيرون كالقطيع‏،‏ فليس فيهم من يسأل أو يثور‏؛‏ في مثل هذا الكلام بذاءة شديدة ولابد من الاعتذار عنها‏.‏‏

ورحل الأديب الروائي الكبير يحيي حقي، عن عالمنا في 9 ديسمبر من العام 1992، تاركًا خلفه إرثا كبيرًا من الإبداعات.

فيديو قد يعجبك: