في عيد ميلاده.. سر رفض "الأبنودي" التعاون مع "أم كلثوم" ‎

كتب - مصطفى حمزة:

"أن يكون صعيديا ..حتى النخاع"، مبدأ لم يتنازل أبدا عنه الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي، حتى أنه كان السبب الرئيسي في عدم حماسه "الخال" للتعاون مع أم كلثوم.

ومع احتفالنا بعيد ميلاده اليوم، نكشف تفاصيل جديدة وراء فشل 3 محاولات سعت فيها "كوكب الشرق" للاقتراب من "الخال"، والغناء من كلماته.

أول حاجز تكون بين الخال و"ثومة"، تشكل وفق ما أعلن "الأبنودي" في إحدى حفلات عيد ميلاده، عندما جمعه لقاء بالست، وفوجئ وهو المعروف بتمسكه بعاداته الصعيدية، أنها بعد مصافحته لها، رفعت يدها ليقبلها، إلا انه تجاهل تلك الإشارة تماما، وتعمد الابتعاد عنها.

"أنا عايز لما أم كلثوم تغنى.. يتقال الأبنودي بيغني" بتلك الكلمات كشف الشاعر الصعيدي، لصديقه الكاتب خيرى شلبى، تفاصيل خروجه من فيلا "أم كلثوم" مزهوا بنفسه، بعد ان استأذن في الانصراف حتى قبل مقابلتها شخصيا.

ووفقا لما ذكره "شلبى" فى كتاب تذكاري عن "الأبنودي"، كان اللقاء المرتقب تم ترتيبه سلفا بناء على طلب "أم كلثوم"، وذلك بعدما أصر الشاعر على رفض طلب لها نقله له الملحن بليغ حمدي، عندما فكرت في تقديم أغنية "بالراحة"، إلا أنه رفض وقال إن الكلمات أقل من المستوى الذى يريد أن يقدم نفسه به عبر صوت أم كلثوم.

ورغم أن الأبنودي لبى الدعوة، وكان لديه استعدادا كاملا للتشاور معها حول العمل الذى يليق بهما، حسبما يقول "خيرى شلبى" فى كتابه، لم تسر الأمور كما توقع، حيث وجد أن شقيق "أم كلثوم"، والموسيقي إبراهيم الحفناوي هما من فتحا معه الباب لمناقشة تصوره للأغنية التي يفكر في كتابتها لها، ومع تأخر حضور "الست"، لم يقبل الشاب المتمسك بصعيديته ذلك، وشعر الشاعر المزهو بنجاحاته مع "محمد رشدي وعبد الحليم حافظ" بالإهانة، فبادر بالاستئذان في الانصراف، وحينما سألوه عن السبب، رد ساخرا "أصلى مجبتش عدة الشغل معايا".

يذكر أن الأغاني التى طلبت أم كلثوم غنائها للأبنودي هي "بالراحة"، وتعلل الأبنودي بضعف كلماتها، و"ثورة اليمن" ورفض الخال طلبها بأن يقوم بتلحينها محلنا اخرا غير صديقه "عبد العظيم عبد الحق"، بدعوى أنه من دعاه لكتابة القصيدة.

أما الأغنية الثالثة فكانت "ابنك بيقولك يا بطل"، التى أبلغه الموسيقار كمال الطويل، برغبة "ثومة " تقديمها، فقال الأبنودي جملته الشهيرة "دى تالت مرة أم كلثوم تعمل فيّا الحركة دى.. وعموما أنا ماليش دعوة روح قول لعبدالحليم.. إذا كنت لم أضحِّ بعبدالعظيم عبدالحق هل معقول أضحِّى بعبدالحليم؟".