بالفيديو-5 مراحل مر بها "الوطن الأكبر" آخرها تقديمه بافتتاح "قاعدة محمد نجيب"‎

02:22 م الإثنين 24 يوليو 2017

كتب- مصطفى حمزة:
ينفرد أوبريت "وطني حبيبي.. الوطن الأكبر" دون غيره من جميع الأعمال الوطنية، بكونه الأكثر حضورا بمختلف المناسبات والمراحل التاريخية، والتي كان أحدثها حفل افتتاح قاعدة "محمد نجيب العسكرية" أول أمس السبت، من خلال توزيعًا موسيقيًا جديدًا أعده وقدم رؤيته الموسيقية الموزع كريم عبدالوهاب.

إعلان

وقبل التطرق للجديد الذى أضيف في التوزيع الذي يعد الخامس للأوبريت، نرصد هنا المراحل الذي مر بها منذ أن كان مجرد فكرة..

وفقا لما ذكره الشاعر الكبير مصطفى الضمراني في مقال له، كان الموسيقار محمد عبدالوهاب هو أول من انشغل بفكرة العمل، عقب الإعلان عن مشروع السد العالي، وبمواكبة بدايات مشروع الوحدة العربية، ومن شدة حماسه اتصل هاتفيًا بالشاعر أحمد شفيق كامل، وكان وقتها يشغل منصب الملحق التجاري بالسفارة المصرية في "جدة".

وبعد أن اختمرت الفكرة في ذهن شفيق، كتب مذهب الأوبريت "وطني حبيبي الوطن الأكبر.. يوم ورا يوم أمجاده بتكتر.. وانتصاراته ماليا حياته وطني بيكبر وبيتحرر"، وبعد أن أعرب له عبدالوهاب عن إعجابه بالمذهب، واصل كتابة باقي مقاطعها وإبلاغه بها تليفونيا، حتى عاد إلى القاهرة ومعه النص الكامل للأوبريت، واستمرت الجلسات بينهما حتى قاما بمشاركة الموزع الموسيقي علي إسماعيل باختيار مطربيه ومطرباته، واتفقوا أن تكون البداية والنهاية بعبدالحليم حافظ، باعتباره صوت ثورة 23 يوليو.

وقبل الظهور الأول للأوبريت يوم 9 يناير 1960، شهد أول مراحل تعديله بعد انسحاب المطربة فايزة أحمد من البروفات، بدعوى تصاعد خلافاتها مع باقي المطربات، ليقدمه عبدالحليم حافظ بمشاركة كل من شادية، نجاة الصغيرة، صباح، هدى سلطان، بحفل وضع حجر أساس السد العالي.

بعد 6 أشهر وتحديدا في 23 يوليو 1960، قُدم الأوبريت لثاني مرة، بعد إجراء 3 تعديلات، وكان أولها حذف موالا كان يقدمه عبدالحليم حافظ، ويقول فيه "أموت يا وطني شهيد وأتمنى أعيش تاني وأموت فداك من جديد واحمى أوطاني"، أما التعديل الثاني فكان ضم المطربة فايدة كامل بعد انسحاب هدى سلطان.

وفي ثالث تعديل للأوبريت تم إضافة مقطع جديد لتغنيه المطربة وردة الجزائرية، والذي تقول فيه "وطني يا ثورة على استعمارهم أملا جزايرك نار دمرهم"، ليكون من حظها أن تتواجد بالنسخه المصورة تليفزيونيا بمشاركة محمد عبدالوهاب قائدا موسيقيا، والتى أخرجها المخرج السينمائي عز الدين ذو الفقار، وصمم ديكورها المبدع السينمائي أيضا شادي عبدالسلام.

وبعد سنوات من تلك الواقعه وتحديدا خلال فترة حكم المعزول محمد مرسي، فاجأ الإعلامى الساخر باسم يوسف الجميع من خلال برنامجه "البرنامج"، بتقديم نسخة ساخرة من "الوطن الأكبر"، وتحمل عنوان "قطري حبيبي"، ليفضح من خلالها نوايا مرسي وجماعة الإخوان الإرهابية لبيع مشروع قناة السويس إلى النظام القطرى، وقام بإعادة توزيع النسخة الرابعة للعمل الموزع مصطفى الحلواني، وغناها وائل منصور بمشاركة داليا الجندي وسارة منذر.

وعن خامس وأحدث نسخ "الوطن الأكبر" الرسمية، والتي قُدمت يوم السبت الماضي بافتتاح قاعدة "محمد نجيب العسكرية"، قال الموزع الموسيقي كريم عبدالوهاب في تصريح خاص لـ"مصراوي": "كانت مغامرة كبيرة، نظرًا لقصر الوقت، ولأن أصحاب الأوبريت موسيقيان كبيران محمد عبدالوهاب وعلي إسماعيل، وهو ما شكل ليّ تحديا كبيرا".

وأضاف عبدالوهاب، أن إدارة الشؤون المعنوية رشحته للعمل على الأغنية، وحددت 72 ساعة فقط لإتمام العمل، مما ضاعف من صعوبة الأمر، لافتًا إلى أن مدة التسجيل الأصلي 10 دقائق، وتمت مطالبته بزيادته إلى 16 دقيقة، كي يتزامن مع زمن العرض الذي قام به الرئيس عبدالفتاح السيسي والأمراء العرب.

وتابع الموزع عبدالوهاب، قائلًا: "حاولت إعادة توزيع الأغنية من غير ما أغير فيها لأنها محفوظة في الأذهان، وفي نفس الوقت كنت أعمل على أن يظهر تأثير ما سأقوم به"، مرجعا سبب عدم الاستعانة بمطربين ومطربات معروفين إلى أن إدارة الشؤون المعنوية، عادة ما تعتمد في أعمالها على مجموعات حتى لا يعتقد البعض أنهم يعتمدون على مطرب أو فنان بعينه في تقديم عمل ما.

وبسؤاله إذا كان راضيا عن توزيعه الجديد، قال: "مفيش فنان بيرضى بنسبة 100% عن عمل ليه لكن بيكون رضاه لحظي، وفي كل مرة بيسمع العمل بيلاقي إنه كان ممكن يكون أحسن"، لافتًأ إلى أن الفنان الذي يرضى بنسبة 100% عن عمله يفقد إبداعه.

إعلان