في تقييم دورته السابعة.. مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية ينجح.. ولكن

07:18 م الأحد 25 مارس 2018

كتب- أحمد الجزار:

أُسدل الستار على الدورة السابعة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، الخميس الماضي، وسط حالة من التفاؤل بين صناعه لخروج الدورة بشكل جيد حتى إنهم اعتبروها أفضل دوراته على الإطلاق.

إعلان

والحقيقة أن المهرجان يمر بحالة من التميز والتفرد؛ فهو الوحيد الذي يركز على أفلام القارة الإفريقية، وصناعها، واستطاع أن يخلق حالة ترابط وعلاقة متينة مع صناع الفن في هذه القارة البعيدة عن الأضواء سينمائياً وفنياً، حتى إنه أصبح نافذة جيدة لصناع القارة الشباب، حيث نجح المهرجان في خلق جسر قوي يجمع مصر بأبناء القارة، كما نجح في تحقيق بعض الأهداف النبيلة التي يقوم عليها المهرجان، لكن "الحلو ما يكملش" فقد وقع المهرجان في العديد من السلبيات والعشوائية التي أثرت بالفعل سلباً على هذه الدورة، وعرضتها للعديد من الانتقادات،

ونستعرض معكم بعض إيجابيات وسلبيات الدورة السابعة للمهرجان:

الإيجابيات

نجح المهرجان في تقديم وجبة دسمة ومميزة من الأفلام الإفريقية في مسابقاته المختلفة، بعض هذه الأفلام تعرض لأول مرة على مستوى القارة الإفريقية، والبعض الآخر سبق عرضه في مهرجانات عالمية وحققت نجاحاً كبيراً.

واستطاع المهرجان أن يستقطب عدداً من صناع القارة، ومنهم المخرج السنغالي الكبير موسى توريه الذي تم تكريمه خلال الدورة، وكذلك المخرج المالي سليمان سيسيه عضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية.

ونجح المهرجان في أن يخلق جسراً من التعاون بين مبدعي القارة، وهو أحد أبرز أهداف المهرجانات الفنية بشكل عام، وذلك بعد أن قامت جهتا إنتاج مصرية بالاتفاق مع المخرج موسى توريه على تقديم أفلام في مصر.

وقدم المهرجان لأول مرة خلال هذه الدورة ترجمة فورية للضيوف بالفرنسية والإنجليزية، وهي خطوة إيجابية تزيد من حالة التفاعل بين ضيوف المهرجان،

ورغم سوء الطباعة، ووجود بعض الأخطاء فإن المهرجان استطاع خلال هذه الدورة أن يقدم نشرة يومية لأول مرة خلال فعاليات هذه الدورة، ما تعد إضافة قوية للمهرجان.

أيضاً قدم المهرجان مجموعة من الكتب، ومنها "سمير فريد الناقد السينمائي.. النموذج والمثال"، بمناسبة إهداء هذه الدورة إلى روحه، وكتاب آخر بعنوان "التنوع الإبداعي في السينما التسجيلية الإفريقية"، وكتاب بعنوان "وجوه.. جميل" بمناسبة تكريم جميل راتب، وكتاب "الهجرة.. الرق.. الحرية.. والبحث عن الهوية في أفلام دول غرب إفريقيا" وهي تمثل إضافة حقيقية للمكتبة السينمائية، وكان من أبرز إيجابيات هذه الدورة مجموعة الورش الفنية التي شارك فيها بعض المتخصصين، ومنها ورشة المخرج خيري بشارة، وخالد الحجر، حيث أقام المهرجان 7 ورش مختلفة في التمثيل والإخراج والرسوم المتحركة وغيرها من الفنون.

السلبيات

ومع كل هذه الإيجابيات السابقة، لكن هناك بعض السلبيات التي شابت أجواء المهرجان، أبرزها عدم الالتزام بموعد الافتتاح، وهو من الأخطاء الكبيرة التي يجب ألا يقع فيها أي مهرجان؛ لأن عدم الالتزام يخلق صورة ذهنية سيئة عن الإدارة مع بداية الدورة، حتى إن اختيار معبد حتشبسوت ليكون مكاناً للافتتاح يعد مغامرة كبرى، خاصة أن المكان مفتوح وحدوث أية عاصفة أو رياح مفاجئة سيتسبب في أزمة كبيرة، وكان من الممكن استخدام مكان أكثر أماناً حتى لا يضع المهرجان وضيوفه في مهب الريح في أي لحظة، خاصة إذا كان سيتم نقله على الهواء،

وليس من المنطقي إطلاقاً أن تتم الاستعانة بفرقة غنائية في افتتاح مهرجان سينمائي، حتى إذا حدث ذلك يجب أن يمزج ذلك باستعراض يتعلق بموضوع المهرجان أو ما شابه، ولكن أن يستعان بفرقة غنائية لتؤدي 5 أغنيات على المسرح فهذا لا يحدث، ولا حتى في افتتاح مهرجان غنائي، وهذا ما أدى إلى استياء العديد من ضيوف الحفل.

أيضاً إصرار إدارة المهرجان على إقامة رحلة نيلية لضيوف المهرجان قبل الافتتاح أصابت معظم الوفد الإعلامي بحالة استياء بسبب حالة الإرهاق التي يعاني منها الضيوف بسبب وصولهم في نفس يوم الحفل، وكان من الممكن أن يتم تأجيل هذه الاحتفالات والرحلات والفقرة الغنائية إلي ما بعد انتهاء حفل الافتتاح، على أن يتم الاستعانة بمطرب أو حتى فرقة غنائية في حفل ساهر على أحد المراكب بعد حفل الافتتاح، كما يحدث في العديد من المهرجانات، وألا تكون هذه المراسم ضمن جدول الافتتاح.

وليس من المنطقي إطلاقاً أن يغادر معظم أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية قبل انتهاء الدورة، حيث اضطر معظم الأعضاء ومنهم النجمة ليلى علوي وآسر ياسين إلى مغادرة مقر المهرجان بعد يومين فقط والعودة للقاهرة دون أن تكتمل المشاهدة، أو حتى مشاهدة الأفلام في غرفة مغلقة بعيداً عن العروض الرسمية في قاعة العرض.

وتعاملت إدارة المهرجان مع الصحفيين بطريقة ذاكرة السمك، حيث اعتذر عدد من أعضاء لجنة التحكيم عن الحضور دون أن يتم اختيار أسماء بديلة، أو الكشف عن أسباب هذه الاعتذارات أو الإعلان عن ذلك في بيان صحفي، ومن النجوم الذين غابوا نجمة جنوب إفريقيا تيري فيتو التي تشارك في المسابقة الرسمية، والمخرج التونسي عبداللطيف بن عمار في نفس المسابقة، والناقدة علا الشافعي التي تشارك في مسابقة أفلام الطلبة.

أيضاً لم يكن منطقياً أن يغادر أحد المكرمين في الدورة دون أن يعقد لقاء مفتوحاً أو ندوة مع الصحفيين، وهذا ما حدث مع النجمة غادة عادل التي غادرت المهرجان في اليوم التالي للافتتاح، ويظل غيابها يمثل علامة استفهام حقيقية، حيث أكدت غادة أنه لم يتم إخبارها بموعد الندوة، بينما أكدت إدارة المهرجان أنها قررت السفر بسبب ارتباطها بتصوير حلقات برنامجها "تع اشرب شاي"، وعلي إدارة المهرجان أن تشترط على كل المكرمين إقامة ندوة ضمن مراسم أو قواعد تكريمها

ورغم سعي المهرجان لتقديم خدمات لبعض أبناء الجنوب ودعمهم في المشاركة ضمن فعاليات المهرجان، من خلال إقامة عروض فن تشكيلي، وغيرها من الخدمات التي تساهم في نشر إبداعات هؤلاء الشباب، إلا أن أبناء الأقصر لم يتفاعلوا بالشكل الكافي مع المهرجان، وخلت معظم عروض المهرجان من وجودهم، وعلى إدارة المهرجان البحث عن عوامل جذب حقيقية لخلق حالة من التفاعل بين أبناء المحافظة والمهرجان.

أيضًا كان عدم الدقة، واحترام العروض، من السلبيات التي وقع فيها المهرجان خلال هذه الدورة، حيث فوجئ الصحفيون وأعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية بتأجيل عرض أحد أفلام المسابقة في ثاني أيام المهرجان، واستبداله بعرض فيلم للمخرج سليمان سيسيه، دون أن يكون هناك أي اتفاق على ذلك، وهو الأمر الذي أصاب الحضور بحالة استياء، حتى إن لجنة التحكيم اضطرت لمشاهدة هذا الفيلم ولم تحضر فيلم المسابقة، وكان على إدارة المهرجان عرض الفيلم في وقت آخر، يتم إعلانه للجميع دون مفاجأة ضيوف المهرجان.

وفي قائمة السلبيات يأتي حفل الختام الذي كان فقيراً للغاية، واضطر معظم الحضور للوقوف بسبب قلة عدد الكراسي، حتى إن إقامته في المنطقة العلوية لمعبد الأقصر أعاقت نقل الحفل بشكل متميز، يبرز معالم المعبد في إطار التسويق لمثل هذه المعابد سياحياً وثقافياً.

 

إعلان