إعلان

حوار| مخرج "1982": سأقترب من السياسة بطريقة إنسانية.. ونادين لبكي رائعة

01:07 م الثلاثاء 24 سبتمبر 2019

المخرج اللبناني وليد مونس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- منى الموجي:

في وقت تتفتح فيه مشاعر حبه البريء؛ إذ يحاول "وسام" البالغ من العمر 10 أعوام الاعتراف لزميلته "جوانا" بما يدور بداخله، وهما يودعان عامهما الدراسي، ويحلم أن تبادله نفس الشعور، وأن يجمعهما نفس الفصل العام الجديد، تشتعل نيران الحرب في سماء بيروت، لتجعله يعرف الذعر والخوف. هذا ما رصده المخرج اللبناني وليد مونس في فيلمه "1982".

يشارك الفيلم في الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي، ضمن مسابقة "الأفلام الروائية الطويلة"، ويرصد من خلاله مونس مشاعر الأطفال الذين عاشوا حرب لبنان 1982، من خلال نهار واحد، وقعت أحداثه في مدرسة. "مصراوي" كان له الحوار التالي مع المخرج.

حدثنا عن مشاركتك في مهرجان الجونة السينمائي؟

شرف لي المشاركة في مهرجان الجونة السينمائي، المُسلطة عليه الأضواء، ومنذ أن عرفت بعرض "1982" في المهرجان، كنت أنتظر التعرف على رد فعل الجمهور، والحمد لله كان شيء رائع.

وما هو أكثر تعليق أعجبك وقيل لك عن الفيلم؟

أكثر شيء أسعدني أن الجمهور شعر بـ"صراحة" الفيلم، وهذا شيء مهم، تمنيت أن أكون قدر الإمكان صريح إنسانيا في عرض الموضوع، وأحكي وضعنا نحن كلبنانين وعرب، بعدما مررنا بمراحل صعبة، ومن المهم أن تصل الفكرة للجمهور بشكل يجعله يرى نفسه بشخصيات الفيلم.

ولماذا اخترت الحكي عن حرب لبنان من خلال عيون الأطفال؟

مهم بالنسبة لي كثيرًا الكشف عن مشاعر الأطفال في ذلك الوقت، الفيلم يحكي عن فترة تاريخية مهمة مررت بها، وقتها كنت طفلًا، وكان نفسي أبرز القصة من منظور أفهمه ومررت به، كان عليّ أن أكون صريحًا مع نفسي، وأكشف ماذا كان مفهومي لذلك الوضع، ومن هنا برزت القصة وأخذت آنسانيات، صرت أتعرف على العالم الموجود في حياتنا، الشعب الذي لا يشارك في الحرب لكن أُجبر عليها، وقررت منحهم الصوت الذي يعبر عنهم.

هل تقصد أنك مررت بنفس التفاصيل التي مر بها "وسام"؟

نعم، عشت بالفعل نفس التفاصيل التي عاشها وسام، الفيلم مقتبس عن ذاكرتي بهذا النهار بالضبط، كان أخر نهار في المدرسة بلبنان وبعدها بـ3 أسابيع سافرت مع أسرتي.

"1982" هو فيلمك الطويل الأول كمخرج.. هل قصدت أن تحكي من خلاله موقف من ذاكرتك أم كان الأمر غير مخطط له؟

كان مهم كثيرًا أن أقدم في أول عمل طويل من إخراجي، قصة تحكي موضوعًا مهمًا على المستوى العربي، وأكشف من منظور عربي الذي حدث، هناك أفلام تحدثت عن نفس الحقبة ونفس الحدث، ولكن كان لديها مبدأ سياسي، وأنا أردت أن أتحدث عن نفس الموضوع من منطلق إنساني، لأن كلنا عيشنا تلك اللحظات، سواء من كانوا تحت القصف أو لم يتعرضوا له، الكل تغيرت حياته.

وهل قصدت شيئًا معينًا من مشهد الحمام الذي يراه الأطفال لأول مرة فوق سطح مدرستهم؟

ما في شيء بالفيلم غير مقصود ومن ورائه هدف، نقرأ العالم الذي حولنا، الدنيا تحكي معنا ونحن نحكي معها، وهذا !الحمام" جاء من مكان كان يسكنه ولم يعد متاحًا بسبب القصف.

أم كنت تقصد الرمزية التي يعنيها "الحمام" لنا كعرب أقصد "السلام"؟

بالتأكيد أقصد ذلك، لكن هناك أبعاد أكثر لا أريد الخوض في تحليلها، ولا أريد أن أغرق في الفلسفة.

كيف تعاملت مع هذا العدد من الأطفال وتمكنت من جعلهم يعبرون عن مشاعر لم يمروا بها من قبل؟

اكتشفتهم كأطفال، من البداية قررت التفاهم معهم، والاقتراب من طريقة تفكيرهم، وحاولت العودة لعمرهم، وقضينا حوالي شهرين قبل التصوير نحكي وضحك ونلعب، جربت أحكي معهم كأصدقاء، فأنا أعرف أنهم عندما يتحدثون معًا يكون ذلك بطريقة مختلفة عن تلك التي يتحدثون بها في حال وجود شخص كبير في السن معهم أو كاميرا ترصد أفعالهم مثلًا، حاولت ألا أخرجهم من عالمهم طوال الوقت، حتى ينسون أنني مخرج، فدخلت في صداقة معهم، وكنت لا أتحدث معهم وأنا واقفًا، وأجلس على الأرض حتى يتطلعون عليّ لا العكس، والوقت الذي كان يتسرب لهم الملل أثناء التصوير كنا نتوقف.

وكيف وجدت العمل مع نادين لبكي؟

الشغل معها رائع، هي إنسان، وفنانة "ممثلة ومخرجة"، "فهمت شو بدي من هذا الدور وكانت كتير مبسوطة منه".

هل ستقترب من تلك الحقبة "حرب لبنان" من جديد في أعمالك السينمائية المُقبلة؟

بكل صراحة، لا أعرف، تحدثت عنها في الفيلم الذي قدمته قبل ٣ سنوات، لكن بشكل عام أعرف أنني سأتناول موضوعات فلسفية عن الحياة تهمنا كلبنانيين وكعرب، ستكون محبوكة بطريقة طبيعية، وسأقترب من السياسة ولكن بطريقة إنسانية.

فيديو قد يعجبك: