إعلان

حوار| مخرج "بيك نعيش": أطالب بتغيير قانون الخيانة الزوجية بتونس.. وهذه رسالة الفيلم

02:26 م الإثنين 02 ديسمبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- منى الموجي:

حصل الفيلم التونسي "بيك نعيش- A son" للمخرج مهدي برصاوي، في ختام الدورة 41 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي على 3 جوائز، هي: جائزة لجنة التحكيم الخاصة ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، والتي تحمل اسم المخرج صلاح أبو سيف، أفضل فيلم عربي وقدرها ١٥ ألف دولار، والثالثة من صندوق الأمم المتحدة للسكان.

وتدور أحداث الفيلم حول رحلة "فارس" و"مريم" إلى الجنوب التونسي، والتي تتحول إلى كارثة عندما يتعرض ابنهما الوحيد "عزيز" لطلق ناري عشوائي. إصابته التي تستلزم زراعة كبد تقلب حياة الأسرة رأسًا على عقب، وتكشف عن سر قديم طال إخفائه يكاد يهدد علاقة الزوجين للأبد.

عن ردود الأفعال التي جاءته على الفيلم عند عرضه في المهرجان، وكواليس التحضير وسبب اختياره نهاية مفتوحة له، كان لـ"مصراوي" الحوار التالي مع المخرج مهدي برصاوي..

كيف جاءتك ردود الأفعال عقب عرض "بيك نعيش" في "القاهرة السينمائي"؟

كانت إيجابية جدًا، جعلتني أشعر بالسعادة، خاصة أنه شرف كبير لي التواجد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ولهذا أوجه الشكر لفريق المهرجان على منحي هذه الفرصة، وهي مسؤولية كبيرة في نفس الوقت أن يتم اختيار "بيك نعيش" ليكون فيلم افتتاح مسابقة آفاق السينما العربية، وسعادتي اكتملت بفوز الفيلم بثلاث جوائز.

ذكرت أن العمل على "بيك نعيش" استغرق 5 سنوات.. ألا تراها فترة طويلة؟

صحيح قضيت حوالي 4 سنوات في الكتابة، والعام الأخير كان للتصوير الذي لم يحتاج سوى 36 يومًا فقط بتونس، وباقي المدة لمراحل صناعة الفيلم الأخرى، واستغرقت فترة طويلة في الكتابة لأنه يضم العديد من الطبقات، فهو يتحدث عن أزمة أسرة ووطن.

لماذا اخترت "بيك نعيش" ليكون عملك الروائي الطويل الأول؟

كان هناك الكثير من الخيارات أمامي، لكن كما أقول دائمًا "بيك نعيش" هو الذي اختارني، كنت صغيرًا وسألت نفسي عن معنى العائلة والأبوة والأمومة، معنى العلاقة التي تدور في العائلة، ما معنى عائلة في وقت أزمة، وجعلت المشكلة التي تعيشها الأسرة في مقابلها أخرى تعيشها البلاد، الاثنان يعيشان تغييرات ويتأثران بأمور اقتصادية واجتماعية وسياسية.

فكرة الفيلم قد يصفها البعض بالجرأة.. أتشغلك هذه الأحكام من الجمهور؟

وقت كتابة السيناريو لا انشغل بالتفكير في رأي الجمهور، أفكر فقط في القصة التي أريد أن أحكيها والرسالة من ورائها.

وما هي رسالتك من وراء "بيك نعيش"؟

الرسالة والمعلومة التي شغلت الفيلم أن العلاقة البيولوجية لا تبني العائلة، ورغم الحديث عن حرية المرأة والحريات الفردية والحقوق التي حصلنا عليها بعد الثورة، لدينا في تونس قانون أطالب بتغييره، خاص بالخيانة الزوجية والذي يعاقب الزوج الخائن أو الزوجة الخائنة بالسجن 5 سنوات، ولا أصدق أن ونحن في 2019 الدولة تتدخل في الحريات الشخصية وفي الأسرة، فلابد من تغيير القانون.

الدولة تتدخل حتى لا تترك فرصة لتصرفات شخصية كالقتل مثلًا دفاعًا عن الشرف؟

القانون يفتح الباب لكثير من التأويلات والاعتبارات، ودور الدولة أن تحمي الشخص لا أن تدافع عن الشرف، كما أن معنى الشرف كبير جدا.

الفيلم تقع أحداثه بعد الثورة ويحكي عن تغييرات سياسية واجتماعية مهمة بعدها لكن في نفس الوقت لم نشعر أنك اقتربت من الثورة التونسية؟

قررت ألا أحكي عن الثورة التونسية بشكل مباشر، في النهاية لست رجل سياسة ولا أحاول إعطاء رأيي ولا يهمني ذلك، يهمني العائلة تتطور في بلد يتطور، والإشارة أن الأحداث تقع بعد الثورة لأن قبلها لم يكن هناك إرهاب والحدود بين تونس وليبيا لم تكن مفتوحة، ولم تكن هناك تجارة أعضاء، وكلها أمور بُنيت عليها الأحداث.

تركت الجمهور في حيرة بنهاية الفيلم بعدما تركتها مفتوحة.. لماذا لم تقدم نهاية واضحة؟

هي نهاية شبه مفتوحة، لا أحب فرض رؤيتي على الجمهور. فارس ومريم أصبحا في نقطة فراق كبيرة ومجسدة في لحظة قيام مريم بإعطائه كف، في هذه اللحظة هذا الزواج انتهى، لم تعد بينهما قدرة على التواصل ولا على النظر لبعضهما البعض، وفي أخر مشهد تلاقت عينيهما لحظة دخول الطفل لإجراء العملية ولم يكن بها غضب، يفكران في مستقبل أفضل.

وكيف رأيت إشادة الفنانة هند صبري بالفيلم وقت عرضه في "فينيسيا السينمائي"؟

حكيت مع هند وقت شاهدت الفيلم في فينيسيا وقالت لي إن الفيلم أعجبها "برشا"، وهذا شرف كبير لي ويسعدني.

فيديو قد يعجبك: