إعلان

مخرج "رز ع الكوكو": سُعدت بفوز الفيلم في مهرجان الإسكندرية ومصر نقطة ضعفي

05:28 م الإثنين 13 أبريل 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- هدى الشيمي:

مخرج لبناني شاب، يعشق بلده ويغضب عندما تجتاحها موجة ظلم سياسي، أو اجتماعي، أو اقتصادي أو ديني، وكحال الكثير من المبدعين، قرر أن يعبر عن هذا الغضب، بتجربة سينمائية، نتج عنها فيلم "رزع الكوكو"، الذي شارك في أولى دورات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، وحصل على جائزة أفضل فيلم تسجيلي.

الفيلم الذي يدور حول سيدة لبنانية ستينية، تطهو وجبة "أرز بالدجاج"، وتحكي أثناء تحضيرها للطعام، الكثير من المواقف التي تعرضت لها، والتي تعكس الوضع في المجتمع اللبناني.

عماد الأشقر، الذي لعب دورا في مسلسل "نكدب لو قلنا مابنحبش" بجانب يسرا ولفيف من النجوم في رمضان قبل الماضي، يعشق مصر، ويعتبرها نقطة ضعف، يحاول انتهاز أي فرصة ليكون بها.. كان لمصراوي معه هذا الحوار على هامش المهرجان:

مصراوي: كيف جاءت فكرة الفيلم؟

المخرج عماد الأشقر: جاءت الفكرة من ضرورة عمل فيلم كمشروع تخرج من الجامعة، وكانت لبنان تمر بفترة صعبة، كان لدينا ضغوطات سياسية، وكانت الحرب على وشك الاندلاع في لبنان، فشعرت أنني يجب أن أخرج من هذا الضغط بفكرة تفوق العالم، فكرة جديدة تعبر عن احساسي تجاه بلدي، أعتب بها على البلد، وعلى الحكومة، على العالم، وكل شيء يؤثر بنا سلبا.

كيف قمت بتنفيذ الفيلم؟

بالنسبة للتنفيذ، جمعت ناس أثق بهم، وحضرنا موعد للتصوير، واجتمعنا وكنا كاليد الواحدة، اجتمعنا أكثر من مرة، وتحدثنا وناقشنا الموضوع، لأن الفكرة كانت صعبة وجديدة، ورغبنا في خلق وجه تشابه بين الدجاجة، وبين بطلة الفيلم "كلود"، أو "كوكو"، وساعدني الكثير من الأشخاص حتى نستطيع عمل صياغة مضبوطة للفيلم.

لماذا استخدمت الكوميديا السوداء في التعبير عن فكرتك؟

على الرغم من كونه فيلما تسجيليا، وكثرة الضحك والعفوية يسيطران عليه، إلا أن هذه الابتسامات، يكمن خلفها عذاب، ووجع، مثل شعورنا نحن اللبنانيين، لذلك استخدمت الكوميديا السوداء.

وما المدة التي استغرقها تصوير الفيلم؟

صورنا الفيلم في عشرة أيام، انتقلنا فيها بكل مناطق بيروت، وكل المحلات المهمة بالنسبة لي، من مدينة الملاهي للبحر، والمسلخ، ولم تكن مدة المونتاج طويلة، بسبب موعد تسليم الفيلم، فانتهينا منه في أسبوع.

وما هدفك الأساسي من "رز ع كوكو"؟

اظهار التشابه بين الانسان اللبناني والدجاجة، حيث اعتبر كل منهما منتج، فاللبناني لديه قدرة على خلق الكثير من القصص والتي بإمكانها الوصول للعالم من كل النواحي، فن وعلوم، والدجاجة أيضا طائر منتج، يعتبر أكثر الكائنات التي يستفيد منها الإنسان، فوجدت ترابطا بين الاثنين، وخاصة أن الدجاجة لديها أجنحة ولكنها لا تستطيع الطير، فهي طير ولكنها لا تستطيع الطيران، مثل اللبناني، الذي لديه مقدرة على خلق كل شيء، ولكن الضغوطات السياسية والدينية والاقتصادية التي يمر بها، تكسر له اجنحته، فصار كل من الدجاجة واللبناني لا يستطيعون الطيران، وخاصة اللبناني الذي يستطيع التحليق والوصول لمناطق كثيرة، إذا منحناه الحرية، وأزلنا عنه الضغوطات.

ولماذا اخترت وجبة الرز بالدجاج على وجه التحديد؟

وجبة الرز على الدجاج الأكلة اللبنانية المشهور بها اللبنانيين، ولأن الفيلم يحكي عن الدجاجة، ولحسن حظي أن "كلود" بطلة الفيلم يناديها المقربين منها بـ"كوكو"، وهذا اسم الدجاجة لدينا في لبنان، فشعرت أن ذلك علامة من علامات الحظ، واخترت هذه الوجبة، واخترت الاسم ليكون اسم الفيلم.

وكيف جاء اختيارك لـ"كلود" بطلة الفيلم؟

شاهدت كثير من الأفلام التسجيلية عن الأسرى والسجناء والعجائز، وشعرت أن معظم الأفلام التسجيلية ترتدي ثوب الدراما، ووجدت في "كلود" الروح الإيجابية، عن طريق عفويتها وطريقة إخبارها للقصص على مدار الفيلم، وقدرتها على اضحاك المشاهدين، ورسم البسمة على وجوههم، وهذا ما رأيته بعيني، ففي الكثير من المهرجانات أرى المشاهدين لا يرغبون بانتهاء الفيلم، بسبب حبهم لكلود، وطريقتها في سرد القصص، والأخبار، وعلمت أن الكثير يتواصلون معها الآن لتقوم بتصوير الإعلانات، أو الأفلام، بسبب الكاريزما التي تمتلكها.

ولماذا جعلت الدجاجة تسير في شوارع بيروت، وتتجول في كثير من المناطق، وأن تضعها في مسلخ ببعض المشاهد؟

الدجاجة سارت في شوارع بيروت، لأنها ترغب في أن تكون حرة، مثل اللبناني الذي يحب السهر والذهاب لمحلات حلوة، وإيجابية، يحب الحرية، يكره الكبت والقيود، رغبت عن طريق هذه الدجاجة، أن أقول للبنانين يجب أن تكونوا أحرار، مهما صارت الأمور صعبة، ولا يجب أن تقبلوا الطغيان، يجب أن تأخذوا قراركم بأنفسكم، وأن تكون لديكم هوية خاصة، ووضعتها بمسلخ لأن اللبنانيين يمرون بمراحل، خاصة أثناء اندلاع الحرب، أو وجود أزمات على الصعيد الاجتماعي أو السياسي، أو الديني، يشعرون أنهم أيضا في مسلخ، وينتهي بهم الأمر بالموت، ولكن لم أنهي الفيلم بوفاة الدجاجة، وضعتها على البحر، لكي أؤكد على وجود الأمل، واستمرار الحياة.

ولماذا قررت المشاركة في الدورة الأولى من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير؟

صارت مصر نقطة ضعفي، زرتها أكثر من 15 مرة، في كل مرة لسبب معين، وذقت بها النجاح، أكثر مما تذوقته في لبنان، وخاصة في فيلم الإسكندرية السينمائي الذي حصل فيه الفيلم على جائزتين، من بينهم جائزة أفضل فيلم تسجيلي، وشاركت فيها في مسلسل "نكدب لو قولنا مابنحبش" مع الفنانة يسرا، وعلى الرغم من تواجدي في مصر بوضع صعب، إلا إني نزلت ميدان التحرير، ولذلك قررت أن استغل أي فرصة في مصر، وكان مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير فرصة لي، لكي ينتشر الفيلم أكثر، ويشاهده عدد أكبر من المصريين، وخاصة لأني أعرف أهمية السينما المصرية، وكان شرف لي عرض الفيلم في مصر، وخاصة في الإسكندرية.

وهل شارك الفيلم في مهرجانات أخرى؟

عرض الفيلم في مهرجان أنديو وحصل على جائزة أفضل فيلم تسجيلي، ومهرجان كابريوليه، ونادي لكل الناس، ومهرجان سور السينائي في لبنان، وعرض بمهرجان النادور بالمغرب، ومهرجان المكسيك السينمائي، وبمهرجان "إيه.يو,دي" السينمائي في دبي.

وما رأيك في وضع الأفلام السينمائية الروائية القصيرة في لبنان؟

الأفلام القصيرة اللبنانية، تتجه صوب النجاح أكثر وأكثر، مستوى الأبداع يرتفع، وكل عام ينتج أفلام جديدة، يذهبون إلى مهرجانات عالمية، ويرفعوا اسم لبنان، والمعاهد بلبنان تركز على منح الثقافة السينما، ولذلك لدي الشباب خلفية سينمائية قوية، واعتقد إذا اكملنا هذا الطريق سنصل لمراحل عالية في السينما العالمية.

فيديو قد يعجبك: