الإرهاب رؤية طرحتها السينما المصرية منذ أعوام - (تقرير)

03:00 م الأربعاء 25 نوفمبر 2015

فيلم "الإرهابي"

تقرير- حسين الجندي:

في كل زمان ومكان، تتصاعد الأحداث الإرهابية، لتصبح أمراً واقعياً في الدول أجمع، ولعل هذه الظاهرة التي تتكشف من عام لأخر، هي التي جعلت صناع السينما يقدمونها عبر أعمالهم الفنية المختلفة، وقد برزت تلك الظاهرة في فترة الثمانينيات بعد الأحداث التي استهدفت عدد من الأفواج السياحية في مصر.

حرق المنشأت والتفجيرات، والهجوم على الأقسام واستهداف المدنيين، كلها أفعال يقوم بها شخص تم الاتفاق على وصفه بكلمة "إرهابي"، أي يرهب الناس ويرعبهم ويقلق راحتهم، بل يمكن أن يمتد إلى حد كبير إلى وصف من زرع العنف وكراهية الدول لهذه الشعوب، ولعل أيضاً ما حدث خلال الأيام الماضية في مختلف دول العالم مثل فرنسا ولبنان، وما يحدث في مصر، هو أبسط دليل، جعل صناع السينما وكُتابها ينظرون إلى تلك العمليات التي تستهدف الشعوب وتهز العالم أجمع.

وقد رصدت السينما المصرية على مدار الأعوام الماضية والحالية، عدداً من الأعمال الفنية التي تحدثت عن الإرهاب بقوة ورصدت الظاهرة وقدمتها بهدف نبذ العنف والتطرف عند بعض الشعوب وبعض الأشخاص المتطرفين.

كثير من الأعمال التي ناقشت ذلك قدمتها السينما لتؤكد أنها تواكب الأحداث وترصد عبر شاشتها في ساعات قليلة هذا الجرم الكبير، ومن خلال هذا التقرير يرصد "مصراوي" أهم تلك الأعمال.

فيلم "الإرهاب"

في فترة الثمانينيات قدم المؤلف حسن شاه والسيناريست بشير الديك والمخرج نادر جلال فيلم "الإرهاب" والذي أبدعت فيه الفنانة نادية الجندي، بالتمثيل، وسلط الفيلم الضوء على الأحداث الإرهابية، شاركها في بطولته الفنان فاروق الفيشاوي، وكان هذا الفيلم هو أول عمل يناقش مصطلح "الإرهاب" وبقوة .

فيلم "إنفجار"

قدمت السينما المصرية بعد ذلك فيلماً هاماً هو فيلم "إنفجار" 1990، الذي قام بإخراجه سعيد مرزوق، وتناول فيه شخصية "صديق" المنتمي لإحدى المنظمات الإرهابية، ويقوم بعمل تفجيرات واختطاف لعدد من الرهائن ويطالب بالإفراج عن إرهابين مسجونين مقابل تسليم هؤلاء الرهائن ويهدد بتنفيذ عمليات أخرى إن لم ينفذ طلبه، مطلب الإرهابي في الفيلم غير واضح أسبابه من الأساس فلماذا تلك العمليات الإرهابية وتحت أي سياسة ينتهجونها، ليؤكد أن هناك أجندات خارجية تحرك هؤلاء الأشخاص.

فيلم "الإرهاب والكباب"

الفنان عادل إمام يعود ليقدم التطرف في فيلمه السينمائي "الإرهاب والكباب" عام 1992، والذي أخرجه شريف عرفة، وتنبأ الكاتب والسيناريست وحيد حامد بما سيحدث قبلها بأعوام، ويتناول الفيلم شخصية "أحمد" الذي يذهب في أحد اﻷيام إلى مجمع التحرير للانتهاء من أوراق خاصة بنقل أولاده من مدرسة إلى أخرى، لكنه يجد عقبات إدارية. وإثر مشادة يأخذ سلاح من أحد العساكر ويحتل المجمع ويقوم بأخذ رهائن، قبل أن تقوم قوات الشرطة بمحاصرة المجمع والدخول في مفاوضات معه مقابل طلبات شخصية بسيطة، إلى أن تقرر قوات الأمن اللجوء إلى الحل اﻷمني، واقتحام المجمع لتجده خالي من أي عناصر إجرامية. ويتناول الفيلم أيضاَ الرشوة والعقبات الإدارية والروتين مع ظاهرة الإرهاب في مجتمع التسعينات في شكل كوميدي.

فيلم "الإرهابي"

اهتم المؤلف لينين الرملي لتقديم تلك الظاهرة بفيلمه "الإرهابي" عام 1994، ليخرجه نادر جلال وجسد الزعيم شخصية الإرهابي واضحة وصريحة، وكيف يعيش وسط أسرة متدينة وسطياً، وخاصة بعد حادث أليم تعرض له بسيارة الفنانة شيرين ضمن أحداث الفيلم، لتنقله بين أهلها، ويًغير من أفكاره من خلال سماع ومعرفة ما يفعلون وأن ما عليه كان خاطئاً.

فيلم الإرهابي من أكثر الأفلام أهمية وموضوعية في تناول قضية الإرهاب، فعلي عبد الظاهر إرهابي منضم لجماعة ذات تفكير تكفيري، ويعرض الفيلم طرق تعاملهم داخل الجماعة وخارجها وكيفية التفكير والشكل الظاهري لهم، والفيلم رصد لظاهرة العنف في ذات الوقت كاغتيال المفكر فرج فودة 1992 ورجال الشرطة ومهاجمة أتوبيس سياحي فهي عمليات شهيرة انتشرت في تلك الأونة.

عند عرض الفيلم كانت قوات الأمن تحرس دور العرض خوفاً من أي عمليات إرهابية نتيجة غضب تلك الجماعات من مهاجمتهم، بينما تم تصوير الفيلم بشكل سري بسبب خوف صناع الفيلم من تعرضهم لأي عنف. ونال عادل إمام جائزة أحسن ممثل في المهرجان القومي للسينما المصرية عن دوره في الفيلم.

فيلم "المصير"

لم يصمت المخرج الكبير يوسف شاهين على ما حدث من إعتداءات وحشية على المواطنين الأبرياء الذين لا علاقة لهم بأي شيء غير "البحث عن لقمة العيش"، فقدم فيلم "المصير" عام 1997، وقام ببطولته الفنان الكبير نور الشريف، وليلى علوي، ودارت أحداثه في القرن الثاني عشر ميلادياً، في الأندلس حيث العالم ابن رشد الذي يتعرض لحرق كتبه مرة من قبل الجماعات المتطرفة ومرة أخرى على يد الحاكم المنصور الذي يتخلى عن صداقته له وينحاز لتلك الجماعات حتى يقفوا بجانبه وولده المنصور في مواجهة الأسبان. والفيلم تناول إرهاب الفكر المتمثل في العقيدة، التي استخدمتها هذه الجماعات كغطاء لأفكار عنف وجهل تنبذ التنوير.

فيلم "أمن دولة"

تطورت ظاهرة الإرهاب في مصر وفي بعض الدول العربية بمنطقة الشرق الأوسط، مما دفع الفنانة نادية الجندي، إلى أن تعود مرة أخرى لتقديم فيلم "أمن دولة"، عام 1999، وقام بتأليفه مصطفى محرم، ليبدع فيه الفنان محمود حميدة.

فيلم "دم الغزال"

في الألفية الجديدة، إنضم المخرج محمد ياسين، إلى قائمة المخرجين المهتمين بتلك القضية ليناقشها بقوة في بعض مشاهد فيلم "دم الغزال". بالإضافة إلى عدد كبير من الافلام السينمائية التي قدمت في 10 اعوام الماضية منها: "فيلم حين ميسرة 2007، وفيلم عمارة يعقوبيان عام 2006، وفيلم حسن ومرقص عام 2008، والذي أبدع فيه الفنان عمر الشريف مع الزعيم عادل إمام".

للسينما تأثير عميق، على ما يحدث في المجتمعات العربية، وامتد في الفترة الأخيرة ليصل إلى المجتعات الغربية، وخاصة كما ذكرنا في مقدمة الموضوع ما حدث في فرنسا ولبنان وغيرها من الدول.

إعلان