إعلان

دفع ثمن الخيانة والنذالة.. قصة المخرج العظيم الذي باع زملاءه وأبلغ عنهم

03:26 م الإثنين 07 سبتمبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كان المشهد غير مسبوق وشديد القسوة وغريبا على احتفالات الأوسكار، وربما تكون المرة الأولى التي يحتشد متظاهرون خارج قاعة الحفل احتجاجا على تكريم أحد النجوم، وهو المخرج العبقري إيليا كازان، الذي يوافق اليوم 7 سبتمبر ذكرى ميلاده.

جريمة إيليا كازان حدثت في العام 1952، وانتظر 47 سنة كاملة حتى ليلة الأوسكار عام 1999، ليدفع ثمن خيانته لزملائه.

كانت جريمة إيليا كازان، الكشف أمام لجنة التحقيق المكارثية عن أسماء الفنانين ذوي الميول الشيوعية، وهي الجريمة التي ظل بسببها مغضوبا عليه في هوليوود.

شيوعي في أمريكا

ولد إيليا كازان في مدينة القسطنطينية التركية لأبوين من أصل يوناني يعملان في تجارة السجاد، وعندما كان في سن الرابعة هاجرت أسرته إلى أمريكا. وفي العام 1934 انضم إلى التكتل الشيوعي الأمريكي حتى 1936. وكان معروفا بأنه أحد الفنانين اليساريين الذين قدموا إسهامات بارزة في الحركة المسرحية في نيويورك خلال الثلاثينيات.

كانت بداية كازان في السينما من خلال التمثيل في فيلمين، ثم بدأ مشروعه الإخراجي الأول، في العام 1945 عقب نهاية الحرب العالمية الثانية. وحمل الفيلم اسم (شجرة تنمو في بروكلين). ثم توالت أفلامه الناجحة.

مخرج الروائع والجوائز

وعلى الرغم من فوزه بجائزة أوسكار أفضل مخرج عن فيلمه (اتفاق جنتلمان) عام 1947، فإن القفزة الكبرى في مشوار إيليا كازان حدثت عامي 1950 و 1951 عندما قدم 2 من أشهر أفلامه: (ذعر في الشوارع) و(عربة اسمها الرغبة) من بطولة مارلون براندو وفيفان لي.

وترشح إيليا كازان لجائزة أفضل مخرج للمرة الثانية عن فيلمه (عربة اسمها الرغبة)، وفاز بها فعليا عن فيلم On the Waterfront. كما فاز بجائزة جولدن جلوب 4 مرات.

ومن روائعه التي لا تنسى، أفلامه شرق عدن للنجم جيمس دين وفيفا زاباتا وأمريكا أمريكا.

مكتشف النجوم

وينسب الفضل إلى إيليا كازان في اكتشاف وتقديم كثير من نجوم السينما العالمية، منهم: مارلون براندو وجيمس دين، آل باتشينو، روبرت دينيرو، ميريل ستريب، جاك نيكلسون، جين فوندا، أنتوني هوبكنز. والعشرات من الممثلين والممثلات الأشهر في تاريخ هوليوود،

توقف إيليا كازان عن العمل السينمائي منذ العام 1976، وتذكرته الأكاديمية في العام 1999 لتمنحه جائزة الأوسكار الشرفية. لكن جمهور السينما ونجومها وصناعها لم ينسوا له خيانته الشهيرة.

جريمة إيليا كازان

في العام 1952 انطلقت الحركة المكارثية لتستهدف اجتثاث الشيوعيين في الولايات المتحدة، واستدعته اللجنة للشهادة فكشف عن أسماء زملائه القدامى في الحزب الشيوعي ثم نشر بياناً في صحيفة نيويورك تايمز يدافع فيه عن شهادته أمام اللجنة.

وثار الفنانون والجمهور ضد إيليا كازان. ووصفوه بالمرشد والخائن والعميل، وظل الهوليوديون والسينمائيون في العالم كله يرفضون غفران خيانته، وتبرأ رفاقه من صداقته.

وفي ليلة الأوسكار عام 1999، دخل المسرح من بوابة خلفية حتى لا يراه الجمهور والصحفيون. واحتشد المئات باللافتات الغاضبة خارج المبنى ينددون بمنحه الجائزة. وعندما صعد ليتسلم الأوسكار الفخرية، انطلقت صافرات الاستهجان.

المخرج الكبير مارتن سكورسيزي والممثل روبرت دي نيرو، هما اللذان قدما الجائزة لإيليا كازان، وأمام الصفير والغضب، اضطر إيليا إلى مغادرة المسرح سريعا.

وفقا للوس أنجلوس تايمز، كان بين الحاضرين النجوم نيك نولت وإد هاريس، ظلوا جالسين ولم يصفقوا للسيد كازان، بينما وقف ممثلون مثل وارين بيتي وكاثي بيتس وكارل مالدن وميريل ستريب وهيلين هانت وانضموا إلى التصفيق.

في الخارج قال أحد المتظاهرين: "نحن نتظاهر لأن ما يصل إلى مليار شخص حول العالم سيشاهدون حفل الأكاديمية ولا نعتقد أن الرسالة يجب أن تكون تمجيدًا لرجل تسبب في الكثير من الضرر لمجتمعنا".

وعانق كازان المخرج مارتن سكورسيزي وروبرت دي نيرو، وقال: "شكرًا جزيلاً لكم جميعًا. أعتقد أنني أستطيع الهروب".

وفي الخارج، اندلعت عدة معارك الأحد بين الرافضين لجائزة إيليا والمؤيدين، ما دفع الشرطة إلى التدخل لفصل المتظاهرين وتفريق الحشد. واستدعت الشرطة تعزيزات وألقت القبض على شخص حسب تقرير نشرته نيويورك تايمز.

فيديو قد يعجبك: