إعلان

قصة داعش .. مريض نفسي ومهووس بلاي ستيشن!

إسلام الزيني

قصة داعش .. مريض نفسي ومهووس بلاي ستيشن!

11:16 ص الثلاثاء 24 مارس 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم- إسلام الزيني:

هل تريد الانتقال من حمل السلاح في العالم الافتراضي إلى الواقع وتشارك في إنشاء دولة تفرض قواعدها على القوى الكبرى وتنتشر في العالم؟، أو هل أنت مريض نفسيا وتفكر في الانتحار وتحتاج لشيء ما يمسح تاريخ أسود في حياتك ؟ انضم الآن لنا !!.

عندما تراه وهو يرتدي قناعه الشهير ويحمل سيفه وسط كلماته التي يرددها بطلاقة قبل قطع رؤوس الرهائن، تعتقد للوهلة الأولى أنك أمام شخصا شديد الوثوق بالنفس و يؤمن بما يفعله، ولكن في الحقيقة هذه الثقة تختفي تماما عندما ينزع قناعه الذي ساعده كثيرا لتجنب الانتحار وقتل الناس!.

تخرج الشاب الكويتي الأصل، البريطاني الجنسية محمد الموازي من جامعة وستمينستر بعد حصوله على درجة في البرمجة، ورغم أن كل شيء يبدو عظيما في حياته كونه نشأ في لندن من عائلة ميسورة الحال وعاش حياة رغيدة يحلم بها ملايين الشباب العربي مثله، لكن التفاصيل الدقيقة في حياته تساعدنا كثيرا لنعرف كيف أصبح هذا الشاب الخجول سفاحا يقطع الرؤوس يدعى ''جون''.

بعيدا عن المعلومات المخابراتية والتقارير الأمنية حول حياة هذا الشاب، فإنك لا تحتاج سوى لدقائق قليلة تتصفح من خلالها تقارير صحفية بريطانية، تبدو كافية للغاية لتعرف كيف تحول هذا الشاب الى سفاح وحديث العالم، أنها ليست أكثر من مشاكل واضطرابات نفسية وعقد اضطهاد تطورت تدريجيا حتى وصل إلى هذه النتيجة.

''الموازي'' بحسب التقارير نشأ وسط أسرة ميسورة الحال، لكنها كانت شديدة التفكك، الخلافات بين الأب والأم دائمة الحدوث في مرحلة يحتاج الطفل فيها الى رؤية متحدة ومتكاملة من اقرب الناس اليه ليكون شخصيته المستقلة، هذه الخلافات تطورت مع مرور الأيام إلى حالة من الرهاب و التوحد والاضطراب النفسي حتى صنعت منه طفلا متأخر تعليميا ودائم التشاجر مع زملائه في المدرسة وصولا إلى سفاح فيما بعد.

وبحسب زملائه فإنه قد أحب فتاة تدعي ''أحلام أجوت'' لكنه لم يجرؤ أن يصارحها ويعود هذا إلى ''فقدان الثقة بالنفس'' و ''احتقار الذات''، وهي حالات نفسية تنشأ نتيجة النمو في بيئة غير طبيعية، وتبدو الصورة التي تجمعهما معبرة للغاية وهو يقف ورائها وينظر بخجل.

الموازي، عاد بعد تخرجه وعمل براتب متواضع لا يتجاوز 300 دينار كويتي وهو لا يليق في دولة خليجية بشاب تخرج من جامعة في لندن، وهذا ما يؤكد أنه كان بلا هدف أو طموحات، شاب مُدمر نفسيا يعيش فقط لأنه مازال يتنفس، أما مشاكله النفسية فأخذت تتطور يوما بعد يوم، وعقد الاضطهاد جعلته يعتبر تحقيقا عاديا أجري معه في لندن بعد عودته من رحلة سفاري على انه استهداف مباشر لشخصه، قبل ان يحول كل هذه الصراعات الى تحدي حاسم في سوريا، فقط حتى يستطيع ان يستمر على قيد الحياة وان قطع رؤوس الابرياء !

عندما تنتهي للتو من سماع نبأ صادم أو عراك شرس، قد تجد نفسك في حاجة ماسة لتحطم شيئا ما مثل لوح زجاجي لتخرج شحنات الغضب المكبوتة، آخرون غيرك لا يستطيعون ان يكتفوا بهذا خصوصا اذا ما كان الجرح كبير ويرتبط بمشاكل نفسية قديمة و معقدة، الانسان قوي للغاية في الصورة ولكنه هش داخليا، بمراجعة تقارير عن حياة نسبة كبيرة من هؤلاء الذين ينظمون لتنظيم ''داعش'' سوف تجد انهم اما مرضى نفسيين أو اصابهم هوس ما يقوم به هذا التنظيم، مثلما يصيب هوس افلام الاكشن الامريكية الملايين ويؤدي يوما بعد يوم لزيادة نسبة الجريمة حول العالم، عندما يجد الانسان ان كل الطرق مسدودة أمامه ولا امل، سوف يفكر جديا إما في الانتحار أو القيام بشيء ما لم يخطر على باله من قبل، نشاط غريب وشاذ سيغير من حياته، خصوصا اذا ارتبط هذا بإسم الدين ووعود اصحاب اللحى بأن الجنة هي المصير المتوقع.

انهم فقط يحتاجون الى بقعة امل ضئيلة ليتجنبوا الانتحار، فما بالك بالجنة التي سيحصلون على مقاعدها بقطع الرؤوس !!، بالنظر الى اغلب التقارير من عائلات الاجانب تحديدا من اوروبا و الذين يسافرون للقتال في سوريا والعراق، تجد ان الكثير منهم كان يرتاد المستشفيات النفسية وآخرون تتحدث عائلاتهم عن حالات الاكتئاب الحادة التي عاشوها، فضلا عن قصص أخرى حول خيانة زوجية أو فشل عاطفي وضياع قصة حب طويلة مثلما هو الحال مع المصري اسلام يكن وآخرون مثله.

إن هزيمة هذا التنظيم لن تأتي من حالة الهلع والفوبيا التي تجتاح العالم، ولكن هزيمته الحقيقة تحدث عندما يتم وضعه في صورته الطبيعية، هو مجرد كيان سوف يأخذ وقته وينتهي، يقوده متشددون ويجلبون المرضى النفسيين وهؤلاء الذين يعشقون الهوس، فبدلا من حمل السلاح في ألعاب الفيديو.. يحملونه في الواقع، لذلك يلجأ التنظيم الى الابتكار دائما في مشاهد القتل، حتى يجذب المزيد من المهاويس بفكرة الدولة التي تتحدى الجميع وتطبق قواعدها رغما عن انف العالم والقوى الكبرى فيه.

كنت عائدا للتو من عملي عام 2011، سمعت في مذياع السيارة احتفالات وصخب كبير (لقد سقط نظام القذافي الذي هيمن سنوات على ليبيا، وجردها من كل ما هو جيد ..القذافي هرب) لم اتمالك نفسي من السعادة، لم أغير ملابسي و لا حتى فكرت في تناول العشاء أو اي شيء آخر، دخلت المنزل مسرعا لمشاهدة التلفاز وتهنئة الأصدقاء عبر الانترنت وسط سعادة غامرة بنجاح الانتفاضة، استقر نظري للحظات أمام قناة ( فرانس 24 ) ..الآن سوف يلتقي المراسل مع عدد من الابطال الذين حققوا هذا الانجاز :

مرحبا نحن نهنئك، هل يمكن أن تعرف الناس بك؟

انا عبد الله شاب ليبي درست الهندسة في مانشستر وكنت أعمل هناك ولكني عدت لكي احرر بلدي من الطغاة

هذا شعور وطني بامتياز، والآن وبعد نجاح هذه الانتفاضة، بالتأكيد سوف تسافر و تعود الى عملك وأنت فخور ؟

أعود إلى عملي !! لن افعل هذا، انا باقي في ليبيا، بصراحة لقد اعجبت بحمل السلاح، انه امتع من اللعب به في ''البلاي ستشين'' !!!

في هذه اللحظات كان يتصل بي احد اصدقائي وزملائي ويعمل مذيعا في قناة ''ليبيا الأحرار'' طالبا ان اتحدث في برنامجه الذي سوف يبدأ بعد لحظات :

بالتأكيد، سعيد اليوم يا صديقي وسوف تشرفنا في القناة لنشر الأمل بعد هذه المعجزة ؟

في الحقيقة كنت، الآن انا اكثر قلقا على مستقبل هذا البلد، لأن هؤلاء المهاويس هم من سيقودون الدفة !

وبعد أشهر قليلة من هذا الاتصال الذي تسبب في خلاف حاد ومستمر مع صديقي، انتشرت الفوضى في أرجاء ليبيا لأن المهاويس قادوا الدفة !!.

إعلان

إعلان

إعلان