إعلان

خدمة جديدة في السجل المدني

الكاتب هاني سمير

خدمة جديدة في السجل المدني

02:13 م الثلاثاء 14 أكتوبر 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - هاني سمير:

أدخل سجل مدني الهرم لاستخراج شهادة ميلاد وللوهلة الأولى طننت أنني في دولة غربية تسير بنظام دقيق كالساعة.

وأنا في طريقي للدخول استوقفني رجل أمن سألني عن الخدمة التي أحتاجها، ضغط على زر في ماكينة بجواره - تشبه تلك الموجودة في مكاتب خدمة العملاء بشركات الهاتف المحمول – وأعطاني ورقة مدون عليها رقم، في الداخل، الهدوء سيد الموقف كل يجلس في انتظار دوره يترقب شاشة أعلى مكتب الموظف مدون عليها الرقم الحالي ولافتة بالخدمة المتاحة من هذا المكتب دون طوابير أو زحام.

هذا للأسف لم يحدث لكن ما أتمنى أن أجده داخل المصالح الحكومية سواء في مكاتب التموين ''الأكثر زحامًا'' والسجلات المدنية ومكاتب جوازات السفر.

في جولة قمت بها منذ أيام لعدد من السجلات المدنية ومكاتب التموين في محافظة الجيزة، وجدت مشهدًا يعود بنا لعهد ما قبل التاريخ فيه البقاء للأقوى والأغنى.

زحام شديد وصراخ ومشاجرات وفوضى، مشهد متكرر بمجرد دخولك السجل المدني في بولاق الدكرور، ومعركة لاستلام بطاقة الرقم القومي في مدخل سجل مدني الهرم، وبالطبع الأمر متكرر في باقي السجلات المدنية – إحقاقا للحق الأمر بدى أكثر تنظيمًا ويسر في الهرم عنه في بولاق الدكرور خاصة تعامل الموظفين مع المواطنين في بولاق سيء جدا.

الأمر لا يخلو أن ترى موظف يمسك بيد أحد معارفه يريد إنهاء إجراءات داخل المكتب، ويصحبه وينهي له كافة الإجراءات دون عناء الوقوف في الطابور بينما ينظر له المواطنين الذين عانوا الأمرين في الوصول قرب شباك الموظف، حالة من الغضب الداخلي لو خرجت ربما تكلفه عدم إنهاء إجراءاته.

وفي سجل مدني بولاق الدكرور وجدت مواطنًا يتمتم بألفاظ غريبة بصوت خافت مليء بغضب مكتوم، سألته عما حدث أخبرني أن موظف رفض يبيع له استمارة بطاقة تحقيق شخصية، طلبت منه الهدوء وروى لي أن موظف يدعى ابراهيم، أخبره أن استمارات البطاقة نفذت وبينما ينظر خلفه وجد الموظف يبيع استمارة لمواطن من نافذة خلفه.

طلبت منه أن ينتظرني بالأسفل، وذهبت للموظف وطلبت منه استمارة بطاقة فقال إنها نفذت انتظرت أمام الشباك لأتأكد مما قاله المواطن، أجريت اتصالا هاتفيا أثناء انتظاري، وحينما علم أنني صحفي أخبر رجال الأمن ظنًا منه أنني قمت بتصويره.

وأنا في طريقي للنزول وجدت أمين شرطة ''يدعى محمد'' يمسك بيدي وهو يجري اتصالا هاتفيا ودخل في غرفة ''الدعم الفني'' وأحكم إغلاق الباب خلفه، وسألني لماذا قمت بتصوير الموظف وأخبرته أنني لم أقم بتصويره وأخرجت الهاتف وألقيته له على المكتب وطلبت منه تفحصه، وأخبرته عما قام به الموظف عن واقعة بيع الاستمارة وطلب حضور الموظف وحينما حضر لم يتطرق للواقعة ولم ينكرها لكنه قال أن الاستمارات نفذت، قلت له أن المواطن رآه وهو يبيع الاستمارة من نافذة خلفه ، صمت.. وانتهت الواقعة.

الأمر سهل جدًا إن وجدت إرادة حقيقية للتيسير على المواطنين.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان