إعلان

صحفي عراقي مشارك بـ"وثائق بنما": نعمل وسط "مافيا الفساد" ونشر الوثائق لن يتوقف (حوار)

06:16 م الإثنين 18 أبريل 2016

صحفي عراقي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - دعاء الفولي:

أول إبريل الجاري، استقبل العالم سبق صحفي هو الأهم خلال سنوات طويلة؛ تحقيق "وثائق بنما" بمشاركة ٤٠٠ صحفي من ٨٠ دولة وأكثر من ١٠٠صحيفة وقناة تليفزيونية. جنسيات عديدة شاركت بالعمل على الملفات البالغ عددها أكثر من 11 مليون وثيقة، تم تسريبها من شركة "موساك فونسيكا" ، وتتحدث عن تورط رؤساء دول وشخصيات عامة بالملاذات الضريبية، ضمنهم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، الرئيس السوري بشار الأسد، الروسي فلاديمير بوتين، معمر القذافي، وغيرهم.

على مدار عام كرّس الصحفي العراقي، منتظر ناصر، وقته للعمل على "وثائق بنما"، إذ كان أحد العرب المشاركين بالتحقيق في القصة. في حوار أجراه مصراوي معه عبر البريد الإلكتروني، يتحدث ناصر عن ملابسات اشتراكه بالتحقيق، والصعوبات التي واجهته، وحقيقة استبعاده من شبكة الإعلام العراقي على خلفية دوره في "تسريبات بنما".

- بداية.. كيف انضممت لفريق صحفيي تسريبات بنما؟

عن طريق مؤسسة أريج التي ترتبط بالاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين.

- هل كل صحفي كان معنيًا بوثائق بلده فقط؟

ليس بالضرورة ذلك، لكن الأولوية لبلد كل صحفي، كما حدث معي.

-كيف استطعتم الحفاظ على سرية التحقيق على مدى عام من العمل؟

كان الأمر مرتبطًا باختيار الصحفيين، فقد كان الجميع على قدر عال من الحس بالمسؤولية، الدقة، الأمانة، الاحترافية والثقة.

- ما الصعوبات التي واجهتك أثناء العمل على التحقيق؟

كان هناك العديد من الصعوبات، أبرزها وفرة الوثائق، التي تحتاج إلى التنظيم. كذلك نقص المعلومات التي يمكننا الحصول عليها داخل العراق.

- إياد علاوي رئيس الوزراء العراقي السابق، كان أحد من وردت أسماءهم بالوثائق.. فهل تم التحقيق معه؟

حتى الآن لم يحدث ذلك.

- إذًا هل تعتقد أن كشف تلك الوثائق سيؤدي إلى فتح تحقيق جدي من قبل أجهزة إنفاذ القانون في العراق؟

كلا.. لأن منصب المدعي العام في العراق ضعيف جدًا، والقضاة يخشون ردود الفعل كونهم غير محصنين من أي اعتداء.

- رئيس الشركة البنمية صرّح بأن هناك عملية قرصنة تمت للحصول على الوثائق، هل تظن أنه سيتخذ إجراءات قانونية ضدكم؟

لا أظن ذلك ولن يستطيع أحد إيقاف نشر الوثائق.

- ما ملابسات استبعادك من شبكة الإعلام العراقي؟

أنا أرأس تحرير صحيفة "العالم الجديد" الالكترونية كمتطوع، باعتبارها صحيفة مستقلة، ولأني بحاجة أيضًا إلى مرتب شهري أعيش منه وعائلتي، فاضطررت للعمل بوظيفة حكومية بوزارة الثقافة لا يتجاوز أجري 400 دولار شهريًا وهو لا يعني شيئًا في بغداد، الأمر الذي اضطرني إلى بدء العمل بشبكة الإعلام العراقي، حيث أسست قسم لرصد الملاحظات الفنية والمهنية لعمل الشبكة التي تضم ثلاث قنوات فضائية وصحيفة ومجلة ومجموعة إذاعات، وهكذا تم انتدابي فيها منذ نهاية 2014، إلا أن كشفي عن ملفات فساد في هيئة الإعلام والاتصالات العراقية التي يرأسها صفاء الدين ربيع وكان ينتمي لنفس الكتلة السياسية التي ينتمي إليها رئيس شبكة الإعلام محمد عبدالجبار الشبوط، جعل الاثنان يتضامنان ضدي، فبعد أن رفع ربيع دعوى قضائية ضدي، جاء "الشبوط" واصدر قرار إنهاء عملي في الشبكة بذريعة عملي بوظيفة أخرى، في حين أن "العالم الجديد" ليست وظيفة مقابل أجر وهي صحيفة إلكترونية لا تملك مقرًا أو موظفين.

- هل تعتقد أن قرار الاستبعاد جاء على خلفية دورك في "وثائق بنما"؟

لا يمكنني تأكيد ذلك أو نفيه، غير أن قرار طردي تزامن مع ظهور اسمي كواحد من 400 صحفي دولي شاركوا في العمل على الوثائق.

- هل تم تهديدك قبيل الاستبعاد بأمر يخص التحقيق؟

كلا لم أتلق تهديدات بهذا الخصوص.

- ما الخطوات القانونية التي اتخذتها ضد شبكة الإعلام العراقي؟

قدمت يوم الأربعاء الماضي، تظلم بقرار طردي، كونه ينطوي على ثغرات قانونية، لأن القانون يبيح لي المطالبة بإلغاء القرار خلال 10 أيام من صدوره.

- وفيما يتعلق بالتحقيق.. ما الجديد الذي ستكشف عنه في الأيام المقبلة ؟

سأكشف وثائق أخرى خارج "أوراق بنما"

- ما المخاطر التي قد يتعرض لها الصحفيون العاملون على التحقيق؟

كل شيء وارد، لأن الصحفي الاستقصائي يعمل وسط مافيا الفساد. لكني أؤمن أن البلاد لا يمكن أن تزدهر أو تحقق الديمقراطية المنشودة دون صحافة مستقلة حقيقية.

- حدثنا عن بداية عملك الصحفي، وما المؤسسات التي عملت بها؟

ولجت الصحافة من باب الأدب.. فقبل كل شيء أنا كاتب قصة قصيرة فازت مجموعتي القصصية بجائزة الشارقة للإبداع العربي العام 2009 ثم عملت في عدد من الصحف والوكالات العراقية، من بينها صحيفة "العالم" التي أصبحت مديرا لتحريرها، وبعدها "العالم الجديد" التي أترأس تحريرها الآن.

- في رأيك.. ما الأزمات التي تواجه الصحفيين العراقيين؟

هناك انعدام تام للشفافية بالعراق، فلن تتمكن من الحصول على الوثائق التي تريد بشكل سلس أو طبيعي، كما أن ثمة مخاوف أمنية كبيرة بسبب كشف ملفات السياسيين والأحزاب، بالإضافة إلى العقبات المادية التي تتمثل بعدم تأمين الصحفي قوت يومه إذا ما عمل على تحقيق لمدة أسابيع أو أشهر.

فيديو قد يعجبك: