إعلان

ناروز راسم الأيقونات: قرأت الرسم أكثر من قراءتي الإنجيل (حوار)

09:02 م الإثنين 01 أغسطس 2016

كانت أول كنيسة تولى ناروز تجديد رسوماتها كنيسة أشر

حوار - هاني سمير:

تصوير - علاء القصاص:

ما أن تطأ قدماك أي كنيسة أثرية أو حديثة البناء، لا تخلو أبدا من الأيقونات، رسوم لرهبان وقديسين ورسوم للسيدة العذراء والسيد المسيح، وأخرى تعبر عن بعض المعجزات التي ذكرت في الكتاب المقدس.

عدسة "مصراوي"، دخلت أحد الكنائس حديثة البناء، كانت قصرا وتبرع به صاحبه لأحد الأساقفة ليحوله إلى كنيسة باسم مارمينا والبابا كيرلس.

undefined

بعد أن وطأت أقدامنا الكنيسة استقبلنا ناروز حنا ملاك، أحد رسامي الأيقونات، بملابسه الملطخة بالألوان، بدت الألوان جزءً من وجهه.

الشاب العشريني قال إن الرسم كل حياته.

البدابة:

بدأت أدخل كنائس كثيرة لرؤية أعمال الرسامين –والكلام لناروز- وذهبت لأحدهم وحينما رأى أعمال أعجب بها وعملت معه، وعلمني طريقة فرد الألوان على الحوائط والمساحات اللونية وأسلوب العمل.

ودرست علم التشريح وكذلك بدأت أقرأ عن الرسامين وأشهرهم دافنشي وكل رسامين عصر الباروك درستها جميعا وحفظت لوحاتهم وعددها وأسلوب رسمهم.

لقد قرأت عن الرسم أكثر من قراءتي الإنجيل.

نشأ ناروز في قرية الفنت الشرقية بمركز الفشن بمحافظة بني سويف.

"من صغري بحب الرسم" يقول ناروز، مضيفا: بدأت برسم قصاصات صغيرة ، شقيقي مقار اكتشف موهبتي وكان يبدي إعجابه الشديد برسوماتي، لم أكن أدرك حينها سبب رد فعله الغريب ولكن الأمر شجعني كثيرا".

undefined

أحب الرسم بالأسلوب الإيطالي هو يتمتع بالكلاسيكية وقريب للطبيعة مع إضافة لمسة الكتاب المقدس ، أود أن أجعل الأيقونة تعكس قصة من الكتاب المقدس.

مدير مدرسة يضرب ناروز بسبب الرسم:

كانت لدي مريلة "زي مدرسي" وحيدة أرتديها طوال العام، كان والدي يعمل في الكنيسة، وفي أحد الأيام أردت تجديد مريلتي فرسمت عليها بالألوان دون علم أمي، وحين دخلت المدرسة رأتي مدرسة تدعى "تهاني".

يقول ناروز أن "أبلة تهاني" اصطحبته لمدير المدرسة بمجرد دخوله بالمريلة المرسوم عليها وهناك ضربه مدير المدرسة وأعاده لمنزله، وأصرت المعلمة على غسل المريلة وحينها استطاعت أمي إزالة الألوان بصعوبة.

رسم على ورقة الإجابة:

ويحكي ناروز موقف آخر تعرض له حين دخل أحد الامتحانات ولم يكن يعرف إجابة أي سؤال ، حينها لجأ للرسم وبالفعل ظل يرسم طوال فترة الامتحان على ورقة الإجابة.

بعد الدراسة:

يقول ناروز إنه عمل في شركة للثلاجات عقب إنهاء دراسته بالثانوية الزراعية، وكان حبنها يرسم صور زملائه في العمل بالفحم.

تعلمت الرسم بالفحم من الإنترنت ومرة رسمت صورة للأنبا اسطفانوس أسقف ببا والفشن وسمسطا، وانبهر بها وطلب مني أن يحتفظ بها لكنني رسمت نسخة أخرى له واحتفت بتلك الصورة.

وحينما رأى مهندس الشركة رسوماتي نصحني بأن أعمق دراستي وقرائتي بالرسم وتنمية موهبني – يقول ناروز.

undefined

أول كنيسة:

كانت أول كنيسة تولى ناروز تجديد رسوماتها كنيسة أشروبة الأثرية، كان ممنوع هدمها لأنها كنيسة أثرية ، وبعدها رسمت أيقونات العديد من الكنائس.

عقبات:

من المشكلات التي نواجهها أن يقول لي كاهن أنه يرغب أن يكون وجه المسيح أبيض يقول لي "أريد أن أرى النور في وجه المسيح"، ويكمل ناروز أن بعض الكهنة لا يعطوه الوقت الكافي ويكون المهم لديهم سرعة إنهاء رسم الأيقونات لتدشين الكنيسة والصلاة فيها.

لكن ناروز اشاد بتعامل الأنبا أبوللو أسقف شرم الشيخ الذي يقول للرسام "أريدك أن تخرج موهبتك أريدك ان تخرج ما بداخلك لا يهم الوقت".

undefined صورة لعيد التجلي انتهت بنسبة 30%

الأيقونات عبر التاريخ:

مر رسم الأيقونات بالعديد من المراحل بداية من الرموز ومرحلة السراديب، وصولا لمرحلة أيقونات الكتاب المقدس، وأخيرا مرحلة الأيقونات الأسخاتولوجية.

مرحلة الرموز .. في القرنين الأول والثاني الميلادي حيث استخدمت على نطاق واسع فقد بدأ المسيحيين الأوائل في التعرف على بعضهم البعض عن طريق رسم خطين منحنيين يتصلان في المقدمة ويتقاطعان في المؤخرة تعطى شكل السمكة.

أما مرحلة السراديب فكان يتجمع المسيحيون في سراديب تحت الأرض هرباً من الأضطهاد الديني الشديد، وانتشرت هذه السراديب في روما والإسكندرية، ففي سراديب الإسكندرية وجدت أيقونات تصور معجزة قانا الجليل ومعجزة الخبز منحوتين معا في منظر واحد، وأندثرت هذه الصور المنحوتة في سراديب الإسكندرية بسبب الرطوبة الشديدة.

وفى يوجد في سرداب "القديس كالستس" في روما صورة رمزية للسيد المسيح في شكل أوريفيوس يحيط بها ألواح تشمل موضوعات كثيرة من الكتاب المقدس.

المرحلة الثالثة كانت رسم أيقونات الكتاب المقدس، وهي أيقونات موضوعات تمثل موضوعات وقصص ومعجزات المسيح بقصد التعليم، وصولا لمرحلة الأيقونات الأسخاتولوجية "الأخروية" .. وهذه المرحلة بدأت في القرن الرابع الميلادي، وتشمل أيقونات التلاميذ والشهداء والقديسين والعذراء مريم ويوحنا المعمدان، وأيقونات الملائكة، وأيقونات الرؤى النبوية، وأيقونات السيد المسيح جالساً على عرشه.

أقدم الايقونات رسمت على ألواح الخشب مباشرة وبحلول القرن السادس عشر إلى الثامن عشر بدأ رسامو الأيقونات يرسمون على ألواح مغطاة بقطعة نسيج أو خيش قبل الرسم عليها.

فيديو قد يعجبك: